الضيوف جمع كلمة ضيف، وتعني الزوّار الذين يأتون لزيارة الناس في بيوتهم، وأيّ شخص ليس من أهل البيت يُسمّى (ضيف). منذ قديم الزمان حرص الناس على تبادل الزيارات للتحدث معاً، ومعرفة أحوال بعضهم، وعند العرب كان إكرام الضيف صفة من صفاتهم الحميدة، وخُلقاً كريماً يتصفون به، فكانوا يستقبلون الضيوف الذين يأتون إليهم ويكرمونهم، ويطعمونهم، ويسقونهم، وإذا كان الضيوف غريبين عنهم، لا يسألونهم أيّ سؤال عن مكان قدومهم وسببه في الثلاثة أيام الأولى، إذا لم يتحدثوا هم من تلقاء أنفسهم، وفي اليوم الرابع يتعرّفون عليهم، ويعرفون أخبارهم، لذلك عُرف عن العرب الجود، وحُسن الجوار، وكرم الأخلاق.
حافظت الأجيال المتعاقبة على احترام الضيوف، وعدم التّقصير معهم، وقد أثرت العادات والتقاليد الشعبية في بلدان العالم على طرق التقديم للضيوف، واختلفت بين الشعوب في الأساليب المناسبة للضيافة، وحرصت جميعها على إيلائها اهتماماً كبيراً، وبالطبع يسعى الناس في كل بلد إلى تقديم أجود أنواع الطعام، والشراب للضيوف، حتى يتأكّدوا من أنهم قد أكرموهم أفضل إكرام طيلة فترة وجودهم عندهم.
طريقة التقديم للضيوف
توجد العديد من الطرق التي يتمّ من خلالها التقديم للضيوف، ولكن من الممكن اتّباع الطريقة الأساسية في التقديم للضيوف، بناءً على الخطوات التالية:
الترحيب بالضيوف: يجب أن يتمّ استقبال الضيوف بابتسامة، والترحيب بهم بشكل جيد، والطلب منهم التفضّل في الجلوس، ومن ثم تبادل الحديث معهم، وسؤالهم عن أحوالهم، ويجب أن يجلس معهم الشخص لمدّةٍ زمنية كافية قبل البدء بالتقديم إليهم، وأن يستأذن منهم قبل مغادرة غرفة الجلوس.
تقديم مشروب ساخن : أول شيء يتم تقديمه للضيوف في العادة مشروبٌ ساخن، ويكون الاختيار الأساسي واقعاً بين القهوة، والشاي كأكثر مشروبيْن انتشاراً وتواجداً في البيوت، ولكن يُفضّل أن تُقدّم القهوة في بداية الزيارة، لما لها من ارتباط في عادات الضيافة منذ قديم الزمن، والتي تشارك الناس في العديد من المناسبات في مذاقها المختلف على حسب المناسبة المقدمة فيها، وفي الزيارات تُسمّى القهوة عند بعض الناس بقهوة (أهلاً وسهلاً)، أي بمعنى الترحيب بالضيوف. ملاحظة: من عادات التقديم للضيوف الموجودة عند بعض الشعوب هي سؤالهم عن نوع المشروب الذي يريدون شربه قبل إعداده لهم، في حال فضّلوا نوعاً على آخر سواءً أكان ساخناً أم بارداً.
الحلوى أو الفواكه : بعد مرور وقت كافٍ على زيارة الضيوف، واحتسائهم للقهوة، يُقدّم لهم نوعٌ من الحلوى المتواجدة في المنزل، أو الفواكه، ويجب أن يُخصّص لكل ضيف صحن خاص به، يحتوي على نوع الحلوى أو الفواكه الذي سيقدم له.
مشروب آخر: عند اقتراب مغادرة الضيوف، من الممكن تقديم مشروب آخر لهم؛ ففي حال شربوا في المرة الأولى مشروباً ساخناً، أي القهوة، يُفضذل أن يُقدّم لهم مشروب باردٌ من أحد أنواع العصائر، سواءً الجاهزة أو المُحضّرة في المنزل.
تقديم الطعام
بعض زيارات الضيوف تكون بناءً على دعوة للطعام، فبعد تجهيز طاولة الطعام، ووضع الصحون والملاعق عليها، يجب أن توضع الوجبة الرئيسيّة أمام الضيوف بشكل مباشر، ويُسكب الطعام في صحونهم أولاً، ومن ثمّ لأهل البيت، ويدلّ ذلك على مدى الاحترام والتقدير للضيوف، ومهما اختلفت طرق التقديم للضيوف يجب أن تعتمد جميعها على احترامهم، وإعطائهم حقّ الضيافة بشكلٍ مؤدّب ولبق.