القلعة نيوز-
رفع مجلس الأمة، امس الأحد، رده على خطاب العرش السامي الذي تفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بإلقائه في العاشر من الشهر الحالي، إيذانا بافتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الثامن عشر.
وقال رئيس مجلس الأعيان، فيصل عاكف الفايز، في رد المجلس على خطاب العرش الذي ألقاه في قاعة العرش في قصر رغدان العامر: «إن أوامر جلالتكم للحكومة، بضرورة اتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية، تستهدف التخفيف عن كاهل المواطن في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الوطن والإقليم مسؤولية وأولوية، يجب المباشرة بها فورا، وستلقى بإذن الله كل الدعم منا جميعا، وسنتابع من موقعنا التشريعي والرقابي، خطوات التنفيذ أولا بأول، وصولا إلى تحقيق رؤية جلالتكم، في خدمة الأردن والأردنيين».
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة: «إننا في مجلس النواب ملتزمون بتوجيهاتكم السامية لسن القوانين وتعديل التشريعات بما يحفظ هيبة القضاء ونزاهته، متعاونين مع الحكومة في سبيل اتخاذها لقرارات جريئة تنعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني وحياة المواطن، وتضطلع بدورها تجاه القطاع الخاص كشريك أساسي في عملية التنمية، ولا نغفل هنا دورنا الرقابي لضمان تنفيذ تلك الإجراءات».
وفيما يلي نص ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش السامي:
رد مجلس الأعيان
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، صاحبَ الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، السلام عليكم، قائد الوطن وحامي الحمى...
السلام على المسيرة المباركة المعطاءة، المكللة بالعز والسؤدد، التي تزهو بأريج الشهادة والتضحيات الجسام...
والسلام على جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، وعلى كل عين باتت تحرس في سبيل الله...والسلام على الأردنيين، وعلى الجباه التي لم تنحن إلا لله، وبعد...
يتشرف مجلس الأعيان بأن يرفع إلى مقامكم السامي أسمى آيات الشكر والعرفان لتفضـل جلالتكم بافتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الثامن عشـر.
ولقد جئنا من تحت القبة التي أقسمتم في رحابها، قبل عشرين عاما: «أن تكون حافظا للدستور ومخلصا للأمة» لنتشرف بالمثول بين أيديكم في رغدان العامر، عرين العرب ومحط آمال الأمة، حيث بايع أحرار العرب جدكم المؤسس نستذكر العمامة البيضاء الشريفة، وتاريخا من الوفاء والإخلاص، سطره آباؤنا وأجدادنا خلف الراية الهاشمية المظفرة، معتصمين بحبل الله، ولواء آل بيت رسوله الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم ونجدد القسم جميعا: أن نبقى الأوفياء والجند المخلصين، لمليكنا المفدى، الذي عرفناه، على عهد آبائه وأجداده، رائدا لا يعرف إلا الصدق وقائدا يمتلك على الدوام زمام المبادرة تلو المبادرة، مخلصا لوطنه، متفانيا في خدمته، صادقا مع أمته وشعبه...ويشهد علينا الله والمكان والزمان.
صاحب الجلالة، ترتفع هاماتنا اعتزازا وفخرا، بقرار جلالتكم الشجاع بإنهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر في اتفاقية السلام، وإعادتهما إلى حضن الوطن المنيع وسيادته التامة..مما أثلج صدور الأردنيين والعرب وقلوب المؤمنين.
صاحب الجلالة، رغم كل الصعوبات والتحديات، أشاعت فينا خطبة العرش السامي روح الأمل واليقين، فطمأنتم جلالتكم، الأردنيين جميعا، وهم أهل الوفاء والإخلاص، وقد عرفوا جلالتكم، أبا نبيلا وأخا كبيرا، لهم في قلبه الكبير المكان الأول وله في قلوبهم أعلى درجات الحب والتقدير.
وقد أثبتنا للعالم مرة تلو الأخرى، أن الأردن لا يعرف المستحيل، وأن الأردني لا يتراجع أمام الصعاب، بل يصمد ويثابر، ويصر على العمل والإنجاز.
وكما حملتم الوطن في رقبتكم، فإن لكم في رقابنا العرفان بمنجزات عهدكم الممتد برعاية الله وحمايته، وما شهده من إنجازات نوعية، يعرفها الأردنيون، وعاشوها أمنا وإيمانا وتنمية واستقرارا وإصلاحا وعملا دؤوبا، وعلاقة فريدة بين القائد وشعبه، لا وسطاء فيها ولا حواجز.
وسيبقى الأردنيون على الدوام، أهل الوفاء والشهامة ومثال الصدق والشجاعة، لا تثنيهم الخطوب يبذلون الغالي والنفيس دفاعا عن الوطن والرسالة والمبدأ، على عهد الآباء والأجداد، البناة الأوائل، رجالات الثورة العربية الكبرى وقادتها، الذين صاغوا كيان هذا الوطن الطيب العظيم.
وستبقى قواتنا المسلحة «الجيش العربي» وأجهزتنا الأمنية والمتقاعدون العسكريون، على قدر عزمكم وثقتكم درع الأردن وسياج الحمى، محط عنايتكم، وعنوان كبريائنا وعزتنا وكرامتنا.
صاحب الجلالة، لقد أثبت الأردنيون والجيش العربي المصطفوي، بقيادتكم الواثقة، أنهم حماة الوطن ومنجزاته وأنهم في المقدمة دائما، دفاعا عن فلسطين الحبيبة، وقضيتها وأهلها، وجلالتكم الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، في القدس الشريف أمانة حملتموها كابرا عن كابر.
وسيواصل الأردن بقيادتكم الشجاعة القيام بواجبه التاريخي في خدمة قضيتنا الأولى، حتى تقوم لأشقائنا الفلسطينيين دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدين على دعوة جلالتكم للمسلمين والمسيحيين دعم الأردن وجهود جلالتكم المباركة، بعدم المساس بالوضع القانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية والمحافظة عليها.
صاحب الجلالة، لقد كانت توجيهاتكم السامية، للحكومات المتعاقبة، تؤكد على أولوية الإنسان، وقبل أي اعتبار، وأن يلمس الأردنيون مباشرة، أثر البرامج والسياسات على مستوى حياتهم.
وإن أوامر جلالتكم للحكومة، بضرورة اتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية، تستهدف التخفيف عن كاهل المواطن في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الوطن والإقليم مسؤولية وأولوية، يجب المباشرة بها فورا، وستلقى بإذن الله كل الدعم منا جميعا، وسنتابع من موقعنا التشريعي والرقابي، خطوات التنفيذ أولا بأول، وصولا إلى تحقيق رؤية جلالتكم، في خدمة الأردن والأردنيين.
وإننا ندرك بكل تأكيد، أن الهم الاقتصادي بات أكبر التحديات التي تواجه وطننا وشعبنا، وعلينا أن نتجاوزه عبر سياسات اقتصادية ملائمة، تعيد النظر في الأجور والرواتب، وتنشط الاقتصاد وتحفز الاستثمار، وتحسن جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، والإصلاح الإداري والمالية العامة، وخلق فرص عمل للشباب، وكلها أمور تستوجب إعادة النظر في التشريعات، لتحقيق هذه الغايات، وبما يخفف الأعباء عن الأردنيين.
صاحب الجلالة، رغم كل الأحداث والظروف الاستثنائية الصعبة التي شهدتها المنطقة وانعكست آثارها على وطننا، لم نزّدد إلا عزيمة وإيمانا ويقينا، وعند السؤال:
إلى أين نحن ذاهبون؟ نجيب جميعا، كما كان جوابكم واثقا مطمئنا:
بأننا ماضون إلى الأمام بخطى ثابتة، وقد أصبحت الإصلاحات الأكثر صعوبة خلفنا، والمستقبل الواعد أمامنا، نمضي نحوه بكل ثقة، لتحقيق طموح الوطن وأبنائه.
ونعاهدكم أن تتضافر جهودنا، مع جهود السلطتين التنفيذية والقضائية، ومع كل مؤسسات الوطن، وبتشاركية مسؤولة على أكمل وجه يرضى الله عنها والوطن والمليك، فكلنا، نعم كلنا يا سيدي، كما تفضلتم جلالتكم، اليوم مسؤولون، وفي الغد مساءلون.
صاحب الجلالة، لا خوف على الوطن، ما دام إيمانكم به ومعه يقيننا يفتح أمامه الآفاق، ويمهد الطريق، فالعالم كله مؤمن بالأردن، مدرك لطاقاته، ويقدر إمكاناته حق قدرها.
وأول شروط النهضة أن تبدأ بالعمل والمثابرة، وعمادها الثقة والتفاؤل، ولا مكان لمن يحاول أن يشيع أجواء التشاؤم والسوداوية والتشكيك، ويقلل من قيمة الإنجاز.
وكما قلتم جلالتكم، وتقولون دائما:
«من شعبنا نستمد العزم، ومن تفاؤله نستلهم التفاؤل»، ونحن نستمد العزم ونستلهم التفاؤل من جلالتكم.
مولاي صاحب الجلالة المفدى، لقد بادلكم شعبكم الوفي، الحب حبا والوفاء ولاء والإخلاص عطاء، وعلى الحكومات أن تكون على قدر المسؤولية، فتمضي في طريق الإنجاز، تدعمها في مسيرتها سلطة تشريعية قوية، وقضاء نزيه، وقطاع خاص نشيط، ومواطن واثق بنفسه وبمستقبل الوطن.
حماكم الله ورعاكم يا قائد المسيرة، وحفظ ولي عهدكم الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يحمل عهد عبدالله المعزز، ومن قبله عبدالله المؤسس، واسم الحسين الباني، ومن قبله الحسين بن علي مفجر الثورة وصاحب النهضة.
أعز الله ملككم وأيدكم بنصر من لدنه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وهنأ الفايز جلالة الملك بتسلمه جائزة «رجل الدولة الباحث» لعام 2019، مؤكدا أن هذا الإنجاز مصدر فخر واعتزاز لكل نشمي ونشمية من أبناء هذا الوطن، وأننا سنبقى دائما رافعين الرأس عاليا بوطننا ومليكنا.
وأضاف «اسمح لي يا سيدي أن أتلو على مسامعكم الكريمة ما يدور في وجداني ووجدان كل أردني وأردنية تجاه مليكنا المفدى:
يا صاحب التاج روحي تفتدي التاجا، ما زلت رغم ظلام الليل وهاجا....
فاعبر بنا البر إنا سوف نعبره، واعبر بنا البحر نغدو فيه أمواجا».
رد مجلس النواب
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين قال تعالى :
(وَلتَكُن مّنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إلَى الخَير وَيَأمُرُونَ بالمَعرُوف وَيَنهَونَ عَن المُنكَر وَأُولَئكَ هُمُ المُفلحُونَ) صدق الله العظيم.
سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله وأعز ملكه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يشرفني يا مولاي أن نتقدم من مقامكم السامي بأرفع معاني الفخر والاعتزاز، على تفضلكم بافتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الثامن عشر بخطبة العرش السامي التي جاءت لتشع بالأمل، وتزف البشرى، وتشحذ الهمم، وتطلق العنان للطاقات في ميدان العطاء، ليتعاظم الإنجاز، ولتظل رايات العز على سواري المجد، خفاقة تطال السحب، فخرا بمن ورث المجد من آل هاشم الأطهار، فكان لسان القوم الصادق، والمنافح عن كرامة الأمة، وسيادة الوطن، ومسيرة الشعب.
مولاي صاحب الجلالة، على قدر التفاؤل والثقة الذي حملته خطبة العرش، يرفع مجلس النواب رده على خطبة العرش السامي إلى سيد البلاد، سليل الدوحة الهاشمية الذي نذره الحسين الباني طيّب الله ثراه- لخدمة أمته، فانبرى لحمل أمانة الآباء والأجداد متجاوزا بها عقدين من الزمان.
مولاي صاحب الجلالة، بدأتم بتوجيه تحية العز لكل من ساهم في مسيرة النهضة والبناء، بحديث القلب لرفاق السلاح، ونحن من خلفكم يا مولاي نرفع تحية الإجلال والفخر لقواتنا المسلحة الباسلة -الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الباقية على العهد مع الوطن والقائد في الذود عن الأرض بالمهج والأرواح في ساحات الوغى تحمي الحمى، شديدة البأس على العدا، تدك أوكار زمر الظلام، وعنوانها في كل موعد، حفظ رسالة الدولة الأردنية، يد تحمل بندقية، ويد تحنو على كل من لاذ بأرضنا من ويلات الحروب والصراعات.
مولاي صاحب الجلالة، يمضي الأردن بثبات على مواقفه تجاه أمتيه العربية والإسلامية وعلى رأسها قضيتنا المركزية - قضية فلسطين، التزاما بمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية مدافعا عن حق الأشقاء الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، وعاصمتها القدس الشريف، ولن يقبل الأردن الذي يقوده ملك شجاع، بأي تغيير على واقع الحرم القدسي والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تحملون أمانة الوصاية عليها متمسكين بإرثكم الشرعي والتاريخي نيابة عن العالم أجمع في الدفاع عنها وحمايتها من أي عبث بواقعها القانوني والتاريخي، رغم تعاظم الضغوط وتبدل الأحلاف في محيط يضج بالصراعات.
مولاي صاحب الجلالة، إن وقع إعلانكم من مجلس الأمة، وتردد صداه عبر آفاق العالم أجمع، بإنهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة، سيسجله التاريخ، عنوانا لإرادة وطن، وكرامة أمة، ومسيرة شعب، لفرض سيادة الأردن على كامل أرضه، ولقد عظم قراركم مشاعر الفخر والاعتزاز في نفوس الأردنيين وكان رسالة وفاء لروح الحسين ولشهداء الأردن والأمة.
مولاي صاحب الجلالة، إن تشخيصكم لواقع حياة المواطن وقربكم المعهود منه وإدراككم لحجم التحديات يجعل كل ذلك، دعوة للعمل وخلق الفرص من رحم التحدي، استجابة لإصرار وعزيمة جلالتكم.
إن ظروف المنطقة وما ألقت به علينا من تأثيرات في الجانب الاقتصادي، لم تمنع الأردنيين من مواصلة مسيرة البناء والعطاء، وكلنا فخر بما تم إنجازه من إصلاحات تجاوزنا بها المحن والأزمات، وشتى العقبات.
مولاي صاحب الجلالة، إننا في مجلس النواب ملتزمون بتوجيهاتكم السامية لسن القوانين وتعديل التشريعات بما يحفظ هيبة القضاء ونزاهته، متعاونين مع الحكومة في سبيل اتخاذها لقرارات جريئة تنعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني وحياة المواطن، وتضطلع بدورها تجاه القطاع الخاص كشريك أساسي في عملية التنمية ولا نغفل هنا دورنا الرقابي لضمان تنفيذ تلك الإجراءات.
مولاي صاحب الجلالة، إن إيمان جلالتكم بالوطن وإمكانات أبنائه وطاقاتهم هو مصدر إلهام ومفتاح للمستقبل الواعد وستظل رؤاكم وتوجيهاتكم تضيء الطريق أمامنا نحو المجد والعلياء بخطى ثابتة، معاهدين أن ننهض بالمسؤوليات الموكولة إلينا مساندين ومتعاونين مع السلطات كافة، سائلين المولى بجلاله وعزه وقدرته أن يحفظ الأردن في ظل قيادتكم المظفرة وأن يسدد على طريق الخير خطاكم وأن يحفظكم وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهدكم الأمين.
على خطى الحق والثبات نسير خلفكم يا مولاي، فامض بنا إلى طريق الفخر يا حامل راية المجد وشعبك كله معك يدا بيد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وحضر تلاوة الرد على خطاب العرش السامي عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشارو جلالة الملك، وناظر الخاصة الملكية، ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.«بترا».