القلعة نيوز:
مع انحسار داعش و غيرها من الجماعات الارهابية في سوريا و العراق علينا ان نفكرجديا في مواقع المواجهة القادمة سواء كانت ميدانية او فكرية. فقد علمتنا تجارب الاربعين عاما الماضية ان دورة الارهاب تستمر حيث ان الفكر المتطرف يتعزز مع اختلاف اساليب المواجهة. فنحن، كعرب ومسلمين، في حقيقية الامر لم نواجه صلب الارهاب و اسبابه الحقيقة، بل واجهنا الارهابيين، و هذه حرب مختلفة. لطالما استنكرنا كعرب و مسلمين العمليات الارهابية الدنيئة حول العالم، و في ديارنا نحن. شجبنا ولكننا لم نتوقف بصدق لنسأل عن السبب الحقيقي وراء هذه الكوارث. اكتفينا بالقول ان هذه افعال شيطانية غريبة عن اخلاقنا، و بعضنا قال انها ردات فعل خاطئة محرضها الاساسي هو ظلم الغرب لنا او مؤامراتهم علينا. وبذلك تقمصنا دور الضحية، و الضحية لا تبادر بل تنتظر مصيرها. اجهزتنا الامنية في العالم العربي و الاسلامي صادقة و امينة في محاصرة التنظيمات الارهابية و ملاحقة عناصرها و قامت بعمل بطولي، و لكن هل تحارب مجتمعاتنا و حكوماتنا الارهاب، هل تجفف منابعه؟ هل لدينا استراتيجييات وطنية واضحة لاجتثاث الفكر المتطرف و حماية شبابنا منه؟ الاستراتيجييات الامنية فاعلة و لكن نجاحها له سقف محدد لانها غير مدعومة بسياسات وطنية جادة و شاملة تكافح هذه الافة الخبيثة التي تحصد ارواح الابرياء في عالمنا العربي و الاسلامي، و اصابت العالم كله بدون استثناء. ماذا تزرع مجتمعاتنا في عقول الشباب و كيف؟ ما الذي يولد لديهم هذه الرغبة الجامحة في التدمير بدلا من البناء؟ هل درسنا بشكل علمي هذا الامر و هل طلبنا من الخبراء اقتراح سياسات و حلول و هل ناقشناها؟ اّن اوان التجديد في كل. ما نعمل في عالمنا العربي و الاسلامي. علينا مراجعة منظومة القيم لدينا و تطبيق ما نكرره كل يوم بان اخلاقنا و قيمنا عادلة بل و سامية! لقد تأخرنا كثيراً في هذه المهمة، و كل ما تأخرنا اكثر خسرنا جيلا اخر.