القلعة نيوز : طهران - حذر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) في إيران محمد باقر قاليباف، من أن الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعدما احتجزتها «شرطة الأخلاق»، يمكن أن تزعزع استقرار البلاد، وحضّ قوات الأمن على التعامل بقسوة مع مَن يعرّضون النظام العام للخطر، مع دخول الاضطرابات أسبوعها الثالث.
وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات متفرّقة مناهضة للحكومة في طهران، وصدامات مع قوات الأمن في بلدات أخرى فيما تسعى الحكومة لمنع الاتصال بالإنترنت، جزئياً أو كلياً، وبثّ التلفزيون الرسمي الإيراني أن ما لا يقلّ عن 41 متظاهراً وشرطياً سقطوا منذ بدء التظاهرات في 17 سبتمبر الماضي. وأظهر إحصاء أعدّته «أسوشيتد برس» لبيانات رسمية من السلطات، مصرع 14 شخصاً على الأقلّ، واعتقال أكثر من 1500 متظاهر.
لكن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها لندن، أعلنت، أن عدد الضحايا خلال الأسبوعين الماضيين بلغ 133 شخصاً.
قاليباف قال إن الاحتجاجات الحالية «تستهدف الإطاحة بالحكومة»، معتبراً أن تظاهرات سابقة نظمها مدرّسون ومتقاعدون بشأن رواتبهم، كانت تستهدف إجراء إصلاحات.
جاءت تصريحاته بعد جلسة مغلقة للبرلمان، الأحد، أعرب خلالها نواب عن دعمهم للمرشد علي خامنئي والشرطة، مرددين هتاف «الموت للمنافقين»، في إشارة إلى جماعات المعارضة الإيرانية في الخارج.
وأضاف قاليباف: «النقطة المهمة في الاحتجاجات (الماضية) تمثلت في أنها كانت تسعى إلى الإصلاح، ولا تستهدف إسقاط النظام. أطلب من كل مَن لديه (أسباب) للاحتجاج، ألا يسمح بتحوّل احتجاجه إلى زعزعة (المؤسسات) واستقرارها».
ورجّح قاليباف، وهو قائد سابق في «الحرس الثوري» الإيراني، أن كثيرين من المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة لم يسعوا إلى الإطاحة بالحكومة، متهماً جماعات معارضة في الخارج بالتحريض على احتجاجات تستهدف هدم النظام، بحسب «أسوشيتد برس».
وتابع: «إثارة فوضى في الشوارع ستُضعف التكامل الاجتماعي وتُعرّض الاقتصاد للخطر فيما تفاقم ضغوطاً وعقوبات من العدو». وتعهد بـ»تعديل هياكل شرطة الأخلاق وأساليبها»، من أجل منع تكرار ما حدث لأميني، التي تزعم عائلتها أنها تعرّضت للضرب، فيما يبرّر مسؤولون وفاتها بتعرّضها لنوبة قلبية.
لكن محمد باقر بختيار، وهو قيادي بارز في «الحرس الثوري» أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، ذكر أن نتائج فحوص الطب الشرعي تفيد بأن أميني دخلت في غيبوبة وتوفيت نتيجة ضربات على جمجمتها. وأشار إلى أن «هذه المعلومات سرّبها أصحاب الضمير الحيّ من داخل النظام».
وفي السياق، أعلنت جامعة شريف الصناعية في طهران، تعليق الدراسة الحضورية والاتجاه إلى الدراسة «عن بعد» وذلك في أعقاب المواجهات بين طلاب الجامعة وقوات الأمن الإيرانية.
الاحتجاجات استؤنفت، في عدة مدن، بما في ذلك مشهد، بحسب تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي، وجامعة شريف الصناعية في طهران، حسبما أفادت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية للأنباء.
وأشار شهود إلى تدابير أمنية مشددة في المناطق المجاورة لجامعة طهران وأحيائها في وسط المدينة، حيث تمركز مئات من شرطة مكافحة الشغب وعناصر بملابس مدنية، في سيارات وعلى دراجات نارية في تقاطعات الطرق والساحات.
وأفادت قناة اتحاد مجالس جامعات البلاد على تطبيق تليجرام، بأن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت ما بين 30 إلى 40 طالباً من جامعة شريف للتكنولوجيا. وأضافت أن عناصر الأمن هاجموا ساحة الانتظار في الجامعة وضربوا طلاباً، فيما أشارت تقارير إلى اعتدائهم على أساتذة في الجامعة. وكالات