القلعة نيوز-
استهل معرض عمان الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة مساء يوم أمس الأول، برنامجه الثقافي بأمسية تضمنت شهادات إبداعية للكاتب والروائي التونسي كمال الرياحي والكاتب الأردني مفلح العدوان.
وقال الرياحي ان الاردن احتضن تجربته الابداعية منذ ان كان طالبا، وانه تدرب على الصحافة الثقافية في مجلة عمان التي كانت تصدرها أمانة عمان الكبرى، وكان يراسل دوما بعض الصحف الاردنية ويجري حوارات متنوعة مع أعلام السرد في العالم العربي وشمال افريقيا.
واضاف الرياحي الفائز بالعديد من الجوائز ان تجربته تميزت بالجدية، وساهمت في تشكيل شخصيته الحالية القادرة على التعامل مع الإعلام الثقافي، كما أنها كانت بمثابة ماراثون القراءة والمطالعة، لافتا الى ان اول كتاب اصدره كان بعنوان «حركة السرد ومناخاته».
وفاز الرياحي في مسابقة (بيروت 39) التي نظمتها مؤسسة هاي فيستيفال عام 2009. وفازت روايته (المشرط) بجائزة الكومار الذهبي لأفضل رواية تونسية عام 2007 وترجمت أعماله للفرنسية والألمانية والانجليزية والبرتغالية.
كما فاز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2017-2018 في فرع (اليوميات) عن كتاب «واحد صفر للقتيل-يوميات جزائرية».
وتحدث الرياحي عن تجربته السردية، وقال ان دخوله إلى عالم السرد في تونس مع توحد الذوق الأدبي والنقدي، جاء بهدف ايصال الفكرة السردية بشكل اوسع، مبينا ان مرحلة تشكل الوعي لديه بدأت مع كتابة القصة وتطورت إلى مرحلة كتابة الرواية حيث أصدر رواية « الغوريلا» التي تتحدث عن التمييز بشكله العام، ومن ثم رواية « المشرط» التي تتحدث عن تفشي الجريمة في المجتمع، وصولا إلى روايته الأخيرة «البرتا يكسب دائما» التي تتحدث عن المسدس الذي يختزل سيرة الثورة التونسية .
وأشار الرياحي، الى انه اختار كتابة الرواية بإسلوب مغاير عن ما هو سائد حاليا، على اعتبار ان دور الرواية تمثل أصوات وآهات المخفيين والناس الذين هم في الخفاء، وانه يستخدم الحبكة البوليسية في رواياته، وان انجازه الروائي لا يمثل الروايات البوليسية التي لا تنتج في العالم العربي.
من جهته، قال الكاتب الأردني مفلح العدوان، ان المسرح الذي هو جزء من تكوينه الابداعي تأثر كثيرا بالتجربة التونسية الناضجة التي كانت حاضرة منذ سنوات في المشهد الثقافي الأردني من خلال مشاركة الكثير من مبدعيهم فذ هذا المجال.
واوضح العدوان، ان هذه النماذج من المسرح التونسي ساهمت في إثراء تجربته في الكتابة المسرحية سواء من خلال اللقاءات المستمرة التي كانت تتم في فضاءات أردنية واحيانا تونسية، او من خلال الاطلاع على هذه التجارب، إضافة إلى القراءات في هذا المجال حيث كانت تونس بالنسبة لمشروعه الابداعي في المسرح صاحبة الحداثة والتنوير الفني لديه.
وبين الكاتب الاردني، تعدد الأجناس الأدبية التي يكتب فيها من القصة إلى الرواية، إلى النص المكاني، موضحا ان الحروف الأولى لأي جنس من هذه الأجناس يعتمد فيه على الموروث القادم من الصحراء، والرؤى القديمة التي شكلت الوجدان والفكر.
وعلى صعيده، قال مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الكاتب مخلد بركات خلال ادارته للأمسية، ان تونس التي تحل ضيف شرف هذا العام في معرض عمان الدولي للكتاب، لها باع طويل في الثقافة والدراما والفلسفة وفي كل أنواع الكتابة.
واضاف بركات، ان الشهادات الابداعية التي تم تقديمها تطل على تجربة الكاتب مع الكتابة، وتضع القارئ في أجواء النص مما يمكنه من «فكفكة» رموزه. (بترا)