شريط الأخبار
ترمب يتحدث مع أطفال ليلة عيد الميلاد: نتأكد من عدم تسلل «بابا نويل سيئ» إلى أميركا قفزة حادة.. الملك عبد الله يتخطى الشرع والسيسي في استطلاع "الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا" بعد 22 عاما .. المخبر نواف الزيدان يعترف: أنا من دللتُ الأمريكيين على مكان عدي وقصي صدام حسين سيصل إلى الأردن عبر نظام (التير).. بغداد: موانئ العراق تفتتح خطا بحريا مباشرا بين دبي وأم قصر " القلعة نيوز " تُهنئ بعيد الميلاد المجيد الاحتلال يتوغل مجددا في القنيطرة.. وقصف يستهدف محيط "سد المنطرة" نجل الشهيد القيسي منفذ عملية معبر الكرامة يعلن استلام جثمان والده ودفنه في عمان البابا يندد بأوضاع الفلسطينيين بغزة في أول عظة له في عيد الميلاد العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي التربية: 300 دينار رسوم فصلية للطلبة غير الأردنيين اعتبارا من 2026 اعتبارًا من 2026 .. نقابة المحامين ترفع رسوم التأمين الصحي 25% ترامب يهنئ الجميع بالعيد .. ويخص "حثالة اليسار المتطرف" النائب المصري يشيد باهتمام ولي العهد بالملف البيئي ويؤكد أهميته كأولوية وطنية ضريبة الدخل: مباشرة صرف الرديات الأحد واستكمال ال 60% المتبقية بداية 2026 استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص الاحتلال في غزة الخارجية: استلام جثمان المواطن عبدالمطلب القيسي وتسليمه لذويه شهيدان في غارة إسرائيلية على البقاع اللبناني مندوبا عن الملك، وزير الداخلية يشارك بقداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم العساف يؤكد جاهزية المنتخب الوطني للتايكواندو للمنافسة على أعلى المستويات درجات الحرارة أعلى من معدلاتها اليوم ومنخفض جوي بارد يؤثر على المملكة السبت

قصة حب في غار بالبترا!

قصة حب في غار بالبترا!

القلعة نيوز - وصلت مارغريت فان غيلدرمالسن، وهي ممرضة من نيوزيلندا إلى الأردن في رحلة سياحية، لكن حياتها تغيرت جذريا حين تعرفت على بدوي تحابا وتزوجا، وعاشت معه في كهف خال من وسائل الراحة.

في رحلة استثنائية امتدت آلاف الأميال، غادرت مارغريت فان غيلدرمالسن موطنها نيوزيلندا حيث النسمات العليلة والحياة المليئة بوسائل الراحة، لتصل إلى صحراء الأردن الذهبية في عام 1978 كسائحة تبحث عن مغامرة جديدة.

لم تكن تعلم أن الأقدار تخبئ لها حياة جديدة مختلفة تماما عما عهدته في حياتها السابقة. بينما كانت تتجول بين الصروح المنحوتة في صخور البترا، التقت بمحمد عبد الله عثمان، البائع البدوي الذي كان يعرض التحف التذكارية للزوار، فكانت نظرة كتبت معها فصلاً جديداً من حياتها.

ما اعتقد البعض أنها مغامرة عابرة، تحولت إلى قصة حب نقَلَت مارغريت من عالمها الحديث إلى حياة بدائية في كهف منحوت بين الصخور، خالٍ من الكهرباء والماء الجاري وأبسط وسائل الراحة التي اعتادت عليها.

بتفانٍ نادر، قبلت هذه المرأة الشابة بتحدي المصير، وبدأت رحلة تأقلم مدهشة مع الحياة البدوية، تعلمت خلالها جلب الماء على ظهر حمار، وإعداد الخبز على نار الحطب، وغسل الملابس يدويا، والتعايش مع تقلبات الطقس القاسية بين حر الصحراء اللاهب وبرد لياليها القارص.

لم تكن حياتها مجرد بقاء في ظروف صعبة، بل أصبحت جزءا من نسيج المجتمع البدوي، فعملت في إدارة عيادة محلية، وساعدت زوجها في بيع القمصان والأواني الفضية للسياح.

الأكثر إثارة أن شخصيتها الفريدة وطبيعتها المنفتحة جعلتها محط إعجاب الجميع، حتى أن زيارتها للملكة إليزابيث الثانية والملكة نور خلال زيارة ملكية في 1984 لم تكن سوى محطة واحدة في رحلتها الاستثنائية.

لم تكن العلاقة بينها وبين قبيلة "البدول" علاقة مصاهرة فقط، بل تقبل حقيقي لشخصيتها المختلفة، فكانت تجلس في غرف الرجال دون حرج، وحافظت على دينها المسيحي دون تعارض مع محيطها الإسلامي، بل إن زيارة والديها النيوزيلنديين ذوي الشعر الأشقر أصبحت مناسبة سعيدة للجميع.

رغم السعادة التي عاشتها مع زوجها وأبنائها الثلاثة، كانت مارغريت تشهد تحولات عميقة في حياة البدو، فجيل الشباب كان يعاني من صراع بين جاذبية الحياة الحديثة والرغبة في الحفاظ على التراث. وقد رأت بعينها كيف كانت القبيلة تعيش في تلاحم وتكافل، يشاركون بعضهم في الأفراح والأتراح، متمسكين بتقاليدهم العريقة. لكن رياح التغيير كانت تدق الأبواب، وفي عام 1985 أعيد توطين البدو في قرية حكومية، لتنتهي بذلك حقبة تاريخية من الحياة في الكهوف.

بعد ربع قرن من الحياة المشتركة، رحل محمد عن الدنيا في 2002، تاركا فراغا هائلا في قلب مارغريت. انتقلت إلى سيدني محاولة العودة إلى جذورها، لكنها أدركت أن قلبها بقي في الأردن، فعادت لتستقر بالقرب من البترا حيث بدأت قصة حبها.

كانت الذكرى الأكثر إشراقا هي مذكراتها "متزوجة من بدوي" التي نشرتها بعد سنوات من التردد، مستجيبة لنصيحة سائح قابلها عام 1997 وقال لها: "دوّني هذه القصص حتى لو كانت لأطفالك فقط".

أصبح الكتاب وثيقة إنسانية نادرة، تُرجم إلى أكثر من عشر لغات، يوثق ليس فقط قصة حب استثنائية، بل وأيضا الحياة الأخيرة للبدو في البترا قبل التحول الكبير.

اليوم، تجلس مارغريت في كشكها الصغير تبيع كتبها والمجوهرات الفضية المصنوعة يدويا، بينما يتواصل تدفق الرسائل من قراء حول العالم تأثروا بتجربتها الفريدة.

ما يزال المرشدون السياحيون والتجار يحيونها باللغة العربية بحرارة واحترام، لتظل هذه المرأة التي جاءت من أقاصي الأرض جزءا من نسيج البترا الإنساني، شاهدة على قوة الحب العابر للحدود والثقافات، القادر على تحويل الكهف الصخري إلى قصر من المشاعر، والحياة البسيطة المتقشفة إلى ملحمة إنسانية خالدة.

RT