ازمة كوفيد19، متعددة الاوجه، لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على اداء الادارة الحكومية و هي حالة عالمية. الاردن عانى، و لا زال، كدول كثيرة من المراوحة ما بين الفعل و ردات الفعل. لا يمكن لاحد ان يطالب الحكومة بحلول جامعة مانعة في ظل ما يمر به العالم من التخبط. فالتعامل مع هذه الازمة الفريدة من نوعها تميز بانه مختبر دولي مفتوح ساوره الفشل اكثر مما حظي بالنجاح لغاية الان.
و مع ذلك، فان المواطن يحق له ان يتوقع انضباطا حكوميا اكبر في التعامل مع الازمة سواء كان ذلك بقرارات مدروسة و مبررة بحسب المعطيات، او بادارة اكثر مهنية في التصريحات الاعلامية. ان التعامل مع المواطن في الكلام الاعلامي الحكومي المتنوع و المتكرر، على انه يتحمل المسؤولية لانه غير منضبط و غير ملتزم لا يزيد الامر الا سوءا.
مع الادراك التام اننا لا زلنا نتعلم من هذه الازمة و معها، فان الاساس ان تكون ادارتنا الحكومية فيها من الخبرة و الموارد ما يسمح لها ان لا تعيد نفس الخطا اكثر من مرة، ففي ذلك ايعاز ضمني للمواطن بان تكرار الاخطاء و عدم التعلم من التجارب لا يقتصر على الحكومة بل يشمل جميع الناس ايضا.
اما فيما يتعلق بالاعلام فان الرسالة الحكومية لا بد ان تكون مدروسة علميا و نفسيا حتى تحدث الاثر المطلوب. ان اسلوب الوعظ الانشائي المتكرر لن يضمن استخدام الكمامات او التباعد الجسدي او التعقيم و ما شابه من احترازات مهمة للتقليل من انتقال المرض.
لا ضير في ان نعود الى المربع الاول لدراسة التجربة لغاية الان و استنباط العبر. الاخطاء تحدث و لكن تكرارها يزعزع الثقة و قد يؤدي الى العبثية. ان انضباط الحكومة في افعالها مهما كانت صعبة، و في اقوالها مهما كانت شفافة، سينعكس على سلوك و اداء المواطن. يرتقي اداء الناس وقت الازمات بشرط المصداقية و الاداء الحكومي المتزن. حمى الله الجميع من كل سوء باذنه تعالى. اللهم لطفك.