صدرت حديثا عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع موسوعة «الخليل - ملحمة في التاريخ النضالي الفلسطيني» وهي للكاتب والباحث والمؤرخ نواف الزرو، ويغطي هذ العمل الموسوعي، اوسع مساحة ممكنة من محاور وعناوين ومحطات ومراحل وتداعيات وآفاق الصراع في خليل الرحمن، ويغطي على نحو خاص سيرة ومسيرة النضال والكفاح وابرز المعارك الكبيرة التي دارت في محافظة الخليل ومحيطها منذ الثورة العربية الكبرى 1936-1939، ويغطي كذلك صفحات الكفاح التي سطرها نخبة من قادة وشهداء وابطال الخليل.
ويقوم هذا العمل الموسوعي على توثيق وتأريخ التاريخ النضالي الكفاحي للخليل وأهلها وبلداتها وقراها. ويهدف الى خدمة الاجيال والتاريخ- للتثقيف والتوعية والتعبئة. ويشتمل على كافة عناوين ومحاور ومحطات ومراحل وتطورات النضال الوطني الفلسطيني في محافظة الخليل.
وتتكون الموسوعة من 864 صفحة من القطع الكبير، ومن سبعة أبواب واربعة واربعين فصلا.
وفي تقديمه للموسوعة كتب الزرو: «لقد كانت مدينة خليل الرحمن على مدى الزمن جزءاً عضوياً لا ينفصم من الوطن الكنعاني الفلسطيني العربي المترامي الجميل المقدس.. وكان أهلها – وما يزالون.. يعشقون أرضها وترابها وخيراتها الخضراء.. ويعشقون عبرها الوطن الفلسطيني كله.. إلى ان جاءت تلك البروتوكولات الاستعمارية التي فتحت أبواب الغزو و الاستيطان والتهويد في فلسطين..
فتـقاطر الغزاة الصهاينة إليها من أقاصي الدنيا تحت ستار الأيديولوجيا الدينية اليهودية. يحملون علانية وعودهم الكاذبة وصكوكهم التهويدية المزيفة التي تزعم أن مدينة خليل الرحمن لهم. وأن الحرم الإبراهيمي الشريف جزء من ممتلكاتهم.
وعاشت المدينة كما عاشت فلسطين كلها، منذ بدايات المشروع وعلى امتداد محطاته المتلاحقة تئن تحت براثن الاستعمار البريطاني.. ومخالب موجات الغزو الاغتصابي الصهيوني.. وكان ملف الخليل منذ ذلك الحين مفتوحاً للصراع الدامي الأحمر، متوجاً مسيرة النضال والتصدي بالثلاثاء الحمراء، وحظيت المدينة بقصب السبق في مسيرة الكفاح والجهاد الوطني الفلسطيني حين خرجت قوافل القادة والمناضلين.
وفي أعقاب احتلالها غداة عدوان حزيران 1967 فتح ملف الصراع في المدينة من جديد، وبرزت بوصفها هدفاً مركزياً يتقدم جملة الأهداف الرئيسة في استراتيجية الاستيطان و السيطرة والتهويد الصهيونية للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشهدت المدينة منذ احتلالها مسلسلاً طويلاً متصلاً لم يتوقف من مخططات ومشاريع وإجراءات المصادرة. والاستيطان والتهويد والقمع والتنكيل و التدمير والتخريب.. مسلسلاً عدوانياً منفلتاً بلا كوابح أو روادع.. باستثناء تلك الصورة المشرقة المشرفة لاهل الخليل الذين يخوضون معركة وجودية شرسة ضد الاحتلال ومشاريعه التهويدية، ويخوضون مسيرة الصمود والتصدي والمقاومة والتـشبث العنيد فداء لكل حبة تراب من أرضها بالإباء والكبرياء والدماء التي عطرت وما تزال تراب الخليل حتى ينبلج فجر التحرير مشرقاً ندي القسمات».--الدستور