القلعة نيوز :
فلسطين المحتلة - اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب 3 مواطنين برضوض، جراء الاعتداء عليهم بالضرب، والعشرات بحالات اختناق، خلال قمع الاحتلال للأهالي الذين تصدوا لجرافاته في قرية راس كركر قرب رام الله. وقال رئيس مجلس قروي راس كركر مروان نوفل، إن جرافات الاحتلال برفقة مستوطنين اقتحموا جبل الريسان المهدد بالاستيلاء، وشرعوا بعمليات تجريف في المكان، في حين تصدي سكان القرية لهم، ما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين برضوض جراء الاعتداء عليهم بالضرب، والعشرات بحالات اختناق بقنابل الغاز. وأكد أن جرافات الاحتلال جرفت 300 متر من أراضي المواطنين منذ الاستيلاء على الجبل قبل ثلاثة أعوام لغاية الآن، بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة. وأصدت سلطات الاحتلال أصدرت قرارا في تموز 2019 بالاستيلاء على الجبل، بذريعة عسكرية.
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال. وأفادت دائرة الأوقاف بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في سباحاته حتى خرجوا منه عبر باب السلسلة، فيما تولت شرطة الاحتلال تأمين الاقتحام وحماية المقتحمين. وكان عشرات المستوطنين نفذوا، مساء الإثنين، محاكاة كاملة لما يسمى «قربان الفصح» في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى. ويحل «عيد الفصح» العبري هذا العام متقاطعا مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، ما بين 16-22 من شهر نيسان الجاري. وتواصل «جماعات الهيكل» حشد مناصريها لاقتحام المسجد الأقصى في عيد «الفصح العبري»، وتدنيسه بإقامة الطقوس فيه، والتي يتخللها إدخال ما يسمونه فطير العيد، وقراءة جماعية لمقاطع من «سفر الخروج»، ودخول طبقة «الكهنة» بلباس «التوبة» الأبيض، وذبح «قربان» العيد في ساحاته.
وشهدت مدينة جنين، اشتباكات مسلحة بين مجموعة من الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت صباح أمس الثلاثاء، عدة أحياء في المدينة المحاصرة منذ أيام. وأفاد شهود عيان بأن وحدات خاصة من جيش الاحتلال مستخدمة مركبات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية ودوريات عسكرية، اقتحمت الحي الشرقي وحاصرت عدة عمارات بعدما اقتحمت منازل ونشرت القناصة داخلها. وأطلق مسلحون النار على قوات الاحتلال التي اقتحمت منزل الصحافي مجاهد السعدي في جنين. وأفاد الصحافي مجاهد السعدي، أن جنود جيش الاحتلال اقتحموا منزله ومنزل والده و3 منازل أخرى بالمنطقة، قبل أن يتم احتجاز عائلته وإخضاعها لتحقيق ميداني.
وأوضح أنه تم اعتقال شقيقيه حمادة وإبراهيم، بزعم أن شقيقه نور مطلوب، حيث طالبت قوات الاحتلال من العائلة تسليمه فورا، مهددة بتصفيته. ووفقا لمزاعم جيش الاحتلال، فإن قواته التي اقتحمت جنين من أجل اعتقال أحد المطلوبين للتحقيق للأجهزة الأمنية للاحتلال تعرضت لإطلاق نار من قبل مجموعة من المسلحين، حيث رد الجنود بإطلاق النار، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1100 فلسطيني في أنحاء الضفة الغربية، منذ مطلع العام الحالي، بينهم قرابة 300 فلسطيني اعتقلوا خلال الشهر الأخير، حسبما ذكر موقع «واللا» الإلكتروني أمس الثلاثاء. وحسب المعطيات التي نشرها «واللا»، فإن قوات الاحتلال اعتقلت 2200 فلسطيني تقريبا خلال العام الماضي كله. وتركزت معظم الاعتقالات في الأسابيع الأخيرة في شمال الضفة الغربية. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية فإن ارتفاع عدد المعتقلين الفلسطينيين ناجم عن زيادة عدد القوات التي يحشدها الاحتلال في الضفة، حيث تعمل هناك حاليا 24 كتيبة عسكرية في مناطق الضفة.
ودارت اشتباكات مسلحة مؤخرا بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في العديد من مناطق الضفة، في أعقاب مداهمة القوات للبلدات الفلسطينيين ووحدة المستعربين «دوفدوفان» في مخيم بلاطة في نابلس. ونقل «واللا» عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن «رام الله تتحول إلى عنيفة أيضا في الليل مقارنة برام الله في النهار». وادعى أنه «في الماضي كنا نفضل عدم تنفيذ اعتقالات في شهر رمضان، لكن في أعقاب سلسلة العمليات لم يكن هناك مناصا سوى شن عمليات عسكرية هجومية بحجم كبير ضد من يخطط لعمليات، أو يفكر بتنفيذ عملية أو مساعدة منفذ عملية. وبكّرنا الجدول الزمني للاعتقالات ولذلك المعطيات مرتفعة جدا». وزاد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عدد المحققين، وارتبط بالوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية، التي وسّعت عمليات التنصت وخاصة في شمال الضفة، وبفرق الكوماندوز العسكرية.
وصادقت نائبة المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية للشؤون المدنية، كَرميت يوليس، أمس الثلاثاء، على ربط البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية المحتلة بالكهرباء، علما أنه هذه البؤر أقيمت من دون قرار حكومي وبشكل فردي. وبحسب وجهة نظر وضعتها يوليس، فإنه سيتم ربط البؤر الاستيطانية العشوائية المقامة على «أراضي دولة»، وليس تلك التي أقيمت على أراض بملكية فلسطينية خاصة. وهناك أكثر من 50 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي.
يشار إلى أنه يتعين على وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إعطاء المصادقة النهائية على ربط البؤر الاستيطانية بالكهرباء. وأضافت وجهة النظر أنه ينبغي التعامل بشكل متساو مع القرى الفلسطينية في المناطق C وربطها بالكهرباء.
وفي ظل الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية بعد فقدانها أغلبية داعمة في الكنيست، اشترط عضو الكنيست نير أورباخ، من حزب «يمينا» الذي يتزعمه رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ربط البؤر الاستيطانية بالكهرباء وتكثيف البناء في المستوطنات ومواصلة دعم طلاب المعاهد الدينية الحريدية بنخصصات لصالح روضات أطفالهم، كي لا ينشق عن الائتلاف.(وكالات)