شريط الأخبار
زيلنيسكي يكشف اتصالات استخباراتية أميركية وأوروبية مع روسيا أسير فلسطيني يرفض خروجه بصفقة التبادل شهيدا بقصف اسرائيلي جنوبي جنين نشر أسماء 4 مجندات إسرائيليات تمهيدًا للإفراج عنهن السبت المفرق: ضبط 9 متسولين خلال حملة على كافة المواقع التجارية والإشارات الضوئية في المحافظة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة (درون). إنهاء تكليف معلمي التعليم الإضافي في مخيم الزعتري بسبب الاضراب أسماء الأسيرات اللواتي ستفرج عنهم حماس السبت الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء تضرعا لله وطلبا للغيث الملكة رانيا: الإثنين غاليين على قلبي بس الجاي أغلى.. الله يتمم بخير بتوجيهات ملكية ... رئيس الديوان يطمئن على صحة الوزير الأسبق عيد الفايز "أوتشا": قيود الاحتلال تمنع الوصول للرعاية الصحية في الضفة الغربية تقرير: تنسيق مصري أميركي لعودة النازحين إلى شمال غزة الولايات المتحدة تبدأ أكبر عملية ترحيل لمهاجرين غير نظاميين استطلاع: تراجع شعبية نتنياهو وارتفاع المطالب باستقالته هولندا تتصدر القائمة الأوروبية لجهة الصادرات الأردنية العام الماضي ايمن الصفدي .. الصوت الأردني الذي وصل كل ارجاء العالم ، حنكة دبلوماسية ودفاع عن الحق أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق اليوم وغدا وعدم استقرار جوي الأحد ترمب يحظر على الاحتياطي الفدرالي تطوير عملة رقمية مليون دينار قيمة صادرات المملكة إلى الاتحاد الأوروبي حتى تشرين الثاني لعام 2024

الدكتور الحجايا يكتب : الأردن الحديث مئة عام.... امّا قبل!

الدكتور الحجايا يكتب : الأردن الحديث مئة عام.... امّا قبل!

القلعة نيوز"

يتزامن احتفال الأردنيون بأعياد الوطن هذا العام مع احتفالهم بمئوية الدولة فهم يعيشون أبهى أيامهم وأسعدها من حيث نضوج فكرة دولة المؤسسات وحكم القانون، وتمايز الهوية الوطنية واكتمال أركان إيمان الأردنيين بوطنهم وبدوره المحوري على المستوى الإقليمي وعلى مستوى العالم سواءا بسواء.

ان هذا الدور المحوري والإنجازات العظيمة التي جعلت للأردن مكانة متقدمة مقارنة بغيره من الدول العربية الشقيقة والتي نشأت مع نشأته وأخرى صديقة عاشت ظروف مشابهة لما عاشه الأردن خلال المئة عام الماضية فأن نجاح الأردن واستمراره لم يأت هبة من السماء او مصادفةً، بل كان ثمنه تضحيات الأردنيين وصبرهم وتماسكهم في مجابهة الخطوب والتحديات، فالأردنيين حفروا الصخر بأيديهم وحرسوا تراب الوطن بأهداب العيون حتى يكون الأردن وطن الأحرار شامةً على خد العروبة ومنارة للعز والعلم والمعرفة وملاذاً آمناً لكل محتاج.

نعم إنها مئة عام من السؤدد والمجد والفخار، قدم بها الأردنيون الآف الشهداء في سبيل قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي سبيل حماية الإنسانية جمعاء فشهداءنا الأبرار رووا بدمائهم الزكية ارض فلسطين والجولان وقدم الأردن الشهداء في افعانستان وهيتي والكونجو وغيرها من بلاد الله الواسعة حيثما كان نداء الواجب والإنسانية يقف الأردنيُّ متأهباً ملبياً نداء الإنسانية كيف لا وقد تربى في مدرسة العز والفخار التي اختطها الهاشميون الأبرار عندما لبى الشريف الحسين نداء الأحرار واطلق الرصاصة الأولى في سبيل تحرير العروبة مما علق بها ظلم وجور وتهميش في العقود الأخيرة من عمر الدولة العثمانية.

نعم انها مئة عام من البذل والتضحية وحب الخير تحمل خلالها الأردنيون الم نكران الجميل وظلم ذوي القربى، ولكن الأردني أنفةً وتكرماً غض الطرف عن إساءة المسيئين لا بل كان رده الإساءة بالمعروف وتجاوز عن زلات الأشقاء وبادلهم الجحود إحسانا والإساءة عفواً وعطاءاً وبقي ثابتاً على النهج الهاشمي الأصيل ولم يتزحزح قيد أنملة عن مبدأه السامي المتمثل في إيثار الأشقاء بالمعروف ولو كان الأردني به خصاصه.

مئة عام بدأت عندما حطت مواكب الشرف والسؤدد ركابها في معان العز هنالك حطت رحال الرفعة والمروءة حيث كانت نظرة الملك المؤسس (الأمير عبدالله الأول بن الحسين) كانت نظرتــه عروبية شاملــــة فكانت حكــومةُ الأردنِ الأولــى، تحمل اسم (حكومة الشرق العربي) التي حملت في ضميرها هاجس العرب أجمعين المتطلعين الى حياة كريمة وعيش افضل حيث استمر الأردن على هذا النهج الذي اختطه الهاشميين الأبرار في تشكيل الحكومات على مدى المئة عام المنصرمة فكانت حكومات الأردن المتعاقبة ما هي إلا انعكاس لفسيفساء الوطن الأعز والأغلى وانعكاس صادق لنسيج الوطن الذي أسس ليكون ذو رسالة حب وسلام ووسطية فتجد في مكونات هذا الحمى الهاشمي المبني على المودة والرحمة والسماحة (الحجازي والشآمي والأفريقي والعربي والكردي والقوقازي) وغيرهم من شركاء الوطن ليكون صف الوطن على تنوعه متماسكا قويا منيعا يزيده ولاء الأردنيين لعرش الأسرة الهاشمية متانة ومنعة.

نعم مئة عام من الخير كان خلالها الأردني مضرب مثل في الكفاءة والقيادة وحسن التدبير وتحمل المسئولية شارك فيها الأردنيون في بناء دولتهم الأنموذج كما شارك الأردنيون أيضا في بناء دول الأشقاء والأصدقاء فحيثما حل الأردني وارتحل فأنه ينقل معه قيمه وأخلاقه وإخلاصه وتفانيه ليكون الأردني مدرسة في البناء والتنمية ومراكمة الإنجازات تدفعه همته العالية ونفسه التواقة للمجد ليتبواْ العلياء أينما حلّ وكما قال المتنبي:

اذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام

مئة عام مرت شكلت تاريخا وسجلا من الإنجاز والنهضة لن يستطيع كاتب مهما بلغت بلاغته أن يحيطها وصفا في مقال واحد ولا حتى في مجلد إلا انني وفي سلسلة مقالات قادمة سوف اجتهد في تسليط الضوء على أهمها من محطات مشرقة كان فيها النصر والظفر نصيباً للأردن والأردنيين، لا سميا في مجال التعليم والصحة والمؤسسات الأمنية والدفاعية والبنى التحتية،
وكل عام والأردن قيادةً وشعباً بألف خير.

الدكتور محمد قاسم الحجايا

أستاذ المحاسبة في جامعة مؤته