شريط الأخبار
الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر افتتاح أول محطة مستقلة لتعبئة غاز الريشة المضغوط للمركبات وزير الثقافة في معان غدا الخميس الجيش الأردني : إنزال 62 طنًا من المساعدات الإغاثية والغذائية في قطاع غزة أستراليا ردّا على نتنياهو: "القوة لا تقاس بعدد من يمكنكم تفجيرهم" إسرائيل تقر خطة السيطرة على مدينة غزة وتستدعي 60 ألف جندي احتياط وزير الخارجية الروسي يكشف عن منح بلاده للأردن 1500 منحة دراسية الملك لـ ماكرون: ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والتصعيد بالضفة الصفدي: سنتصدى لأي محاولة اسرائيلية لفرض المزيد من الصراع والهيمنة الملكة تنشر صورة مع الملك: احلى فنجان قهوة الحكومة تقر الأسباب الموجبة لتعديلات قانون خدمة العلم رسميا .. الأردن وروسيا يلغيان التأشيرات إسرائيل تعمق الحصار المالي على الفلسطينيين باحتجازها أموال "المقاصة" قرارات مجلس الوزراء "التسويق الالكتروني: المفتاح لنجاح أعمالك في العصر الرقمي الريف والبادية النيابية تزور الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية الطاقة والمعادن والوطني للأمن النووي يختتمان مشاركتهما بتمرين "عين التنين" القبول الموحد تعلن انتهاء تقديم طلبات البكالوريوس وزير الثقافة يفتتح مهرجان البلقاء الثالث ( صور )

لماذا لم تكن أمريكا راضية عن علاقة الملك حسين بصدام؟

لماذا لم تكن أمريكا راضية عن علاقة الملك حسين بصدام؟



القلعة نيوز-

يقصّ المؤلف جاك أوكونيل، رئيس محطة لوكالة المخابرات المركزية الـ "سي آي إيه" في الأردن، في كتابه عن الحرب والتجسس والدبلوماسية في الشرق الأوسط، جزءً من علاقته بالملك الراحل الحسين بن طلال، حيث عمل محامياً له "بعد انتهاء خدمته العملية".

وقال أوكونيل عن طبيعة العلاقة بين الملك حسين وصدام حسين، أنه خلال زيارات الملك إلى بغداد كان صدام يصطحبه لزيارة قبر ابن عمه الملك فيصل لكي يضع إكليلا من الزهور على القبر، الذي طاح به الجيش العراقي في انقلاب عام 1958. ويقول إن "الملك كان يحدثني عن هذه الزيارات المهيبة، وأن صدام كان يريد أن يحلّ محل الشاه كرجل أميركا في الشرق الأوسط، وأن يقيم علاقات مع شركات أميركية كبرى"، وفق ما نشره موقع اندبندنت بالعربية.

وأضاف، هذه العلاقة المتطورة والشخصية والقريبة بين الملك وصدام حسين أثارت شبهات في أميركا؛ لذلك سلّم سفير أميركا في عمان أثناء حرب الخليج الملك حسين رسالة من الإدارة الأميركية تحذر فيها من أن وجود "علاقة أردنية عراقية، ولو بحكم الأمر الواقع، قد أدت بالفعل إلى أضرار بسمعة الأردن في أميركا، وفي أماكن أخرى من العالم".

وذكر، إن الملك كان يبذل كل جهده بل يريد أن يتجنب الحرب وأن يقنع صدام بالانسحاب من الكويت قبل أن يُطرد منها. والبارز أن الحذر من صدام في أميركا كان يقابله استنتاج من إسحاق رابين -مع تقدم عملية السلام ومصافحة الرئيس عرفات لرئيس وزراء "إسرائيل" إسحاق رابين، والتوصل إلى سلام مع الملك حسين- بأن صنع السلام مع صدام يصبّ في مصلحة "إسرائيل" الاستراتيجية.
واستهل أوكونيل كتابه بلقائه الملك حسين في صيف عام 1958، حيث قدّم له تقريراً مفصّلا عن تآمر نحو 22 ضابطا أردنيا على الملك الشاب. وفي سردية معروفة يخبرنا المؤلف أنه بعد تقديمه التقرير طلب من الملك، على ضوء خطورة الموضوع كونه يدور حول مؤامرة على العرش، التواصل مع رئيس المخابرات الأردنية، متوقعاً الاستجابة. ردّ الملك بما يشبه الصدمة للمؤلف "أنت تنظر إليه، أنا رئيس جهاز المخابرات!"

في نهاية المطاف حُوّل 22 شخصا إلى المحكمة، وأُصدر عفو عن بعضهم، وأوصل الملك المعفوّ عنهم بنفسه إلى منازلهم، فالعفو من مزايا سياسة الملك وكرمه!

يستطرد الكاتب قائلا إنه عندما انهارت العلاقات بين المصريين والأردنيين في إحدى المراحل، أخلى المصريون السفارة، وبعد انقطاع العلاقات المصرية مع الأردن زرعت المخابرات الأميركية أجهزة تنصت في السفارة، لكن عندما عاد المصريون انتقلوا، على عكس التوقع، إلى بناية أخرى، وبقيت السفارة القديمة هناك مع كل أجهزة التنصت.

عرّج الكاتب على العلاقات المصرية الأردنية ومتابعة المخابرات الأميركية، وتمكنها من رصد اتصال هاتفي بين الرئيس عبد الناصر والقادة السوريين.

وتحدّث المؤلف عن أحداث حرب 1967 مستذكرا أنه كان في المكتب داخل السفارة الأميركية بالأردن نحو الساعة السابعة من مساء يوم الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وأن مساعد الملحق العسكري في السفارة فتح الباب وأطلّ عليه برأسه فجأة، قائلا "أعتقد أنه ستكون لدينا حرب يا جاك".

يقول جاك أوكونيل إنه اتّصل على الفور بالملك حسين لمعرفة مكانه وإخباره بقصة الملحق. وبدوره، أرسل الملك على الفور رسالتين عاجلتين إلى الرئيس عبد الناصر يحذره فيهما من الهجوم الوشيك. ويكشف المؤلف أنه مع دوران عجلة الحرب، تمكنت المخابرات الأميركية من الحصول على تقرير يتضمن فحوى محادثات جرت بين عبد الناصر والملك حسين، اتفق فيها الزعيمان على أن أميركا وبريطانيا اشتركا في الهجوم المباغت.

يقفز المؤلف إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي، ويقول إن الأردن كان يرغب في الحصول على أسلحة متقدمة من أميركا، وكانت السفارة الأميركية في عمان تؤيد ذلك من منظور استراتيجي، وتحذر من أن الأردن لا يواجه أزمة فقط، بل إن الولايات المتحدة إذ لم تستجب ستفقد حليفاً استراتيجيا. وعلى الرغم من هذا التشديد، لم يجد الطلب أذاناً صاغية في واشنطن.

بعد فترة قصيرة من التجاهل الأميركي، نما إلى علم المؤلف أن الملك حسين دعا سراً وفداً عسكريا سوفييتيا رفيع المستوى إلى عمان للتفاوض بشأن صفقة أسلحة كبيرة. عندها سارع السفير الأميركي في عمان للقاء الملك للتشديد له على أن يبقى الأردن حليفاً لأميركا، وطلب من الملك شخصيا التحلي بالصبر وسوف تأتي الأسلحة، مما دعا رئيس الوزراء الأردني حينها إلى مخاطبة السفير الروسي لطلب تأجيل زيارة الوفد العسكري السوفييتي.

خلال فترة الستينيات والسبعينيات يذكر المؤلف أن الأجهزة المخابراتية كانت مصابة حدّ الهوس بزرع أجهزة التنصت للتعرف على كل شاردة وواردة؛ ويذكر أنه في ذات مرة كان يسير ليلا مع زميل له ومرّا بمنزل من طابقين قيد الإنشاء وكانا يعرفان أن ضابط مخابرات سوفييتي سوف ينتقل إلى هذا السكن قريباً، وكان فيه حارس متقدم في السن. يقول إنهما بطريقة ما دخلا خلسة إلى المبنى، وقاما بتركيب جهاز تنصت في أحد إطارات النافذة، لكن عندما أصغى الفنيون في مجال التنصت إلى المكالمات لم يتمكنوا من سماع الكثير بسبب الضجيج العالي القادم عبر النافذة، ويتابع قائلا إنه "بعد مدة قصيرة على مرور هذا الحادثة استدعاني الملك حسين، وقال لي: هل فعلت ذلك حقا؟ أجبته: نعم سيدي".

يضيف الكاتب أنه في مايو (أيار) عام 1969 تلقى مكالمة جاء فيها أن الملك يريده أن يذهب معه إلى العقبة، وعندما التقى بالملك، قال له "نحن ذاهبون إلى اجتماع مع إسرائيليين في جزيرة مرجانة"، لكن الملك أخبره أنه لن يذهب معه إلى اللقاء، بل طلب منه أن يبقى بعيدا وسلّمه جهاز اتصال لاسلكي للتواصل معه. ويقول إنه ظل ينتظر عودة الملك فوق الكثبان الرملية حتى عاد في الساعة الواحدة صباحاً. ويذكر الكاتب كذلك أن هنري كسينجر، وزير الخارجية الأميركية، ساعد على التحريض على حرب 1973 كوسيلة لبدء عملية السلام.

ويختتم الكاتب مذكراته بأنه بقي في الأردن بعد عودة الملك العلاجية الأولى. ويتحدث المؤلف بلهجة المتأثر بأن طائرة الملك هبطت صباحاً في يوم بارد وماطر، وكانت هذه آخر مرة يراه فيها لأنه كان عالقاً بين الحياة والموت وغائباً عن الوعي.

وينهي حديثه عن مرحلة مهمة من حياته مع الملك بأن الملك نقل مباشرة إلى مدينة الحسين الطبية ليوافيه الأجل بعد يومين فقط، في الساعة 11:43 صباحاً، في 7 فبراير (شباط) من العام 1999.