حري بنا ان نجعل من عام 2021 اكثر من احتفال بمئوية الدولة بانجازاتها العظيمة ، و مع ملكها الرابع المفدى الذي يحمل راية مسيرة الخير التي بدأها اجداده الاشراف . فالاردن اكبر من دولة ، و هو ليس فقط شعب و تاريخ و حضارة ، بل هو ايضا رسالة و نموذج فريد و رائع للتعايش و التسامح و السلام و الامل .
رسالة الاردن هي الجمع لا التفرقة ، المحبة لا الكراهية ، و التعاون لا التحارب. برسالته السامية اثبت الاردن صلابته و منعته . لقد بني هذا الوطن على قيم الثورة العربية الكبرى و في مقدمتها احترام التنوع و التعددية و التأخي الاسلامي المسيحي، و السعي للسلام الاقليمي و العالمي .
نحن بحاجة اليوم ، و على ابواب 2021 الى ما يشبه الوقفة التعبوية ، يلزمنا وقفة صادقة مع الذات لاستشراف المستقبل. انها وقفة و عي و ضمير وطنيين حتى ننطلق بمسؤولية نحو المستقبل ، علينا ان نعي و نفهم الماضي بشكل صادق و دقيق. ان تحدي المستقبل الجوهري هو النظرة الذاتية الداخلية و العميقة لمعرفة اين نحن اليوم و اين نريد ان نكون غدا . هل يمكن لنا ان نجعل من عام 2021 عاما للتدارس و التعلم و الابتكار من اجل المستقبل ؟ انها فرصة عظيمة ان نجمع طاقات الشباب مع حكمة الشياب لتأسيس مرتكزات النهضة الشاملة المستقبلية . لم لا نكرس عام المئوية لاطلاق مشروع نهضوي شامل و متكامل ينقلنا بثقة و تفاؤل للمئة عام القادمة ؟ هل نطرح الاسئلة الكبرى و نجيب عليها و لو بالاطر العامة ؟ هل نحسم معالم المستقبل المرغوب و نضع الخطط و السياسات و المؤشرات الوطنية و نعمل بجد للالتزام بها ؟
الأردن كبير، فليكن طموحنا بحجم الوطن. حفظ الله الأردن قيادة و شعبا و رسالة.