تستمر مسيره التنمية الاردنية مع برلمان جديد قادم نأمل له كل الخير من اجل تطور الاردن و رفعته. ان صورة الاردن في الداخل و الخارج تكون افضل بوجود برلمان فاعل . ان للبرلمان دورا هاما في التنمية الشاملة من اقتصادية و سياسية و حتى مجتمعية ، فما هي دعائم نجاحه ؟
البرلمان ضروري للتنمية و لا بد من دعمه و تقويته لكثير من الاسباب الوجيهة ، و لا بد ان يحظى اعضاؤه بالاحترام الشعبي و الحكومي . تجارب سنوات سابقة اثبتت لنا ان جلالة الملك يكون دائماً اكثر تقدماً من الحكومة ، و الشعب اكثر تقدماً من البرلمان . مربط الفرس لا بد ان يكون في الاستناد الى الدستور الذي جعل اساس العمل البرلماني رقابي و تشريعي ، اما التنمية و العمل و التطبيق فهي مسؤوليات السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة .
وقت كبير تصرفه الحكومات في العادة في التعامل مع البرلمان وفي الاستماع الى و الرد على المواضيع التي يراها اعضاء مجلس الامة كافراد مهمة مع غياب اجندات او برامج منظمة . من الناحية العملية فان الاكثار من النقاش يعيق عمل الحكومة لانها تشكل ازدحاماً طبيعياً يبطىء الحركة و يعقد التنفيذ . لا بد من اعطاء الحكومات مجالا كي تعمل ، ثم نقوم بالتقييم الموضوعي المسؤول .
عناوين نجاح المرحلة الوطنية القادمة تتمثل في المشاركة الشعبية النشطة في الانتخابات لافراز ممثلين على مستوى الوطن و من ثم اجتراح اعراف برلمانية حكومية جديدة تؤسس لثقة شعبية داعمة للتنمية . نحن بحاجة ماسة الى جدية اكثر في العمل العام و كذلك الى الابتكار. تقدم لنا ازمة الكورونا فرصة ذهبية لاجراء مراجعات شاملة و تغييرات جذرية .
العمل العام بحاجة الى اعراف جديده و مبتكرة تعيد تحديد المسؤوليات و تضع النقاط على الحروف. لم يعد بالامكان ان نبقى نكرر حلقات و اساليب الماضي. التحديات كبيرة و المسؤوليات اكبر، و الوطن بحاجة الى جهود الجميع. لنقبل على الانتخابات بايجابية ، و لننظر خطوات الى الامام و نبدأ من الان بتشكيل ملامح المستقبل.