شريط الأخبار
النسور: الأردن ماضٍ في التنمية والإصلاح رغم التحديات «هدنة غزة»... 3 سيناريوهات أمام المقترح الجديد الصفدي: إسرائيل تسعى للسيطرة على مناطق فلسطينية ولبنانية وسورية ماكرون: هجوم إسرائيل على غزة سيؤدي إلى كارثة سوريا: الشرع يصادق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب المومني: القيادة الهاشمية حريصة على تحويل طاقات الشباب إلى قوة فاعلة في التنمية الوطنية الاحتلال الإسرائيلي يبدأ المراحل الأولى من هجومه على مدينة غزة برلين ترفض خطة إسرائيل للسيطرة على غزة وزير العمل: توسيع تطبيق نظام التتبع الإلكتروني على المركبات وزير الإدارة المحلية من لواء بني عبيد : قرار فصل البلدية نهائي ولا رجعة عنه التربية: 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس امانة عمان و المعهد العربي لإنماء المدن يوقعان اتفاقية و مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي 10.3 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان الرمثا في صدارة دوري المحترفين بعد ختام الجولة الرابعة مؤرخون يسردون المراحل المفصلية لخدمة العلم أسعار الذهب ترتفع محلياً في التسعيرة الثانية العدوان مديرا للفريق الأول للنادي الفيصلي وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الروسي مصر: حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لردع العدوان الإسرائيلي الامير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام"

الديمقراطية السليمة والديمقراطية بالمفهوم الأمريكي

الديمقراطية السليمة والديمقراطية بالمفهوم الأمريكي

القلعة نيوز : فـــــــــؤاد دبـــــــــور
الديمقراطية بمعناها العام والشامل تعني أن يكون الشعب مصدر السلطات وهو صاحب السيادة والحق في اتخاذ القرارات ومراقبة تنفيذها والمحاسبة على نتائجها بوسائل سلمية من خلال قواعد وأسس ومؤسسات يتم الاتفاق عليها بين مكونات الشعب تؤدي إلى التداول السلمي للسلطة بين جميع هذه المكونات من خلال انتخابات دورية حرة ونزيهة. كما أن الديمقراطية ضرورة للارتقاء بالمجتمع وتقدمه وتطوره حيث لا يستقيم أي تقدم بدونها وذلك عبر إطلاق الحريات المسؤولة في السياسة والاقتصاد والثقافة والتعبير ضمن محددات وقوانين ناظمة بحيث يتم الالتزام بهذه القوانين وعدم الخروج عليها تحت طائلة المساءلة بمعنى أن الديمقراطية السليمة هي طريقة حياة وأسلوب يعتمد لإدارة المجتمع بوسائل سلمية. لكن هل المفهوم الأمريكي للديمقراطية والتي تدعي انها تعمل من اجل تطبيقها في منطقتنا وبالذات في الأقطار العربية وخاصة تلك التي شهدت تحركات ينسجم مع المفهوم الحقيقي للديمقراطية؟ أم أن الديمقراطية التي تريدها الولايات المتحدة الأمريكية لأقطار امتنا وفقا لسياساتها هي عبارة عن أيدلوجية غزو واحتلال وقتل وخلق فتن وصراعات داخلية بين أبناء الشعب الواحد وأداة سياسية لتحقيق مشروعها الذي يخدم مصالحها ومصالح الشريك الاستراتيجي لها في المنطقة وهو الكيان الصهيوني وتعتمد فيه على التدخل العسكري المباشر مثلما حصل في العراق وسورية أو بالاعتماد على الأداة الصهيونية مثلما حصل ويحصل في لبنان أم غير مباشر بالاعتماد على قوى محلية منشقة عن الوطن والشعب هوية وانتماء مثلما يحصل ايضا في سورية واليمن ولبنان وغيرها من أقطار الوطن العربي؟ الديمقراطية بالمفهوم الأمريكي تعني وضع الأمة العربية بكاملها في دائرة الاتهام والاستهداف وتجعل من نفسها حاكما ولكن ظالما، تحاكم المقاومة وفكرها وثقافتها وطرق نضالها وتبذل الجهود والضغوطات من اجل جعلها ترضخ لسياساتها تنفذ ما هو مطلوب منها وبخاصة عدم المواجهة مع مشاريعها وأهدافها الإستراتيجية في المنطقة وأولها توفير الأمن والحماية والتفوق للكيان الصهيوني وتسهيل نهب ثروات الأمة وبخاصة الثروة النفطية كمادة إستراتيجية تخدم شركاتها العاملة في هذا المجال مثلما تخدم سياساتها الهادفة إلى التحكم بدول العالم لتصبح المتحكم الأوحد في هذا العالم، اوليس هذا هو النهج الذي اتبعته مع سورية عندما طلبت من قيادة الدولة القبول بالنهج الأمريكي في المنطقة والتوقف عن التصدي للمشروع الأمريكي والتوقف عن دعم المقاومة التي تواجه احتلالها للعراق والمقاومة في فلسطين ولبنان التي تواجه الاحتلال والعدوان الصهيوني؟ الم تطلب من القيادة السورية عدم الاقتراب من مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف أقطار الأمة العربية وتحويلها إلى كيانات هزيلة تدور في فلكها؟ أي أن الديمقراطية كما تفهمها الولايات المتحدة هي وسيلة لتحقيق المشروع الامبريالي الأمريكي الصهيوني وبمعنى أدق فإن الديمقراطية التي تدعيها أمريكا هي وسيلة لاستعباد شعوب المنطقة. وبالتأكيد عندما ترفض سورية أو غيرها هذا المفهوم السياسي الاستعبادي للديمقراطية الأمريكية وتتمسك بالديمقراطية السليمة باعتبارها المعطي الإنساني للحرية والكرامة والتقدم وليس أداة لاستعباد الآخرين وجب عليها العقاب عبر اتخاذ إجراءات الحصار وتحريك الأدوات والعصابات المسلحة المأجورة لخلق الفوضى وعدم الاستقرار وضرب الاقتصاد وإضعاف النظام والشعب وتعريض الوطن لخطر الدمار والخراب وقتل أبناء الشعب. نعود لنؤكد على أن الديمقراطية التي تريدها أمريكا في منطقتنا لا تعترف بالقيم الإنسانية وان كل ما تهدف إليه هو السيطرة على هذه المنطقة وجرها إلى فوضى واقتتال داخلي وخنق حرية الشعوب وإدخالها في دوائر الصراعات الدموية. وهذا يؤكد ما نذهب إليه دائما والمتمثل بالوصف الحقيقي للادعاءات الأمريكية المزيفة حول دعمها لما يسمى بالتحركات من اجل التغيير في الوطن العربي ، وهذا قمة الزيف لان أهداف السياسات الأمريكية استهداف امتنا والمنطقة وتمرير المشاريع والمخططات التي تخدم مصالحها والمشروع الاستعماري التوسعي لشريكها الصهيوني على حساب الأرض والمصالح والحقوق العربية وبخاصة في فلسطين. نحن هنا لسنا بصدد إيراد الدلائل الكثيرة على مثل هذه السياسات الأمريكية ولكن نتوقف عند الأبرز والاهم، إذ كيف يمكن لعاقل أن يثق بادعاءات قادة الولايات المتحدة حول الديمقراطية في منطقتنا وهو يشاهد الشراكة الإستراتيجية مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض الآخرين في فلسطين وسورية ولبنان والذي يمارس كل أشكال العدوان والقتل والبطش والإرهاب والحصار وانتهاك ابسط حقوق الإنسان هذه الشراكة القائمة على توفير كل أسباب وأشكال الدعم التي تشجع هذا الكيان على ممارسة كل هذه الأشكال من الجرائم؟ ثم هل لعاقل أن يصدق أو يثق بالديمقراطية الأمريكية التي تشن الحروب وتحتل الدول تقتل المواطنين وتدمر المؤسسات لتحقيق أطماعها وإشباع شهواتها المالية؟ وهل الديمقراطية تعني فرض القبول بالقواعد العسكرية الأمريكية على ارض الآخرين ومياههم؟ ثم، كيف يمكن لعاقل أن يصدق الادعاءات الأمريكية بالدفاع عن حقوق الشعوب بالديمقراطية وهو يرى كيف عملت الإدارات الأمريكية على تقسيم السودان وخلق كيان بمواصفات صهيونية في جنوبه؟ وكيف يثق عاقل بالديمقراطية الأمريكية وهو يشاهد ويرى دعم الإدارة الأمريكية لعصابات الإرهاب والقتل والإجرام التي تحاول تقويض امن سورية وزعزعة استقرارها؟ وكيف يمكن لعاقل أن يثق بالديمقراطية الأمريكية التي تستهدف المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان وجر لبنان لفتنة واقتتال طائفي يصب في خدمة مشاريعها وسياساتها وتوفير الأمن للكيان الصهيوني الذي ذاق الأمرين على يد هذه المقاومة في حرب تموز عام 2006م. ونؤكد على أن المسار الديمقراطي السليم قد اخذ يتعزز في سورية عبر مشاريع القوانين الناظمة لهذا المسار والتي وضعت أسسها اللجان المشكلة والمتمثلة أساسا في قانون انتخاب مجلس الشعب، وفي قانون أحزاب سياسية وقانون إعلام وقوانين أخرى ناظمة للحياة السياسية والديمقراطية والهادفة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في القطر العربي السوري وتم تتويجه بقانون انتخاب رئاسة الجمهورية والذي تم بموجبه انتخاب الرئيس بشار الأسد لمدة رئاسية أخرى بشبه إجماع جماهيري وقد تم كل ذلك بعيدا عن المفهوم الأمريكي الإجرامي للديمقراطية. ملاحظة: الادارة الامريكية تدعو لمؤتمر دولي للديمقراطية. الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي