جاء ذلك خلال زيارة قام بها الوزير مونتس، يرافقه سعادة الســــــــــفير البرازيلي في الأردن السيـــــد روي أمارال (Ruy Amaral) وممثلين من القطاع الخاص البرازيلي والوفد المرافق لهم إلى مصانع الشركة في منطقة غور الصافي، للاطلاع على العملية الإنتاجية، حيث أبدى إعجابه بالتقنيات العالية المستخدمة في إنتاج البوتاس والجودة العالية للمنتجات، خصوصاً مادة البوتاس الحبيبي الأحمر.
وتأتي هذه الزيارة في ضوء النقص العالمي في إمداد الأسمدة بعد الظروف السياسية الأخيرة التي يشهدها العالم، حيث تعمل الجهات الحكومية في البرازيل، وبالتعاون مع القطاع الخاص كذلك، على تأمين احتياجات المستهلكين من الأسمدة.
وكانت "البوتاس العربية” قد نجحت في أواخر العام 2019، في إنتاج مادة البوتاس الحبيبي الأحمر، الذي مكّنها وبفضل جودته ونقائه العاليين من تصدير مادة البوتاس الحبيبي الأحمر إلى البرازيل، ثم شهدت مبيعات الشركة إلى السوق البرازيلي زيادة مطردة منذ ذلك الحين وحتى الربع الأول من العام الجاري.
وفي بداية اللقاء، رحب المهندس أبو هديب بالوزير مونتس وسعادة السفير البرازيلي السيد أمارال والوفد المرافق لهما، مشدداً على عمق علاقات التعاون الاقتصادي بين الأردن والبرازيل والتي شهدت تنامياً واضحاً في السنوات القليلة الماضية انعكس في حجم المبادلات التجارية بينهما، وذلك إثر تصدير مادة البوتاس الحبيبي الأحمر للسوق البرازيلي، الأمر الذي أسهم وبشكل واضح في ارتفاع حجم الصادرات الأردنية لهذا السوق.
وذكر المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية قد قامت بتصدير حوالي (430) ألف طن إلى السوق البرازيلي خلال الأعوام الثلاث الماضية وبما قيمته حوالي (184) مليون دولار أمريكي.
وأوضح المهندس أبو هديب، أن المكانة المتقدمة التي تحظى بها شركة البوتاس العربية في أسواق الأسمدة العالمية التي تصدر إليها منتجاتها أدى إلى تعاظم حجم مسؤوليتها ودورها في تحقيق الأمن الغذائي العالمي وتلبية الطلب الاستهلاكي على الأسمدة، لافتاً أن منتجات الشركة تتمتع بأهمية استراتيجية مرتبطة بالأمن الغذائي من أجل ضمان حصول شعوب دول العالم على إمدادات غذائية آمنة ومستقرة في جميع الأوقات. وأضاف المهندس أبو هديب أن "البوتاس العربية” تقوم بإمداد الأسواق المستهلكة لمادة البوتاس بما يقارب (2.6) مليون طن من البوتاس سنوياً وهو ما يمثل (3-4%) من حجم الاستهلاك العالمي.
كما أكد المهندس أبو هديب على أهمية البرازيل التي تعد من الأسواق ذات الاستهلاك العالي والتي تتكامل بشكل مثالي مع خطط شركة البوتاس العربية التوسعية لزيادة طاقاتها الإنتاجية من مادة البوتاس بكافة أنواعه لتلبية احتياجات أسواقها التقليدية والجديدة.
وأضاف المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية قد أقرت خطط طويلة الأجل تتضمن مشاريع رأسمالية ضخمة تهدف إلى زيادة كميات الإنتاج من مادة البوتاس والأسمدة المشتقة والمتخصصة بهدف تعظيم العوائد للاقتصاد الكلي للمملكة وزيادة الحصة السوقية العالمية لصناعة البوتاس الأردنية والتي تشكل جزءاً رئيسياً من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وبين المهندس أبو هديب أن التوجهات المستقبلية للشركة تعتمد على تحليل الأنماط الاستهلاكية للاقتصادات الزراعية الرئيسية في العالم، ومن أهمها الاقتصاد الزراعي البرازيلي، لتلبية التنامي المتوقع في الطلب على الأسمدة.
من جانبه أشار الدكتور معن النسور، الرئيس التنفيذي للشركة، إلى أن "البوتاس العربية” وبعد أن شهدت منتجاتها في السوق البرازيلي إقبالاً كبيراً من قبل كبار المستوردين، واصلت العمل على التوسع في إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر بجودة عالية من خلال وحدتي الرص الموجودتين في الشركة، كما يتم حالياً السير قدماً بمشروع وحدة الرص الجديدة والمتوقع أن تنتهي أعمال تنفيذه في نهاية العام الجاري الأمر الذي سيرفع من القدرة الإنتاجية للشركة من البوتاس الحبيبي الأحمر من نصف مليون طن إلى ما يعادل (1.2) مليون طن سنوياً، مما سيمكن "البوتاس العربية” من زيادة مبيعاتها إلى السوق البرازيلي في المستقبل.
وبيّن الدكتور النسور أن خطط الشركة المستقبلية التي ستعمل على تعظيم إنتاجها بالإضافة إلى ضمان استقرار عملياتها خلال الأعوام القادمة الأمر الذي يجعل من "البوتاس العربية” شريكاً موثوقاً لجميع مستهلكي سماد البوتاس في الأسواق العالمية.
وأوضح الدكتور النسور أن مشاريع التنوع في الإنتاج تعكس خطط الشركة طويلة الأجل والمبنية على تحليل عوامل العرض والطلب عالمياً والاستفادة من الميزات الجغرافية التي تتمتع بها المملكة والبنى التحتية المتوفرة في الميناء الصناعي في العقبة. وأضاف الدكتور النسور أن الشركة عملت على بناء قاعدة عملاء تشمل كل المستهلكينت لسماد البوتاس والمواد التي تنتجها الشركات التابعة والحليفة في مختلف دول العالم، حيث يعد هذا الانتشار عامل أساسي في التعامل مع التباين في حجم الطلب وأسعار المواد في مختلف دول العالم من خلال تمكيين إدارة الشركة من التموضع الاستراتيجي في الأسواق الإقليمية والعالمية بما يخدم تحقيق أفضل العوائد لمساهمي الشركة والاقتصاد الكلي للبلاد وما لذلك من انعكاسات إيجابية ومستدامة على زبائن الشركة في مختلف دول العالم.
وبين الدكتور النسور، أن الشركة تدرس أيضاً فتح مكتب تمثيلي لها في البرازيل التي تستهلك قرابة (12) مليون طن سنوياً من مادة البوتاس، مبيناً أن خطط التوسع وزيادة إنتاج مادة البوتاس الحبيبي الأحمر سيساعد الشركة على تطبيق سياستها التسويقية طويلة الأجل في الأسواق المستهلكة لهذه المادة ذات العوائد السعرية المرتفعة.
من جانبه بين الوزير مونتس أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون التجاري ما بين البرازيل والمملكة والتي تحظى برعاية رسمية من قيادة كلا البلدين، وتشهد هذه العلاقات تطوراً كبيراً على كافة الأصعدة ومن أهمها قطاع الأسمدة.
وأشار الوزير مونتس إلى التطورات التي شهدها القطاع الزراعي في البرازيل والزيادة في كميات إنتاج المحاصيل الزراعية بهدف تعزيز الأمن الغذائي وما لذلك من زيادة متوقعة في الطلب على الأسمدة.
وأضاف الوزير مونتس أن سماد البوتاس الأردني يتميز بجودة عالية ولديه قبول من قبل المزارعين في البرازيل مما يدعم زيادة التعاون التجاري ما بين المملكة والبرازيل في قطاع الأسمدة.
وتجدر الإشارة إلى أن البرازيل تعتبر من أكبر الدول المستهلكة للأسمدة في العالم، كما تعتبر أكبر مستورد للبوتاس في العالم وتستهلك حوالي 17% من البوتاس المنتج عالمياً، حيث تستعمل الأسمدة لإنتاج كثير من المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل فول الصويا والذرة.