شريط الأخبار
إحالات على التقاعد في المجلس القضائي قادمة... تفاصيل الشرفات: الشباب ما زالوا يعيشون هوامش العمل الحزبي الرواشدة يرعى حفل اشهار الجمعية الثقافية للدراسات الأندلسية شتيوي: أولى جلسات حوار تعديلات الضمان قريبا والنتائج في شباط البدور: فريق لمتابعة المشاكل الفنية والأجهزة في مراكز ومستشفيات الصحة مقتل 5 عناصر على الأقل من تنظيم داعش بالضربات الأميركية في سوريا إعلام أميركي: نتنياهو سيطلع ترامب على خطط لضربات جديدة محتملة على إيران ويتكوف: اجتماع ميامي دعم تشكيل مجلس السلام بغزة رئيس وزراء لبنان: نقترب من إتمام المرحلة الأولى من حصر سلاح حزب الله رئيس النواب: مواكبة الذكاء الاصطناعي تحظى باهتمام ملكي غارة إسرائيلية على جنوب لبنان روبيو يؤكد أهمية تدفق المساعدات وبدء عمليات إعادة الإعمار بغزة السيسي: لم نوجه تهديدا لإثيوبيا ومطلبنا عدم المساس بحقوقنا الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة بالونات موجهة على الحدود الشرقية رويترز: رئيس المخابرات التركية ناقش مع حماس المرحلة الثانية من اتفاق غزة السفير الأمريكي: نعمل على دعم الأعمال التجارية الأمريكية في الأردن "عشائر بني حميدة" تستقبل الدكتور عوض خليفات في لقاء وطني حاشد في ضيافة حسين باشا الحويان الحمايدة بحضور شيوخ ووجهاء من أنحاء الاردن ..فيديو وصور مسؤولون أميركيون وروس يجتمعون في فلوريدا لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة "أطباء بلا حدود": أطفال غزة يموتون بردا وندعو إسرائيل لإدخال المساعدات

المؤرخ عمر العرموطي يقدم السردية الأردنية عبر موسوعة “عمان أيام زمان” في اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين.

المؤرخ عمر العرموطي يقدم السردية الأردنية عبر موسوعة “عمان أيام زمان” في اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين.
المؤرخ عمر العرموطي يقدم السردية الأردنية عبر موسوعة "عمان أيام زمان” في اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين.

القلعة نيوز خاص ... تقرير وتصوير أحمد محمد السيد.. خاص .

العرموطي : الموسوعة انجاز اردني واضخم موسوعة على مستوى العالم عن العاصمة عمان.

العرموطي : الموسوعة مرجع لا غنى عنه للباحثين
المؤرخين.

العرموطي : لا نزال مستمرين في رصد حياة عمان والعمانيين لانها ذاكرة للاجيال.

نظّم اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، من خلال لجنته الثقافية، ندوة تاريخية بعنوان "السردية الأردنية من خلال موسوعة عمّان أيام زمان” للمؤرخ عمر العرموطي ، وذلك في قاعة روكس العزيزي بمقر الاتحاد في الشميساني بحضور السفير السوداني في الأردن حسن سوار الذهب والنائب السابق أحمد الخلايلة والشريف الدكتور علي الشوبكي وحضور لافت من المثقفين والباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي والثقافي.

المؤرخ الأستاذ عمر العرموطي، قدّم قراءة شاملة في موسوعته "عمّان أيام زمان”، مستعرضاً أبرز ما وثقته من محطات اجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية في تاريخ العاصمة لشخصيات العَمانية ، وما تحمله من قيمة توثيقية ومعرفية مهمة للأجيال الأردنية .

وقال العرموطي إن موسوعة عمّان أيام زمان استغرق العمل عليها ما يزيد على خمسة عشر عاماً من البحث والتدقيق والتوثيق المتواصل، مؤكداً أن هذا الجهد الطويل جاء بدافع الإيمان العميق بأهمية حفظ الذاكرة الوطنية وصون تاريخ العاصمة من الضياع أو التشويه.

وأوضح أن سنوات العمل لم تكن مجرد جمع معلومات، بل رحلة شاقة من التنقيب في الوثائق، والاستماع إلى الروايات الشفوية، ومقارنة المصادر، بهدف الوصول إلى سردية دقيقة وموثوقة تعكس حقيقة عمّان كما عاشها أهلها عبر الأزمنة المختلفة.

وأضاف العرموطي أن الموسوعة تجاوز عدد صفحاتها عشرة آلاف صفحة بتسعة عشر مجلدا ، لتغدو واحدة من أضخم الأعمال التوثيقية المتخصصة بتاريخ مدينة عربية، مشيراً إلى أن هذا الحجم يعكس غنى المادة التاريخية والاجتماعية التي تزخر بها عمّان.

وبيّن أن الموسوعة لم تُكتب بلغة الأرقام والأحداث الجافة، بل بروح إنسانية تحاكي نبض المدينة، وتستحضر تفاصيل الحياة اليومية، لتكون أقرب إلى سجل حيّ لذاكرة المكان والناس.

وأوضح أن الموسوعة تحكي تاريخ عمّان المكان والزمان، منذ نشأتها وتحوّلاتها العمرانية، مروراً بتشكّل أحيائها وأسواقها ومعالمها، وما رافق ذلك من تغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية.

كما تتناول تطوّر المدينة في مختلف المراحل التاريخية، وتوثّق العلاقة بين الإنسان والمكان، وكيف أسهمت عمّان في صناعة الوعي الوطني وبناء الدولة الأردنية الحديثة.

وأشار العرموطي إلى أن الموسوعة أفردت حيزاً واسعاً لتوثيق الشخصيات العمّانية ذات الأثر الاجتماعي والسياسي والوطني والعشائري والعسكري، تقديراً لدورهم في خدمة الوطن والمجتمع.

وبيّن أن الهدف من ذلك هو حفظ سير هؤلاء الرجال والنساء الذين صنعوا تاريخ المدينة بجهودهم ومواقفهم، ليكونوا نماذج مُلهمة للأجيال القادمة، مؤكداً أن موسوعة عمّان أيام زمان ليست مجرد كتاب، بل مشروع وطني يوثّق الذاكرة ويعزّز الهوية والانتماء.

وأشار المؤرخ عمر العرموطي إلى أنه قام بتوثيق سير ذاتية لعدد كبير من الشخصيات الوطنية والعسكرية والسياسية والعشائرية التي كان لها دور بارز في تاريخ الدولة الأردنية ومسيرتها الحديثة، ومن بين هذه الشخصيات دولة الشهيد هزاع المجالي، ومعالي الدكتور كامل أبو جابر، واللواء حكمت مهيار مدير الأمن العام الأسبق، والشيخ مثقال باشا الفايز شيخ مشايخ قبيلة بني صخر، والحاج محمد علي بدير، ومعالي سعيد التل، إضافة إلى القاضي الدولي تغريد حكمت.

وقال المؤرخ عمر العرموطي: كما خسرنا كثيرًا حين لم تُدوَّن وتُوثَّق سير عدد من رجالات الوطن الكبار الذين صنعوا التاريخ وبصموا أثرًا عظيمًا في مسيرة الدولة الأردنية، مثل البطل المشير حابس المجالي، وسعيد باشا المفتي، ودولة أحمد اللوزي، ودولة إبراهيم هاشم ودولة بهجت التهلوني ودولة عبدالمنعم الرفاعي ، ومعالي عبد الحليم النمر الحمود العربيات، والشيخ ذوقان الحسين العواملة، والشيخ إبراهيم الراشد الحنيطي والشيخ سلطان ماجد العدوان ، ومعالي شفيق ارشيدات ومعالي سليمان السكر، ومعالي إنعام المفتي، ومعالي القاضي طاهر حكمت، ومعالي الدكتور ناصرالدين الأسد والدكتور قاسم ملحس والشيخ محمد الامين الشنقيطي ومعالي الدكتور اسرف الكردي ومعالي مفلح العجارمة وغيرهم من الشخصيات الوطنية البارزة التي كان توثيق سيرهم سيشكل رصيدًا معرفيًا وتاريخيًا مهمًا للأردن والأجيال القادمة.

أكد المؤرخ عمر العرموطي:إن سيل عمّان لم يكن يومًا مجرد مجرى مائي عابر، بل هو شاهد تاريخي حي على نشأة العاصمة عمّان وتطورها عبر آلاف السنين فقد شكّل هذا السيل مجرىً طبيعيًا ممتدًا من رأس العين مرورًا بقلب المدينة وصولًا إلى عين غزال، ليكون أحد الروافد المهمة لنهر الزرقاء. ومن خلاله استقرت الحياة، ونمت الزراعة، وشكّلت مياهه مصدرًا رئيسيًا لاستمرار الوجود البشري في المنطقة منذ القدم.

ويضيف العرموطي:لقد لعب سيل عمّان دورًا محوريًا خلال العصور القديمة، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، وهو ما تؤكده شواهد أثرية عظيمة مثل موقع عين غزال الذي يعود لأكثر من عشرة آلاف عام. كما كان السيل حاضرًا بقوة في العصور النبطية والرومانية والبيزنطية عندما كانت عمّان تُعرف باسم فيلادلفيا، حيث أقيمت حوله منشآت حضارية كبرى مثل المسرح الروماني والنيمفايم والمنتدى، وكان جزءًا من منظومة الماء والخدمات العامة آنذاك.

ويتابع:حتى بدايات القرن العشرين ظل السيل جزءًا أصيلًا من ملامح المدينة، يتدفق في مواسم الأمطار وتستفيد منه العائلات والسكان، وتوثق الصور القديمة والروايات الشعبية حضوره القوي في الحياة اليومية لعمّان وأهلها .

وأشار المؤرخ عمر العرموطي إلى أن جيل السبعينيات وما بعدها لا يعرفون الكثير عن سيل عمّان، لأنهم لم يعيشوا فترة ظهوره كمعلم طبيعي بارز في قلب المدينة، فقد جاءوا في زمن كان السيل فيه قد غُطِّي وتحول إلى مجرى مائي مخفي تحت الأرض، بينما بقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الأجيال الأكبر سنًا ورواياتهم، الأمر الذي يجعل من واجبنا توثيق هذا الإرث التاريخي وتعريف الأجيال الجديدة به بوصفه جزءًا من هوية عمّان وتاريخها العريق.

إن سيل عمّان كما يرى المؤرخ عمر العرموطي
ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو جزء من هوية المدينة وذاكرتها الجمعية، سجلّ حي يروي قصة الإنسان والمكان، ويؤكد أن عمّان قامت على الماء والحياة، وبقي السيل شاهدًا على تاريخها العريق مهما تغيّرت ملامحه في العصر الحديث

وطالب المؤرخ عمر العرموطي أمين عمّان الكبرى بإقامة بانوراما تاريخية لسيل عمّان من خلال شاشة كبيرة تُثبّت عند بداية طلعة المصدار بالقرب من مبنى أمانة عمّان ومحطة الباص السريع، يُعرض عليها شريط سينمائي متحرك بالصوت والصورة يجسّد مسار السيل وتاريخه وأثره في نشأة المدينة عبر العصور، ويعرض صورًا ووثائق وشهادات تاريخية تُعرّف الأجيال الجديدة على هذا الإرث المائي العريق الذي شكّل جزءًا مهمًا من ذاكرة العاصمة وهويتها الحضارية لتتحول في النهاية الى معلم معرفي وسياحي.

وقال العرموطي إن العمل في توثيق حياة عمّان والعَمّانيين لا يزال مستمراً، انطلاقاً من قناعته الراسخة بأن هذا الجهد يشكّل ذاكرة حيّة للأجيال القادمة، ويضمن نقل صورة صادقة عن المدينة وتحولاتها عبر الزمن.

وأكد أن عمّان ليست مجرد مكان، بل حكاية إنسان وتاريخ مجتمع، ما يستدعي مواصلة الرصد والتوثيق لكل ما يتصل بحياة الناس، وعاداتهم، وقصصهم اليومية، وشخصياتهم المؤثرة، حفاظاً على الإرث الثقافي والاجتماعي من النسيان، وترسيخاً للهوية الوطنية في وجدان الأجيال الحاضرة والمستقبلية.

كما قدّم الدكتور محمد نور الدباس رؤية تحليلية حول السردية الأردنية وانعكاسات التوثيق على تثبيت الهوية الوطنية وتعميق الوعي بتاريخ المدينة ومكانتها التاريخية.

وقال الدباس إن موسوعة عمّان أيام زمان تُعدّ من أحدث وأهم المصادر التاريخية والاجتماعية التي تسهم بفاعلية في صياغة السردية الأردنية، لما تحمله من توثيقٍ عميق لذاكرة المكان والإنسان، واستعادةٍ واعية لتفاصيل الحياة اليومية والتحولات الاجتماعية التي شكّلت ملامح العاصمة عمّان عبر العقود.

وأشاد الدباس بالدور الكبير الذي قام به العرموطي في إعداد هذه الموسوعة، مؤكداً أن جهده البحثي والتوثيقي يعكس إخلاصاً وطنياً ومعرفة راسخة بتاريخ المجتمع الأردني، وقدرة لافتة على الربط بين الرواية الشفوية والمصادر المكتوبة، بما يمنح العمل مصداقية عالية وقيمة علمية وثقافية مستدامة.

وأضاف أن العرموطي استطاع أن يحوّل الذاكرة الشعبية إلى مادة معرفية موثوقة، تحفظ الإرث الاجتماعي للأجيال القادمة، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء، مشيراً إلى أن هذه الموسوعة تشكل مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بتاريخ الأردن الاجتماعي والثقافي.

وفي مداخلةٍ له، قال السفير السوداني في الأردن حسن سوار الذهب إنّه يتوجّه بخالص الشكر والتقدير إلى المؤرخ عمر العرموطي على هذا الجهد الكبير الذي بذله في خدمة تاريخ عمّان، مثمّناً ما قدّمه من عمل توثيقي رصين أسهم في حفظ ذاكرة المدينة وإبراز عمقها الإنساني والحضاري.

وأكد أن مثل هذه المبادرات العلمية تشكّل قيمة معرفية عالية، ولا تخدم الأردن فحسب، بل تقدّم نموذجاً عربياً يحتذى به في صون التاريخ والاعتزاز بالهوية الوطنية.

وتولى إدارة الندوة وتقديمها الشاعر عليان العدوان، الذي أكد في كلمته أهمية مثل هذه الفعاليات في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الدور الثقافي لاتحاد الكتّاب في رعاية الحركة الفكرية والأدبية.

ورحّب العدوان بالمؤرخ عمر العرموطي ترحيباً حاراً، مثمّناً حضوره ودوره الريادي في توثيق تاريخ عمّان الاجتماعي والثقافي، وتحدّث بإسهاب عمّا أنجزه العرموطي في موسوعة عمّان أيام زمان، التي شكّلت علامة فارقة في مسيرة التدوين التاريخي المحلي.

وأكد العدوان أن العرموطي قدّم من خلال هذه الموسوعة عملاً توثيقياً متكاملاً، استند إلى البحث الميداني والروايات الشفوية والمصادر المكتوبة، فنجح في حفظ ذاكرة المدينة وتفاصيلها الإنسانية، من أحيائها وأسواقها وشخصياتها وعاداتها وتقاليدها، بأسلوب علمي رصين ولغة قريبة من وجدان الناس.

وأضاف أن هذا الإنجاز لا يقتصر على كونه توثيقاً للماضي فحسب، بل يشكّل جسراً معرفياً يربط الأجيال بتاريخهم، ويعزز الوعي بالهوية الوطنية، مشيراً إلى أن موسوعة عمّان أيام زمان أصبحت مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بتاريخ الأردن، ودليلاً واضحاً على إخلاص العرموطي وحرصه على صون الذاكرة الوطنية من النسيان.

ورحّب العدوان بالحضور من القامات الثقافية والأدبية، مشيداً بمكانتهم ودورهم الريادي في إثراء المشهد الثقافي والفكري، ومؤكداً أن حضورهم يشكّل قيمة مضافة لأي لقاء معرفي، لما يحملونه من خبرات وإسهامات أسهمت في بناء الوعي الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، ومثمّناً تفاعلهم وحرصهم الدائم على دعم المبادرات الفكرية التي تصون الذاكرة الوطنية وتنهض بالثقافة الأردنية.

وفي ختام الندوة، دار نقاش موسّع ومفتوح بين الحضور والمشاركين، تناول أهمية التوثيق التاريخي بوصفه ركناً أساسياً في حفظ الذاكرة الوطنية، والدور المحوري الذي يضطلع به الباحثون والمؤرخون في صون الإرث الأردني من الاندثار.

كما شدّد المتداخلون على ضرورة دعم الجهود التوثيقية الجادّة التي تعكس تاريخ المجتمع الأردني وتحولاته، وتسهم في تعزيز الاعتزاز بالهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء لدى الأجيال، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات تشكّل مساحة حيوية للحوار وتبادل الخبرات والرؤى حول تاريخ الوطن ومسيرته.