شريط الأخبار
النسور: الأردن ماضٍ في التنمية والإصلاح رغم التحديات «هدنة غزة»... 3 سيناريوهات أمام المقترح الجديد الصفدي: إسرائيل تسعى للسيطرة على مناطق فلسطينية ولبنانية وسورية ماكرون: هجوم إسرائيل على غزة سيؤدي إلى كارثة سوريا: الشرع يصادق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب المومني: القيادة الهاشمية حريصة على تحويل طاقات الشباب إلى قوة فاعلة في التنمية الوطنية الاحتلال الإسرائيلي يبدأ المراحل الأولى من هجومه على مدينة غزة برلين ترفض خطة إسرائيل للسيطرة على غزة وزير العمل: توسيع تطبيق نظام التتبع الإلكتروني على المركبات وزير الإدارة المحلية من لواء بني عبيد : قرار فصل البلدية نهائي ولا رجعة عنه التربية: 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس امانة عمان و المعهد العربي لإنماء المدن يوقعان اتفاقية و مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي 10.3 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان الرمثا في صدارة دوري المحترفين بعد ختام الجولة الرابعة مؤرخون يسردون المراحل المفصلية لخدمة العلم أسعار الذهب ترتفع محلياً في التسعيرة الثانية العدوان مديرا للفريق الأول للنادي الفيصلي وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الروسي مصر: حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لردع العدوان الإسرائيلي الامير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام"

لماذا لا يحبون "وصفي" ؟

لماذا لا يحبون وصفي ؟

بقلم الكاتب: فايز الفايز
خمسون عاما مضت ولا زال الأردنيون يستذكرون الزعيم الوطني وصفي التل في مجالسهم وحكاياتهم ومناكفاتهم ، وفي تقييم رجال الدولة والمفاضلة بينهم، وكلما دنت آخر أيام تشرين للرحيل ينهض النائمون على حجر النار الموجع من الجيل الجديد الذي لم يعش مرحلة وصفي، ويتسابقون باحتفالية ذكرى استشهاده مثل من عاش في حقبة الستينات، حيث أصبح ظل وصفي متعديا للزمان والمكان وهو يطوف على البيوت ومخازن الذكريات وكأن الزمن توقف عند اللحظة التي قُتل فيها وصفي.
في المقابل هناك من يلوم ويستعجب من اللذين لا زال وصفي حلمهم، ويقول البعض أنه علامة فارقة ولكن هناك الكثير من الشخصيات والقياديات التي لا يمكن اغفالها، بل وأكثر عندما يقولون: ألم يخلق إلا وصفي؟، فلماذا فعلا لا زالت الأجيال تتذكره وتتداول مناقبه، وتترحم على زمنه وحكوماته الثلاث رغم قِصر عمر حكوماته التي لا تتجاوز أعمارها أكثر من عشرة سنين متفرقات.
السبب باعتقادنا أن وصفي لم يكن رئيسا للحكومة وكفى، بل كان مشروع دولة وأمّة وصانع معجزات سياسية واقتصادية واجتماعية في زمن لم يكن الأردن يملك أي مقومات ليكون تلك الدولة التي تستطيع الاكتفاء الذاتي بمواردها المائية والكهربية والصناعية وبالطبع المالية، وأكثر من ذلك ان مشروعه العظيم كان استعادة ما سلب من بلادنا على أيدي الصهاينة ومن خلفهم من دول داعمة، وهو الحريص على لا تشتت الأمة بناءً على زرع سرطان في قلب الأمة العربية، وها قد رأينا نتائجه في زماننا هذا الذي تفرق العرب عربانا، وتشتت الأمة أشتاتا.
في زمن الحسين ووصفي وحابس وثلة من الرجال العظام، كان العرب مدهوشون بعبدالناصر الذي لم يربح أي حرب خاضها، ورغم أفكاره الوحدوية وجمع الأمة فإنه عجز عن جمع شمل شعبه، ولم يكن سوى ظاهرة صوتية في زمن يطرب العرب حينها على الخطابات النارية، ويصفقون للشتائم التي تخرج عبر المذياع أو على منصة الخطابة ، ويتحزبون لمدارس ليس لها أي فضل على الأمة ولا تعبأهم سوى بالتفرقة، فيما العدو يرص صفوفه ويحتل البلاد ويشرد بالعباد، في المقابل كان وصفي ينخرط في مشروع دولة المواجهة ، دولة الكرامة التي انتزعت النصر لأول مرة في تاريخ صراعهم مع العدو.
وصفي أعظم من كل زعماء المايكروفونات والخطابات والمؤامرات، وهو الأسد الهصور الذي ذهب الى حتفه حاملا قلبه على كفه غير عابىء بوادي الذئاب ، فكان موته ولادة جديدة لزعيم تجاوز حدود الزمن يعيش مع الناس في بيوتهم وحكايتهم وذكرياتهم ، حتى ولادات الذكور منذاك الوقت كانت الأسماء وصفي تيمنا برجل لم يورث إبنا ولم يسجل رصيدا في البنوك ولم يستثمر إلا بوطنه الذي كان موئلا لمن لفظته بلاده أو هجره العدو، متآخين عنوانهم القدس التي لا يفرط فيها سوى من أكل لحم أخيه مرّاً.
لذلك عندما لا يحبون وصفي فهم غير ملامين، اتدرون لماذا ؟ لأن وصفي يكشف عوراتهم وعجزهم ، بل كل مبادرة كانت لديه للنهوض بوطنه الأردن وقضيته الفلسطينية عجز الجميع أن يأتوا بمثلها، فتساقطت الرجال في خنادق يحتمون بها مطأطيء رؤوسهم، ولم يظهر أحد بعد ذلك مكشوف الصدر ليقارع عن حياض وطنه ومقدراته وكرامة شعبه ، فقد ابتلعت الأرض كل الزعامات وظلت بقية عاجزة عن فعل أي شيء، حتى جاء الزمان الذي نطلب ود عدونا لتلبية حاجاتنا.
فسلام على روح وصفي ، وسيأتي اليوم الذي ستلد الماجدات الكثير من وصفي ليعيدوا مجد بلادنا، فقط لو يبحث الباحثون عنهم بيننا لوجدوهم وعرفوا ان بلادنا ولاّدة ولكن القيد ثقيل.