شريط الأخبار
وزير الثقافة : مشروع السردية الوطنية سيعتمد أساليب جاذبة بصريا ومعلوماتيا الإدارة المحلية تدعو للاستفادة من خصومات وإعفاءات ضريبة الأبنية والأراضي قبل نهاية العام السفير الباكستاني: الأردن دولة ذات أهمية استراتيجية ‏الأردن والسعودية يوقعان برنامجا لتعزيز التعاون في المجالات العدلية القاضي للعرموطي: الخامسة والاخيرة! العرموطي: الأردن من أغنى الدول بالمعادن والحكومة لا تعرف كيف تستغلها مجلس النواب يحيل مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة (تفاصيل) الخلايلة يرد على الخلايلة: انا بخلط! .. وابورمان يفزع للنائب الرياطي: كارثة العقبة في رقبة الحكومة .. ويطالب بلجنة تحقيق المصري للوزراء: اتصالاتنا لتحقيق مصالح المواطن وليست شخصية الزعبي: ضريبة الطرود البريدية غير دستورية استشهاد فلسطيني جراء قصف الاحتلال شرق غزة القضية الفلسطينية أمام مجلس الأمن الدولي اليوم عطلتان رسميتان في خميسين متتاليين رئيس الأركان الإسرائيلي يقيل قادة عسكريين ويوبخ آخرين 82.40 دينارا سعر غرام الذهب عيار 21 محليا الاثنين خطأ كارثي في فيديو تذكاري لريال مدريد.. والنادي يعتذر لإلتشي ولاعبه اصدار الحكم القضائي بمقتل طفلة داخل المسبح واشنطن وكييف تؤكدان أن أي اتفاق للسلام يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا وزير الخزانة الأميركي: الركود يطال قطاعات محددة... ولا خطر على الاقتصاد الكلي

نصر تكتب : "لبنان الجديد " سيادته متمثلة في حصر السلاح بيد الدولة

نصر تكتب : لبنان الجديد  سيادته متمثلة في حصر السلاح بيد الدولة
كريستين حنا نصر
الشرق العربي كلما توقع سكانه التهدئة والسلام ، تنقلب الاوضاع فيه و تتفاقم الامور باتجاه عودة التوترات ، وبالاخص في الملف اللبناني ، ومسألة تحقيق هدف حصر السلاح في يد الجيش اللبناني ، واعادة السيادة للدولة اللبنانية ، وكذلك الامر فيما يتصل بالملف السوري المعقد أيضاً ، والذي حتى الان لم تتمكن السلطة الانتقالية الحالية في سوريا من بسط الأمن ، خصوصاً في ظل الانتهاكات الطائفية في مختلف مناطق الجغرافية السورية .
الوضع في لبنان معقد ، و يزداد تعقيداً خاصة بسبب رفض حزب الله حتى الان تسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية ، والسعي من قبله في الاونة الاخيرة الى إعادة هيكلة قواه العسكرية من جديد ، بعد الحرب التي خاضها حزب الله مع اسرائيل ، و أدت لاستشهاد الكثير من عناصره ، بالاخص فيما يُسمى ( عملية البيجر ) ، كذلك استشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والعديد من رفاقه من قادة الصف الأول في الحزب ، ومؤخراً و ضمن تطورات متسارعة في المشهد اللبناني على الحدود اللبنانية السورية في مدينة بعلبك ومحيطها ، حيث اندلعت اشتباكات واسعة بين الجيش اللبناني وكبار المطلوبين للدولة ، اذ تمّ اعتقال كبير المطلوبين وهو نوح زعيتر ، احد كبار مهربي الاسلحة وبكميات كبيرة من سوريا الى لبنان ، كذلك عرف عنه ارتباطه بحزب الله ، وتُعد عملية اعتقاله ضربة عسكرية للحزب كونه عنصر كبير ومهم في إمداد الحزب بالاسلحة من عدة دول في العالم عن طريق ايران وسوريا الى لبنان .
وفي ظل هذه الاوضاع فقد الغت مؤخراً القيادة الامريكية زيارة مفترضة لقائد الجيش اللبناني منوي القيام بها الى واشنطن ، وكان السبب الرئيس أن الجيش اللبناني لم يقوم بأي شيء بخصوص سحب سلاح حزب الله ، الذي استعاد عافيته و جرى تهريب الكثير من الاسلحة لصالحة الى الداخل اللبناني ، للتحضير للمواجهة مع اسرائيل على الاراضي اللبنانية من جديد ، إذ كان من المتوقع ان ينتشر الجيش اللبناني في كامل الجغرافية اللبنانية أواخر هذا الشهر ، وكان أيضاً من المفترض ان ينجح الجيش اللبناني في الوصول الى نهر الليطاني للحدود الاسرائيلية ، ويبدو ان الجيش لن يتمكن من تحقيق هذا الهدف أخر الشهر الحالي ، بمعنى لم يجري اي تقدم في تحقيق هذا الهدف والذي اصبح تحقيقه صعباً ، والبعض يُقر بأن الجيش اللبناني غير قادر على مجابهة حزب الله ، وبشكل خاص في هذه المرحلة ، وهنا يبدو أن اسرائيل قررت أخذ زمام الامور والتدخل في المشهد اللبناني لمواجهة حزب الله ، وهذا كان واضحاً أمس في استهداف غارة اسرائيلية وتحديداً في الضاحية الجنوبية ، لشقة سكنية والنجاح على اثرها في اغتيال واستشهاد رئيس اركان حزب الله هيثم الطبطبائي ، والذي تولى هذا المنصب بعد استشهاد فؤاد شكر ، والذي جرى سابقاً ايضاً اغتياله من قبل اسرائيل ، والطبطبائي يعد القائد الفعلي لحزب الله ، وله دور كبير في سوريا ولبنان ، و أيضاً له دور في مسألة التنسيق مع الحرس الثوري الايراني ، وهذه الغارة استهدفت وأصابت ايضاً حوالي ثمانية وعشرين شخصاً وقتل على اثرها خمسة أشخاص من رفاقه .
وفي هذا السياق المتأزم صرح جوزيف عون رئيس الجمهورية اللبنانية باتهامه اسرائيل بالتجاهل للدعوات المتكررة لوقف اعتداءتها ، واعتبر استهداف الضاحية الجنوبية في ذكرى عيد الاستقلال اللبناني ، يؤكد رفض تل ابيب تطبيق القرارات الدولية و وقف التصعيد الذي يهدد استقرار لبنان والمنطقة ، وهذا سيؤدي حتماً الى اعادة التوترات في المنطقة ، ولكن من الجانب الاسرائيلي فانها ترى في ذلك محاربة لإرهاب حزب الله ، خاصة ان الطبطبائي هو مطارد من قبلها منذ زمن بعيد ، و رصدت جائزة تقدر بحوالي مليون دولار أمريكي مقابل الوصول اليه ، اذ توجه له تهم سفك الكثير من الدماء ودوره في بناء قدرات حزب الله العسكرية من جديد ، خصوصاً بعد فقدان الحزب لعدد من القيادات في الحرب الاخيرة مع اسرائيل ، و هذه الضربة الاسرائيلية مفادها رسالة مضمونها ان على اللبنانيين ان يتخذوا قرار حاسم ، بخصوص حسم موضوع سلاح حزب الله ، الذي يسعى الى اعادة تأهيل ترسانته العسكرية من جديد ، خاصة أن امريكا تريد السعي الى بسط السلام في لبنان ، وأن تكون منزوعة من سلاح حزب الله ، وانهاء المناوشات العسكرية الحدودية بين لبنان واسرائيل ، والتخلص من هذا الحزب الذي تعتبره امريكا حزب ارهابي مدعوم من ايران .
و السؤال الابرز في هذا الصراع الدائر ، هو هل سوف تتفاقم الامور في المرحلة القادمة من هذا الصراع ؟ ، وهل ستدخل الاطراف المعنية في هذه الحرب ؟ ، وأيضاً ما هي خيارات الحزب في الرد في هذه المرحلة المتقدمة من الصراع الاسرائيلي مع حزب الله ، خاصة بعد النجاح الاسرائيلي في تقليص قدرات الحزب العسكرية في الحرب الماضية بالرغم من السعي مؤخراً من الحزب لاستعادة قواه العسكرية من جديد ؟ .
أعتقد أن الامور سوف تتفاقم بين الطرفين ، خصوصاً بعد فشل الجيش اللبناني في تحقيق حصر السلاح بيد الدولة ، متوازياً ذلك مع رفض الحزب تسليم سلاحه للدولة اللبنانية ، والسؤال هنا ، هو هل سيرد حزب الله على اغتيال الطبطبائي ، واذا رد فكيف سيكون مستوى وحجم الرد ؟ ، خاصة بعد سقوط نظام البعث الحاكم في سوريا والمتمثل بالرئيس بشار الاسد البائد ، حيث تم استلام سدة الحكم الانتقالي في سوريا من قبل الرئيس أحمد الشرع ، والسياسة الجديدة في دمشق قد فقد على اثرها حزب الله دعمه من سوريا الاسد ، وعلى العكس فقد جرى في سوريا الغاء وحل كل مؤسسات حزب البعث السوري فيها ، و مؤخراً حدثت أيضاً مناوشات على الحدود السورية اللبنانية ، وبالطبع تفاقمت الصراعات العرقية في الساحل السوري ، وفي المحصلة يبدو أن الحرب بين اسرائيل وحزب الله قد تتجدد ، فهناك احتمالية توقيع معاهدة سلام بين اسرائيل ولبنان ، ولا يمكن تحقيق هذا الاتفاق بدون فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها ، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني ، وان لا يكون في الجنوب اللبناني أي مصدر قلق عسكري تشن منه ضربات على اسرائيل ، وهذا يُنذر باستمرار الصراع وتفاقمه بين حزب الله واسرائيل في الايام القادمة ، خاصة مع استشعار اسرائيل بأن حزب الله قد أعاد بناء قدراته ، وفي وقت أيضاً لا يستطيع فيه الجيش اللبناني حسم موضوع سلاح حزب الله ، وفرض سيادته على كامل الاراضي الجغرافية اللبنانية .
ان هذه التطورات المتلاحقة في الساحة اللبنانية تجري في الوقت الراهن الذي يريد فيه الرئيس الامريكي ترامب فرض السلام في لبنان ، كما انه وعد اللبنانيين سابقاً أثناء حملته الانتخابية وترشحه لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية ، وهذا أيضاً ينذر بتفاقم الوضع عسكرياً في جنوب لبنان ، لحسم نهائي لموضوع سلاح حزب الله ، والانتقال الى مرحلة جديدة تشهد اعادة بناء الجيش اللبناني لقدراته العسكرية ، لفرض الامن وبسط سيادة الجيش والدولة اللبنانية ، لكي تدخل لبنان في المرحلة الجديدة بفرض سيادتها السياسية الداخلية والخارجية للبنان الجديد .