( مستقبل الصحافة والاعلام في الأردن يعتمد أولا وأخيرا على العاملين بها ، فاذا لم نعمل على الارتقاء بالمهنة عبر انتخاب قيادة صحافية قادرة ومقتدرة على تحقيق طموحات الصحافيين ، وكل الوطنيين في المملكة ، فان أحدا لن يلتفت لأوجاعنا ومعاناتنا ، بل وسنبقى – لا قدر الله - اسرى لأطماع من يعملون على اغتيال الدور التنويري للمهنة الصحافية ، من قوى الشد العكسي غير الحكومية - الذين يفضلون الظلمة على النور، لأنهم لا يستطيعون العيش الا في الظلام ، بعيدا عن أعين الصحافة التي لا تنام ..وانوارها التي مهما طال الزمن او قصر، ستنتشر هنا اوهناك)
القلعه نيوز – محمد مناور العبادي
يتوجه الصحافيون الأردنيون غدا / الجمعة / لانتخاب قيادة جديدة لهم ، من المفترض ان توفر لهم مظلة قانونية مهنية ، ترتقي بهم مهنيا ومعيشيا وتحول دون ان يكونوا ضحايا لقوانين ظالمة تستغلها قوى الشد العكسي لمحاصرة الصحافة الحرة والاقلام الشريفة
الصحافيون والاعلاميون الأردنيون يعيشون هذه الأيام أسوأ مرحلة في تاريخهم منذ تأسيس المملكة قبل مائة عام ، ويبدو ان أوضاعهم ستصبح أسوأ اذا فشلوا في اختيار قيادة جديدة لهم ، ترتقي بهم وبالكلمة الحرة المسؤولة ، ليكونوا رافعة حقيقية للشعارات التاريخية الثلاثية الأبعاد - الوحدة ، والحرية ، والحياة الأفضل – التي ارسى دعائمها المؤسسون الأوائل للمملكة الأردنية الهاشمية .
للأسف فان واقع الصحافة والاعلام في الاردن لايبشر بالخير ، لأسباب خارجية لا نقوى على مواجهاتها ، وأخرى داخلية يمكن التعامل معها بحكمة ولكن بصلابة ، شريطة ان يتمكن الصحافيون الأردنيون من اختيار قيادة حكيمة تضمن تحقيق الثلاثية الوطنية الأردنية على المستوى الصحافي - توحيد الجسم الصحافي والإعلامي الأردني – العمل على تشريع قوانين تضمن حرية الصحافة - توفير حياة افضل واكرم وارقى للعاملين بالمهنة ، تمكنهم من ان يكونوا فعلا لا قولا رافعة للوطن والمواطن على حد سواء ، تحقق طموحات الأردنيين من كل المنابت والأصول .
من هنا تكمن أهمية اختيار قيادة نقابية تضطلع بجدية مطلقة بالمهام التالية :
اولا : توسيع مظلة نقابة الصحافيين ، لتشمل جميع وسائل الاعلام العاملة في الأردن المطبوعة والمسموعة والمرئية والاليكترونية ، لأن توسيع عضوية النقابة تعظيم لشأنها ودورها الوطني ، وتحويلها الى قوة قادرة ومقتدرة في آن واحد
ثانيا : الارتقاء بالمستوى المعيشي المتردي للغالبية العظمى من العاملين في المهنة واسرهم ، وتقديم تسهيلات وخدمات وامتيازات جديدة وفي جميع المجالات ، تضمن لهم حياة افضل وأكرم ، بما في ذلك شمولهم بمظلة الضمان الاجتماعي ، وتطوير نظام التامين الصحي والارتقاء به ليشمل الجميع وبأقل كلفة ممكنة
ثالثا : احداث تغيير جذري في انظمة وقوانين المطبوعات بحيث يتم استصدار قانون يمنع ليس سجن الصحافيين او توقيفهم فحسب ، بل وعدم ملاحقتهم قانونيا بسبب قضايا مطبوعات لا تمس الأمن القومي الوطني الأردني ، خاصة تلك التي تتعلق بشبهات فساد ، بحيث يضمن القانون حق الرد قانونيا للجهة التي ترى ان ما نشر عنها غير دقيق او صحيح ، كما كان عليه حال الأردن في قوانين المطبوعات في عهد الاحكام العرفية ، والذي تم الغاؤه بضغوطات من " هوا مير وديناصورات " يشكلون اليوم رافعة لقوى الشد العكسي ، التي تحول دون الإصلاح السياسي والاقتصادي في المملكة ، والذين قال جلالة الملك عبد الله الثاني، انهم عقبات أساسية في وجه الإصلاح الذي يدعو اليه منذ تولي جلالته سلطاته الدستورية.
وبعد
ان مستقبل الصحافة والاعلام في الأردن يعتمد أولا وأخيرا على العاملين بها ، فاذا لم نعمل على الارتقاء بالمهنة عبر انتخاب قيادة صحافية قادرة ومقتدرة على تحقيق طموحات الصحافيين ، وكل الوطنيين في المملكة ، فان أحدا لن يلتفت لأوجاعنا ومعاناتنا ، بل وسنبقى – لا قدر الله - اسرى لأطماع من يعملون على اغتيال الدور التنويري للمهنة الصحافية ، من قوى الشد العكسي غير الحكومية ، الذين يفضلون الظلمة على النور، لأنهم لا يستطيعون العيش الا في الظلام ، بعيدا عن أعين الصحافة التي لا تنام ..وانوارها التي مهما طال الزمن او قصر، ستنتشر هنا اوهناك