القلعة نيوز- أطلقت اليوم الأحد، حملة التوعية المجتمعية "دبل كليك...بضمير"، المصممة لتعزيز ثقافة السلامة والخصوصية على الإنترنت ومجابهة ظاهرة العنف الرقمي، بتنظيم جمعية ربات البيوت بالتعاون مع منظمتي "أليانزا" و"أكشن أيد"، وبدعم الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.
وأكدت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة المهندسة مها علي، خلال رعايتها الحفل، أن مؤسسات المجتمع المدني تشكل ركيزة أساسية في تعزيز الأمان الرقمي، من خلال توعية النساء والفتيات بمخاطر الجرائم الإلكترونية ونشر ثقافة الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا، خاصة مع وصول نسبة استخدام الإنترنت في الأردن إلى أكثر من 90 بالمئة.
ولفتت علي، إلى أن اللجنة الوطنية، برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال رئيسة مجلس الأمناء، أطلقت الحملة الوطنية السنوية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات 2025 تحت شعار "مساحة أمان"، والتي تتضمن 160 نشاطا في جميع المحافظات، بهدف تعزيز حق النساء والفتيات في استخدام التكنولوجيا ضمن بيئات رقمية آمنة وخالية من العنف.
وأضافت أن اللجنة أطلقت منصة "اعرفي أكثر" للتوعية بأشكال العنف وقوانينه ودلائل الجهات المقدمة لخدمات الحماية والمساعدة القانونية، إلى جانب دليل مهيأ بلغة الإشارة، فيما تعمل حاليا على إضافة تبويب متخصص بالعنف الرقمي.
وبينت علي أن قانون الجرائم الإلكترونية يوفر مظلة حماية مهمة للنساء والفتيات، إلا أن تعزيز الوعي بآليات الوقاية والإبلاغ لا يقل أهمية عن نصوص القانون.
بدورها، استعرضت المستشارة القانونية في مركز التوعية والإرشاد الأسري، أمينة سر الجمعية إيناس ضرغام، تاريخ الجمعية والمركز منذ تأسيسهما، مؤكدة استمرار تقديمهما الدعم النفسي والإرشاد لحالات العنف بمختلف أشكالها، مع الإشارة إلى تحول أنماط المشكلات الواردة للمركز حول القضايا إلكترونية كالابتزاز والاختراق.
بدورها، أشارت مديرة البرامج في منظمة "أكشن إيد" للمنطقة العربية سناء الحياري، إلى أن إطلاق الحملة يأتي ضمن إطار جهود المنظمة المستمرة وشريكتها "أليانزا"، وبيت أن فلسفة عمل المنظمتين تنطلق من كون المجتمع محور التغيير، وصوته الأساس في رسم السياسات.
وأوضحت أن مبادراتهما تعتمد على الأدلة وتتناول قضايا الحماية والعنف القائم على الجنسين، إلى جانب برامج التمكين الاقتصادي للمرأة وتعزيز المشاركة المدنية الواعية للشباب.
وخلال الحفل أطلقت نتائج دراسة الأمان والخصوصية الرقمية التي أعدتها الجمعية، وقدمتها منسقة مشروع الحماية في الجمعية أروى الخلفات.
واعتمدت الدراسة على مصادر ميدانية وجلسات توعوية واستبيان إلكتروني وشارك فيه أكثر من 1000 مشارك، وكانت نسبة المشاركة النسائية الأعلى بنسبة 84 بالمئة مقابل 15 بالمئة للذكور، فيما شكلت الفئة العمرية أكبر من 35 سنة نسبة 47 بالمئة، ما يستدعي توجيه برامج مستقبلية للفئات الأصغر (أقل من 15 سنة) وبين 15 و18 سنة.
وكشفت الدراسة أن التطبيقات الأكثر ارتباطا بحوادث العنف الإلكتروني هي، واتساب بنسبة 64 بالمئة، وفيسبوك 58 بالمئة، وإنستغرام 51 بالمئة.
وتخلل الحفل عقد جلسة حوارية شارك فيها المختص في محاربة الابتزاز الإلكتروني رامي السليحات، والمديرة العامة لاتحاد المرأة الأردنية ناديا شمروخ، والخبير في الأمن السيبراني المهندس أحمد صالح.
وأكد السليحات أن الأمية الرقمية تزيد من معدلات الجريمة، وأن الابتزاز الإلكتروني من أكثر الجرائم تأثيرا نفسيا واجتماعيا، داعيا إلى تفعيل الدفاع المجتمعي وتعديل التشريعات لمواكبة تسارع تقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما شددت شمروخ على ضرورة تكامل منظومة الحماية وعدم تحميل الضحية تبعات الانتهاك.
أما صالح، فبين أن 90 بالمئة من حالات الاختراق ناجمة عن سوء استخدام من المستخدم، محذرا من عادات ضعيفة مثل استخدام كلمات مرور شخصية أو النقر السريع على روابط مجهولة.
--(بترا)




