![حادثة العقبة .. بين التسيّب والإهمال ورفاهية المسؤولين](/assets/2022-06-30/images/305359_1_1656552875.jpg)
القلعة نيوز : كتب / محرر الشؤون المحلية
قد نتقبّل الكوارث الطبيعية التي تحدث بين الحين والآخر ، فهي خارجة عن الإرادة ، ولكنها لا تمنع من المحاسبة والوقوف على أوجه التقصير ، وفي العديد من دول العالم يحترم المسؤول نفسه ويتحمل المسؤولية الأخلاقية والأدبية حين وقوع تقصير ما فيعمد إلى تقديم استقالته إلّا في الأردن ، حيث المسؤولية فقط يتحملها الصغار .
كارثة العقبة وقعت ، ولولا لطف المولى عز وجل لكانت كارثة أكبر من ذلك كما قال بعض المطّلعين على الواقعة ، والجميع هناك يتحدث عن الإهمال وعدم وجود أدنى مقومات السلامة العامة عدا عن التسيّب والتقصير الذي لا يخفى على أحد .
قبل أيام خاطبت سلطة العقبة الإقتصادية رئاسة الحكومة بكتاب يتضمن الطلب بشراء سيارات فاخرة لكبار المسؤولين هناك وذلك لتسهيل تحركاتهم ، حيث أن السيارات الحالية باتت مستهلكة .
هذه المخاطبة أثارت فينا مشاعر الإستفزاز والغضب ونحن نرى هذه الكارثة التي أزهقت أرواح شباب كالورود ، هم اليوم شهداء لقمة العيش ، كانت أقل مطالبهم في السابق حمايتهم وتأمينهم وتوفير شروط السلامة العامة والتي لا تتجاوز تكاليفها ثمن سيارة من سيارات كبار القوم هناك .
المسؤول في الأردن ينظر بالدرجة الأولى إلى رفاهيته ، من المكتب والسيارة وتأمين بيته والزوجة والأولاد وكل ما يتعلق بأموره الشخصية ، وفي منطقة كالعقبة فإن الوضع يبدو أنه خارج السيطرة .
ما هو الحل ؟ أستغرب بشدة عدم إقبال أي مسؤول هناك على تحمّل المسؤولية ، ولكن لا بدّ من اتخاذ إجراءات رادعة أوّلها إقالة كافة كبار المسؤولين في سلطة العقبة وفي المقدمة رئيس السلطة والمفوضين وكل من له علاقة بالموانيء وشركة التطوير والمسميات العديدة هناك والتي لا طائل منها .
حاسبوهم .. دم الشهداء في العقبة يجب أن لا يذهب هدرا ، شهداء لقمة العيش الذين كان نصيبهم هذه النهاية المؤلمة ، ودعاؤنا إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحمهم ويصبّر ذويهم والدعاء بالشفاء العاجل لكافة المصابين .