اكدت الرياديات الأردنيات الخمس اللواتي حققن الفوز بأفضل مشروع تكنولوجي على مستوى العالم بمجال الصِّحة النَّفسية للشباب "سند"، بوادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا أنَّ تحقيق الفوز في أميركا من قبل أردنيات للمرة الثانية وخلال سنتين، ينسجم مع تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني أن "الأردنيين يمثلون 27 بالمئة من أفضل الرياديين في العالم العربي" ويبعث على الأمل والتفاؤل بالمستقبل لكل شاب مجتهد.
وأشارت الرياديات الخمس ميس خضر، وميس المحتسب وريما دياب، وحنان خليل، وإسراء الصَّانع، في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إثر عودتهن إلى الأردن ان الأردن عظيم بقدرات شبابه ويشكل اهتمام الملك والملكة وولي العهد بالشباب والرياديين دافعًا لهن كلَّ عام للمشاركة بهذه الفعاليات، وحجز مقعد للأردن في على منصة التتويج، وهو ما يُسهم في تحسين موقع الأردن على المؤشرات النوعية العالمية، ولفتن الى هذا النجاح ما كان ليتأتى لولا الاهتمام الملكي والحكومي بهذه الفئة من الشَّباب وعلى مدار سنوات عديدة وطويلة. وقلن إنهن بدأن المشاركة مع نهاية شهر أيلول الماضي في أضخم تجمع لنساء التكنولوجيا في العالم أو ما يسمى "تِك وومن"، والذي يقام في الولايات المتحدة الأميركية كلَّ عام، ووقع عليهن الاختيار من بين نحو 4 آلاف ريادية من أقطار العالم كافة.
وأكدن أنَّ هذا المشروع سيوفر اهتمامًا جديدًا بالصِّحة النَّفسية للشَّباب الأردني، وسيكسر صورة نمطية سلبية جدًا تكونت عبر الزَّمن في هذا المجال، موضحات أنّ فكرة المشروع الذي أطلق عليه اسم "سند" تقوم على مساعدة الشباب اليافعين ودعمهم في مجال الصِّحة النَّفسية عن طريق تطوير تطبيق هو الأول باللغة العربية؛ من خلال اعطائهم محتوى متعددا يساعدهم على التعرف أكثر على الصِّحة النَّفسية ومشاكلها وأعراضها.
وأشرن إلى انَّ التطبيق سيتضمن نظام محادثة خاصة محمية؛ ليستطيع الشَّباب الحديث بكلِّ صراحة وحرية مع أطباء وخبراء نفسيِّين متخصِّصين في حالتهم، وستكون العملية بشكل محمية وسرية بدرجة كبيرة جدًا، مؤكدات انّ مستخدم التطبيق سيتمكن من إخفاء هويته حتى لا يعلم أحد من هو وما هي مشكلته، وسيجد خلاله مساحة مريحة في التعبير والحصول على حل أو نصائح تساعده على التخلص من مشكلته النفسية، وسيجد أيضا من يشاركه المشورة بها دون زيارة عيادة أو وقوع في دائرة الإحراج من المجتمع.
وأكدن أنَّهن سيطورن التطبيق بإدخال عنصر الذكاء الاصطناعي وغيرها من التطبيقات الذكية والتي ستسهم بجعل التطبيق شخصي لكل مستخدم له بناء على حالته، وسيتضمن وسيلة للتواصل مع شخص آخر بشكل مباشر وعلى نظام الخط السَّاخن في الحالات الطارئة، بالتعاون مع المؤسسات القائمة على هذه الوسائل ولكن تخصصًّا مع الحالات النَّفسية التي تصيب الناس، موضحات أنَّ التطبيق سيتضمن ما يسمى التَّعلم عن بعد أو إعطاء ورشات تدريبية لطلبة المدارس والجامعات وحتى المجتمعات بمساعدة المنظمات التي تعمل في هذه المجالات التي من بينها التعليم.
وأضفن، انَّ المشروع يسعى للوصول إلى أكبر عدد من المدارس من أجل نشر الوعي وتعريف الطلبة بالتطبيق وكيفية استخدامه، والبدء خطوة خطوة؛ لتغيير الصورة النمطية التي تقول إن الشَّخص لا يعترف بوجود مرض نفسي لديه ولا يرغب تحت أي ظرف بالحديث عن ذلك. يشار إلى أن خمس مهندسات أردنيات أخريات، شاركن قبل عامين بنفس التجمع وحققن الفوز بجائزة أفضل مشروع تكنولوجي من بين 100 مشاركة عن مشروع أطلقن عليه "عزوة" يخدم النساء اليتيمات في الأردن.