القلعة نيوز- أكد عاملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات، أن قطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة شهد خلال العامين الماضيين تطورا متسارعا في المشهد الرقمي بفضل الرؤية الطموحة والدعم المستمر من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لملفات التحول الرقمي والابتكار؛ إيمانا بأهمية القطاع في تمكين الشباب، وربط التعليم بالتكنولوجيا، وتعزيز مكانة المملكة إقليميا ودوليا من خلال بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ألعاب طماطم، المتخصصة في نشر ألعاب الهاتف المحمول باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسام حمو، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن سمو ولي العهد أسهم في إبراز صناعة الألعاب الإلكترونية باعتبارها من القطاعات الواعدة في الاقتصاد الرقمي، ما رفع الوعي بأهميتها مصدرا للإبداع والابتكار وفرص العمل للشباب الأردني.
وبين أن القطاع يشهد اليوم تطورا ملموسا بفضل المبادرات الحكومية، وتأسيس المختبرات والأكاديميات المتخصصة، واستضافة الفعاليات والبطولات، ما فتح المجال أمام الشركات المحلية والعالمية للاستثمار في السوق الأردني والاستفادة من الكفاءات الشابة الموهوبة.
وأوضح أن الأردن يمتلك مقومات قوية تؤهله ليصبح مركزا إقليميا في مجال الألعاب الإلكترونية، بفضل قاعدة واسعة من المواهب الشابة في البرمجة والتصميم والتسويق الرقمي، إلى جانب بيئة تشريعية داعمة وتحول رقمي متسارع.
وأشار حمو إلى أن أبرز الفرص المتوفرة في مجال تطوير ونشر الألعاب الموجهة للمنطقة العربية، وبناء محتوى عربي منافس عالميا، وجذب استثمارات وشراكات مع كبرى شركات الألعاب، مستفيدا من تطور المدفوعات الرقمية والبنية التحتية التقنية التي تجعل الأردن منصة مثالية للتوسع نحو أسواق الخليج وشمال أفريقيا.
ولفت إلى أن القمة الأردنية الثالثة عشرة للألعاب التي انطلقت الشهر الحالي تحت شعار "العب لتتعلم"، تشكل محطة محورية في مسار تطور صناعة الألعاب بالمملكة والإقليم، وتوفر فرصة فريدة لتعزيز التعاون بين القطاعين الخاص والعام ودعم المبادرات الوطنية التي تستثمر في الشباب والبرامج الجامعية الجديدة التي تعد الجيل المقبل من المطورين.
وقال إن القمة ليست مجرد فعالية سنوية، بل هي مكون استراتيجي من مكونات بناء اقتصاد إبداعي متجدد في المملكة، وتعكس رؤية مفادها أن الألعاب ليست مضيعة للوقت، بل هي من أقوى الوسائل لبناء المهارات وتحفيز الإبداع، وغرس التفكير النقدي والتحليلي لدى الأجيال الجديدة.
من جهتها، قالت منسق برنامج تصميم وتطوير الألعاب في جامعة الحسين التقنية، دانية السعيد، إن هذه الصناعة توفر فرصا واعدة في البرمجة وصناعة الألعاب والتصدير الرقمي، بالإضافة إلى الرياضات الإلكترونية التي أصبحت رافدا اقتصاديا جديدا يجذب الاستثمارات والرعاية.
وأكدت أن الأردن حقق نجاحات ملموسة بهذا المجال، في ظل رعاية ودعم سمو ولي العهد، ولا سيما رعاية سموه المنتدى الأردني البريطاني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لندن، وتدشين بوابة العقبة الرقمية، كأول بنية رقمية متكاملة في المملكة، لدعم الاستوديوهات وتطوير المحتوى الرقمي وتوفير بنية تحتية متقدمة للحوسبة السحابية الضرورية لصناعة الألعاب، ودور مؤسسة ولي العهد في دعم الشباب من خلال برامج مثل 42 عمان/إربد و The CORE التي تزودهم بمهارات ريادة الأعمال المتصلة بصناعة الألعاب.
وتابعت، كما برزت جامعة الحسين التقنية، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، بإطلاقها قبل عامين تخصص تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية، الأول من نوعه في المملكة لإعداد جيل من المبرمجين والمصممين القادرين على المنافسة إقليميا عبر التعليم التطبيقي والمشاريع الواقعية والتعاون مع الشركات الكبرى.
وأضافت السعيد إن تقارير السوق تشير إلى أن حجم سوق الألعاب في الأردن بلغ نحو 312.8 مليون دولار عام 2024، مع توقع أن يتضاعف بحلول 2030 بمعدل نمو سنوي يقارب 11.5 بالمئة.
بدوره، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "ميس الورد" المتخصصة في تكنولوجيا صناعة ألعاب الموبايل، نور خريس، إن دعم سمو ولي العهد لمختبر الألعاب الأردني منذ تأسيسه، وهو مبادرة وطنية أطلقها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وافتتاح مختبر ألعاب العقبة عام 2016، شكل تحولا نوعيا في تطوير مهارات الشباب في تصميم وإنتاج الألعاب الرقمية، وتوسيع المبادرة خارج عمان وإربد.
وأضاف إن الأردن من أبرز مراكز صناعة الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط بفضل الدعم المؤسسي، والكفاءات الشابة المبدعة، وتسارع نمو الاقتصاد الرقمي، وكذلك المنظومة المتكاملة من التعليم والسياسات وريادة الأعمال والتعاون الإقليمي، عدا عن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للأردن الذي يمنحه ميزة تنافسية تتيح الوصول إلى أسواق الخليج والشرق وشمال إفريقيا.
وأشار إلى أن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة أطلقت خطة وطنية شاملة للألعاب والرياضات الإلكترونية للأعوام 2023–2027، تضمنت إنشاء أربعة مراكز وطنية في عمان، وإربد، والزرقاء، والعقبة، إلى جانب تأسيس مركز متخصص بالرياضات الإلكترونية وتطوير الألعاب في الجامعة الأردنية.
وأوضح أن استراتيجية الأردن للألعاب والرياضات الإلكترونية 2023–2027، التي تقودها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، تحدد أهدافا واضحة تشمل ترسيخ مكانة الأردن مركزا إقليميا للألعاب، والمساهمة بنسبة 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير 3 آلاف فرصة عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الدولية ودعم الشركات المحلية الناشئة، كما تتكامل هذه الاستراتيجية مع رؤية التحديث الاقتصادي 2033 عبر التركيز على التوظيف والابتكار وتمكين الشباب.
ولفت خريس إلى أن قصص النجاح المحلية التي حققتها شركات وطنية قوية وحضورها العالمي من خلال عمليات استحواذ وتوسع دولي، يعكس القدرات الإبداعية للأردن والقدرة على جذب الاستثمارات، ما منح الأردن مصداقية دولية كبيرة في قطاع الألعاب.
--(بترا)




