آفاق الحل العادل
القلعةنيوز:
الوصفة "السرية" للقضية الفلسطينية و التي يعرفها الجميع من اجل انجاح اي حل هي العدل، فالحديث عن حل امني او اقتصادي فقط ليس اساساً صالحاً للحوار، و لم يكن كذلك في اي يوم من الايام.
العدل و لا شىء غيره هو مفتاح الحل و ضمانة استمراريته. فالاساس هو الاحتلال العسكري للارض و ليس السلطة او انهاء المقاومة او العاصمة او جيش و شرطة و معابر الى اخر فوضى الاولويات. اسرائيل تريد الامن و السؤال المنطقي و البسيط هنا هو هل يعطي شعب مسلوب الحق لشعب اخر الامن و السلام؟ مربط الفرس هو الاحتلال و ليس التنسيق الامني او خارطة طريق يرسمها مبعوث دولي. كذلك فان الصراع العربي الاسرائيلي هو مسألة واحدة، و محاولة حله بالتجزئة كما تريد اسرائيل لم ينجح الا بالتعطيل و التسويف و شراء الوقت.
لا بد من تطوير وعي عربي جديد. وعي يحافظ على القواعد التاريخية و لكنه يعمل على تطوير مواقف منبثقة من ثوابتها تتلائم مع المستجدات. هناك درجات متعددة للنضال ما بين الحرب العسكرية الشاملة و ما بين الخنوع و الاستسلام الكاملين. علينا اتباع سياسيات متطورة لا تفرط بالحقوق. هذه هو التحدي الحقيقي الذي لم ننجح في التعامل معه لغاية الان. مواقف اليوم تتطلب بعد النظر و الشجاعة في الصبر مع الانخراط المتواصل في عمل دبلوماسي و سياسي حقيقي يعزز الصمود على الارض و لا يستنفذ قواه او يراهن عليه من بعد. صراع حقنا مع باطل اعدائنا يجب ان يكون اليوم سياسياً و ثقافيا و اجتماعياً في المقام الاول، و هذه هي الحرب الحقيقية. علينا ان نبدأ باعادة انتاج الوعي اعتمادا على الحقائق و لا شيء غيرها.