القلعة نيوز- قال الرئيس التنفيذي للجمعية الأردنية لريادة الأعمال الدكتور بلال الوادي، إن منظومة الريادة والابتكار والبحث العلمي المرتبط بالابتكار في المملكة دخلت مرحلة انتقال واضحة من المبادرات المتناثرة إلى اقتصاد ابتكاري متماسك.
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن تقدم الأردن إلى المرتبة 65 عالميا والسادسة عربيا في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2025 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، يعد أقوى إشارة دولية حديثة على أن البيئة الاقتصادية الأردنية باتت قادرة على تحويل الاستثمار في البنى التحتية الرقمية ورأس المال البشري إلى نتائج ابتكارية، داعيا الى إعادة توجيه تمويل البحث العلمي نحو الابتكار القابل للتسويق.
وأشار إلى أن ما شهده قطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد خلال أيلول وتشرين الأول الماضيين، من إطلاق "بوابة الأداء للتجارة واللوجستيات" في عمان وربط أكثر من 40 جهة حكومية، خاصة بمعطيات فورية، إلى جانب الأرقام القياسية التي حققها ميناء الحاويات في العقبة خلال أيلول، يثبت أن قطاع اللوجستيات الأردني أصبح منصة فعلية لجذب الابتكار في مجالات التتبع الذكي والتحليلات الفورية وإدارة الطاقة وأن بإمكان هذا القطاع أن يتحول إلى بوابة أمام رواد الأعمال الأردنيين نحو السوقين الخليجي والأوروبي.
وبين أن الصناعة الأردنية التي تمثل قطاعا واسعا تتعامل اليوم مع الذكاء الاصطناعي بوصفه صناعة إنتاجية وليست مجرد تقنية إضافية وهو توجه ينسجم مع توسع شركات الاستشارات العالمية في المنطقة خلال تشرين الأول الماضي لنشر البنى التحتية للذكاء الاصطناعي بهدف تسريع اعتماد الوكلاء الأذكياء في القطاعين العام والخاص.
ولفت الوادي، إلى أن القطاعات الخدمية والتجارية والمالية والسياحية أمام فرصة استثنائية خلال الأشهر المقبلة، استنادا إلى القفزة غير المسبوقة في تمويل الشركات الناشئة في الإقليم خلال أيلول الماضي التي بلغت 3.5 مليارات دولار، رغم أن الجزء الأكبر منها توجه إلى أسواق أكبر من الأردن، إلا أن تمكن المملكة من منصة بيانات التجارة واللوجستيات وتقدمها في الابتكار والذكاء الاصطناعي يمكنها أن تؤمن نصيبا أكبر بالتمويل في شكل صناديق مشتركة أو مسرعات متخصصة في عمان والعقبة واربد.
وأوضح أن النشاط البحثي المرتبط بالقطاع الصناعي شهد خلال أيلول الماضي، تزايدا في "صندوق البحث والتطوير الصناعي" لاستقطاب رواد الأعمال الصناعيين، داعيا الجامعات للقيام بربط هذا التمويل بسلال ابتكار موجهة للقطاعات ذات الأولوية مثل الأغذية والدواء وتكنولوجيا المياه والطاقة الخضراء وأن تعتمد أنموذج التمويل المبني على المخرجات.
وقال إن المملكة بهذا التقدم تؤكد لشركائها الإقليميين والدوليين بأن خيار الاقتصاد الابتكاري لديها مفتوح، وأن استدامة هذا التقدم يتطلب تخصيص نافذة تمويل بحثي ريادي مرتبطة مباشرة بمنصة التجارة واللوجستيات الجديدة لتشجيع الحلول الذكية لسلاسل التوريد، تمكين غرف الصناعة والتجارة من تشغيل حاضنات ابتكار قطاعية داخل مقراتها وربطها بالجامعات وتحديث نموذج الحوافز للاستثمار الأجنبي ليمنح أفضلية لمشاريع الذكاء الاصطناعي والصناعة 4.0 والطاقة الخضراء التي تنفذ من داخل الأردن وتصدر إلى المنطقة.
وأضاف، إنه باتباع هذه الخطوات يمكن للأردن أن يحول تقدمه في مؤشر الابتكار العالمي إلى فرص عمل حقيقية للشباب.
--(بترا)




