مؤشر هام جدا لا يجوز ان تخطئه العين الا هو اصرار جلالة الملك على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها . فهي ليست استحقاقا دستوريا فحسب بل هي من دعائم مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها جلالته ، فمع ظروف الأزمة غير المسبوقة التي يمر بها الاردن و العالم كان من المبرر ان يتم تأجيل بعض الاستحقاقات ، و لكن جلالة الملك بحسه الوطني العميق يدرك ان اللحظة مواتية لتغيير يدعم المسيرة و يعززها بطاقات و مواهب جديدة .
التنمية السياسية و التنمية الاقتصادية صنوان . أن تجري الانتخابات النيابية في وقتها بحرية و سلاسة في خضم ما نمر به هي قمة في الثقة بالنفس لوطن ثابت يحكمه ملك عادل ، بمؤسسات راسخة ، و امن مستقر. و هذه مجتمعه ستزرع الثقة في تنمية اقتصادية حقيقية مبنية على عمل مؤسسي محترف و بيئة ناضجة للاستثمار .
التحدي الحقيقي بعد الانتخابات يكمن في قدرتنا على تدعيم مؤسساتنا الشرعية ، بما فيها البرلمان المقبل . علينا ان نقوي جميع مؤسسات الدولة حتى تكون قادرة على اتخاذ قرارت حاسمة و حقيقية تخدم الوطن و تبنيه و لا تستنفذ من رصيده . الوطن في امس الحاجة الى قيادات تشريعية و تنفيذية مستنيرة و واعية تملك الشجاعة في التعامل العلمي و العملي مع التحديات و الاشتباك الايجابي معها .
الانتخابات و البرلمان هي احدى حلقات التنمية . فنحن لسنا فقط بحاجة الى برلمان متميز يعبر عن طموحات الوطن ، بل اننا في امس الحاجة الى ادارة حكومية متميزة ، و مجتمع متميز، و اقتصاد متميز . انها سلسلة متصلة قوتها بقوة اضعف حلقاتها .
تضحيات الناس كبيرة و طموحاتهم اكبر . و لكن الغد مشرق و هو قريب باذن الله. اذا عملنا جميعا و بقلب واحد ، كل منا في موقعه ، سنحصد الفلاح بعون الله. الاردن بخير، و شعبه و قيادته بخير، ما دمنا مرابطين فيه و مؤمنين به . الاردن اكبر من وطن ، انه رسالة يحملها الحكماء من ال هاشم ، يدعمهم شعب وفي نقي و صامد . المستقبل من صنع ايدينا، فلنحسن الصنعة .