يمر العالم اليوم بمرحلة انتقالية هامة حيث يبدو ان هناك صراع متواصل ما بين اسس الماضي و ادواته مع المستقبل و تغيراته . كل جيل حول العالم ادعى في زمنه ان الماضي افضل من الحاضر و تم التباكي على الامجاد السالفة و الزمن الجميل . يبدو ان هذه سمة كل المجتمعات بلا استثناء. الفرق الان هو ان الثورة التكنولوجية و البيولوجية التي نعيشها تنبؤ فعلا بتغييرات جذرية و قفزات نوعية لم يشهد العالم لها مثيلا على مر التاريخ . فهناك طاقة هائلة تنذر بعصر جديد و نماذج مختلفة جدا في الاقتصاد و السياسة و ادارة المجتمعات ، اضافة الى الفروق الشاسعة في الاجيال . فجيل الالفية ، من موليد عام 1996 و ما بعده ، لديهم افكار و قيم جديدة و مختلفة . و هذا الجيل هو الذي تخرج من الجامعة من بضع سنوات و دخل سوق العمل و سيصبح في اقل من عقد من الزمان في موقع القرار ، و سيقوم بتحويل العالم الى شكل اخر قد لا تستطيع الاجيال السابقة تمييزه . لو تمعنا في الاقتصاد فقط لوجدنا تحولات كبيرة لا زالت الحكومات تعاني في التعامل معها بفعالية . من الاقتصاد الرقمي كالتجارة الالكترونية و الاقتصاد التشاركي من امثلة "كريم" و "اوبر" الى التطبيقات الذكية و التي تغير الان شكل الحرف و الخدمات الفردية او صغيرة الحجم ، و كذلك العملات الرقمية التي ستسبدل النقد المتعارف عليه. لا تعرف الحكومات كيف تبدأ بالتعامل مع هكذا مستجدات و ابسط و اهم الامثلة على ذلك هو كيفية فرض و جمع الضرائب و الرسوم على هذه الخدمات و الوسائل المستحدثة . العالم يتغير بسرعة اكبر من قدرة الحكومات على الاستجابة. و بالتالي فان معظم الاعمال هي ردود افعال ليس اكثر او محاولة مصارعة المستقبل و ابطاء تقدمة بالاجراءات و القوانين . المستقبل الكبير قادم لا محالة و محاولة تأخيره لن يكتب لها النجاح . المجتمعات تمر بتغيير اشبه بالاعصار الصامت ، و على الحكومات ان تعيد تشكيل ذاتها بشكل خلايا تعمل على مدار الساعة لتقبل المستقبل و الاستعداد له .
اللواء (م) عبد اللطيف العواملة يكتب: الماضي يصارع المستقبل
يمر العالم اليوم بمرحلة انتقالية هامة حيث يبدو ان هناك صراع متواصل ما بين اسس الماضي و ادواته مع المستقبل و تغيراته . كل جيل حول العالم ادعى في زمنه ان الماضي افضل من الحاضر و تم التباكي على الامجاد السالفة و الزمن الجميل . يبدو ان هذه سمة كل المجتمعات بلا استثناء. الفرق الان هو ان الثورة التكنولوجية و البيولوجية التي نعيشها تنبؤ فعلا بتغييرات جذرية و قفزات نوعية لم يشهد العالم لها مثيلا على مر التاريخ . فهناك طاقة هائلة تنذر بعصر جديد و نماذج مختلفة جدا في الاقتصاد و السياسة و ادارة المجتمعات ، اضافة الى الفروق الشاسعة في الاجيال . فجيل الالفية ، من موليد عام 1996 و ما بعده ، لديهم افكار و قيم جديدة و مختلفة . و هذا الجيل هو الذي تخرج من الجامعة من بضع سنوات و دخل سوق العمل و سيصبح في اقل من عقد من الزمان في موقع القرار ، و سيقوم بتحويل العالم الى شكل اخر قد لا تستطيع الاجيال السابقة تمييزه . لو تمعنا في الاقتصاد فقط لوجدنا تحولات كبيرة لا زالت الحكومات تعاني في التعامل معها بفعالية . من الاقتصاد الرقمي كالتجارة الالكترونية و الاقتصاد التشاركي من امثلة "كريم" و "اوبر" الى التطبيقات الذكية و التي تغير الان شكل الحرف و الخدمات الفردية او صغيرة الحجم ، و كذلك العملات الرقمية التي ستسبدل النقد المتعارف عليه. لا تعرف الحكومات كيف تبدأ بالتعامل مع هكذا مستجدات و ابسط و اهم الامثلة على ذلك هو كيفية فرض و جمع الضرائب و الرسوم على هذه الخدمات و الوسائل المستحدثة . العالم يتغير بسرعة اكبر من قدرة الحكومات على الاستجابة. و بالتالي فان معظم الاعمال هي ردود افعال ليس اكثر او محاولة مصارعة المستقبل و ابطاء تقدمة بالاجراءات و القوانين . المستقبل الكبير قادم لا محالة و محاولة تأخيره لن يكتب لها النجاح . المجتمعات تمر بتغيير اشبه بالاعصار الصامت ، و على الحكومات ان تعيد تشكيل ذاتها بشكل خلايا تعمل على مدار الساعة لتقبل المستقبل و الاستعداد له .