شريط الأخبار
السفير الفنزويلي: الأردن يقود دورا مهما لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط القبض على شخص ادّعى أنه معالج روحي وتسبب لفتاة من جنسية عربية بإصابات بالغة بمشاركة وزير الزراعة ... صالون أمانة عمان الثقافي ينظم جلسة حوارية حول الخطة الوطنية للاستدامة بعد غد الإثنين إصابة 3 اشخاص إثر مشاجرة بمنطقة الصويفة والامن يباشر التحقيقات مصرع 24 شخصا بسيول في ولاية تكساس الأميركية وزير الداخلية: قرابة 97 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ بداية العام روسيا: إلغاء ضريبة تصدير القمح بشكل كامل شهداء وجرحى بمجازر بعدة مناطق بقطاع غزة وزارة التربية: 706 مخالفات بحق طلبة التوجيهي هل يغادر رئيس الجامعة الأردنية موقعه قريبا ؟ صادرات" صناعة عمان " تكسر حاجز الـــ 3 مليارات دينار بالنصف الأول للعام الحالي أسعار الذهب ترتفع 30 قرشا في الأردن اليوم السبت الوضع لم يتضح بعد..... الناشط أنس العزازمه يدخل القفص الذهبي برعاية وزير الثقافة.. نقابة الفنانين الأردنيين تحتفل بالأعياد الوطنية على المدرج الروماني ( شاهد بالصور ) 9 ملايين وثيقة أردنية يحميها مركز التوثيق الملكي منذ نشأته قبل 20 عامًا وزير الخارجية السعودي: الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة الشيباني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي : سوريا ستعمل مع واشنطن لرفع العقوبات منها "قانون قيصر" اندلاع حريق كبير بين مشروع دمر وقصر الشعب في دمشق مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين جنوب غزة

ايمن الحنيطي: هل سينجو نتنياهو ... "ثعلب " السياسة الاسرائيلية بامتياز

ايمن الحنيطي: هل سينجو نتنياهو ... ثعلب  السياسة الاسرائيلية بامتياز

القلعة نيوز - ايمن دهاج الحنيطي *

قبل عهد نتنياهو كان المتداول ان شيمعون بيريز الراحل، هو ثعلب السياسة الاسرائيلية ، لكن المتابع للمشهد الاسرائيلي عن كثب يجد ان بنيامين ابن صهيون نتنياهو ، هو صاحب هذا اللقب اليوم وباقتدار ، بعد 23 عاما في الحياة السياسية منها 13 عاما كرئيس للوزراء ، وهي اطول مدة يمضيها رئيس وزراء اسرائيلي في المنصب ،متفوقا بذلك على بن غوريون .

لكن بعد ايام قلائل تجرى الانتخابات الاسرائيلية وتحديدا يوم 17 ايلول ، وهي انتخابات معادة بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومة بعد فوزه الباهت بشق الانفس بانتخابات 9 نيسان الماضي ، وهو حدث سياسي يجري للمرة الاولى منذ قيام دولة الاحتلال ، بان تعاد الانتخابات خلال عدة اشهر فقط ، وذلك بسبب تشبث نتنياهو بسدة الحكم رغم ما يعصف به من ملفات فساد .

هذه المرة تبدو الصورة مختلفة تماما ، فقد تعهد رئيس دولة الكيان مؤخرا انه لن يقود البلاد الى انتخابات ثالثة ، اذا فاز نتنياهو وفشل ايضا بتشكيل ائتلاف ، وهذه المرة تختلف ايضا لان الاعلام الاسرائيلي الحر يصر بقوة على اسقاط نتنياهو بسبب فساده ، فلا تكاد تخلو وسيلة اعلام عبرية ، سواء كانت صحيفة ام موقع الكتروني ام تلفزيون واذاعة من الحديث يوميا عن قضاياه ، والكشف عن تفاصيل جديدة وتسريبات من التحقيقات في ملفات نتنياهو الاربعة ، بما فيها هيئة البث الرسمية الاسرائيلية – اذاعات وتلفزيون وانترنت – المسماة ” كان” ، وهي الممولة من خزينة الدولة .

اخر استطلاعات الراي الاسرائيلية تشير الى تساوي الليكود بزعامة نتنياهو مع قائمة "ازرق ابيض” بزعامة بيني غانتس، ويائير لابيد ب 32 مقعدا ، والى تفوق بسيط لكتلة اليمين ب( 56 – 60 مقعدا ) من اصل 120 مقعدا في الكنيست، بدون حزب لبيرمان ، اسرائيل بيتنا ، وكتلة الوسط – اليسار تحظى اليوم ب 54 مقعدا، مع دعم العرب، وتشير اخر التقديرات الى ان الحكومة الاسرائيلية المقبلة ربما ستكون حكومة وحدة وطنية علمانية تتكون من الليكود ( بدون نتنياهو على الاغلب ، وهو شرط غانتس وليبرمان)، و”ازرق ابيض” و”اسرائيل بيتنا” .

لكن نتنياهو الثعلب ،وبكل ما اوتي من نفوذ ودهاء ، يسعى للفوز مجددا ،وذلك من خلال تجنيد علاقاته مع الرئيس الاميركي ترامب من خلال الحصول على رسالة ضمانات حماية عسكرية ، ومع الرئيس الروسي بوتين ، وهنا لا بد من الاشارة الى ان يعكوف كاتس ، رئيس التحرير المسؤول في صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ، الوازنة وذائعة الصيت ، خصوصا في الولايات المتحدة الاميركية كونها تصدر بالانجليزية ، نشر مقالا تحليليا يوم 4 ايلول الماضي دعا فيه كل من الرئيسين ترامب وبوتين الى عدم التدخل في الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو .

داخليا ، يضع نتنياهو نصب اعينه ان يحصل الليكود على 40 مقعدا على الاقل ، حتى يتمكن من تشكيل ائتلاف مريح مع شركائه الطبيعيين : المتدينين واليمين المتشدد ، لكن دون ابتزاز ، فقد استطاع نتنياهو دمج حزب موشيه كاحلون "كلانو – جميعنا” مع الليكود ، قبل عدة اشهر، واقنع مؤخرا موشيه فيغلين ،زعيم حزب زيهوت – هوية ،الذي يرفع شعار وضع حجر الاساس للهيكل المزعوم مكان المسجد الاقصى ، اقنعه بالاندماج مع الليكود ايضا مقابل منحه حقيبة وزارية حتى لا تضيع على الليكود اصوات 80 الف ناخب يؤيدون فيغلين ، ذهبت المرة الماضية الى سلات القمامة بعد فشل حزب فيغلين بتخطي عتبة الحسم .

ويتبع نتنياهو تكتيك اثارة الرعب في قلوب الليكوديين واليمين بايهامهم ان الوضع الحالي خطير، ولا يطمئن وسيخسر اليمين السلطة لصالح اليسار اذا ما شارك اعضاء الهيئة العامة للحزب ،والذين يصل تعدادهم الى 160 الف في الحملة الانتخابية بكل قوتهم.

وتعتبر منصات الفيسبوك وتويتر واليوتيوب من الادوات المهمة التي يجندها نتنياهو وحزبه ومعظم الاحزاب الاسرائيلية في الحملات الانتخابية ، اذ سيشارك في الانتخابات المقبلة 32 قائمة حزبية ، لن تتخطى عتبة الحسم منها سوى 10 قوائم تقريبا ، وتركز حملاتها الانتخابية على قضايا الفساد والعدالة الاجتماعية ، ,والمساواة، والصحة والتعليم ، مع قليل من الحديث عن حل سياسي مع الفلسطينيين وحل الدولتين .

ومن تكتيكات نتنياهو التي يعتمد عليها اليوم ايضا ، واثبتت نجاحها في انتخابات نيسان الماضي ، تكتيك "الفزعة” قبل ست ساعات من اغلاق صناديق الاقتراع ،فكانت النتيجة ان حصل الليكود على 35 مقعدا بعد ان كانت الاستطلاعات تعطيه ما بين 28- 30 مقعدا فقط ، واليوم يحاول نتنياهو ايضا تمرير "قانون الكاميرات” لمراقبة الصناديق تمهيدا منه للطعن بنتيجة الانتخابات المقبلة اذا خسر بادعاء انه جرى تزويرها خصوصا من قبل العرب .

عموما ، يبقى التكهن بنتيجة الانتخابات الاسرائيلية غاية في الصعوبة ، فهي مثل مباريات دوري (NBA) لكرة السلة الاميركية التي تحسم في اخر ثواني ،خصوصا وان مفاجأت منطقة الشرق الاوسط كثيرة ، واللاعبين فيها كثر ، اذ يسعى الكل لاقتناص الفرصة ، وتحقيق المكاسب في الاوقات الساخنة ، ننتظر الايام المقبلة لنرى هل سينجو الفرعون نتنياهو ، ويبقى جاثما على قلوب الكثير من الاسرائيليين الذين ملوه وملوا ألاعيبه وفساده ونفوذه وسطوته مع زوجته سارة ؟ ام حانت نهاية الملك بيبي ؟

عن "راي اليوم "اللندنية - الكاتب باحث وخبير بالشؤون والصحافة الاسرائيلية