سؤال موجه لحكومتنا، لماذا لا يوجد مسرح قومي أردني على غرار المسرح القومي المصري، أو السوري، أو غيره من المسارح القومية التابعة للدولة. مسرح يضم عدد من الفنانين والفنانات ممن لهم باع طويل في حركة المسرح، والدراما الأردنية، يحمل صفة رسمية، تعمل الدولة على دعمه مالياً، ويتألف من إدارة فنية من كبار، وشيوخ الفن الأردني، وهم كُثر.
حقيقةً، بلدنا بما يمتلكه من طاقات فنية، وإعلامية، وإدارية، وتاريخ طويل من الدراما، والكوميديا، بحاجة الى أن يكون هناك مسرح قومي وطني يقدم الصورة الواقعية والحقيقية للحركة الفنية الأردنية التي (ربما) سبقت، أو واكبت الكثير من الحركات الفنية في مصر، وسوريا، ولبنان، وكانت سباقة في كثير من الأحيان على المستوى العربي والدولي.
أذكر خلال دراستي في إيطاليا بداية الثمانينات؛ أنني دخلت أحد المسارح القومية الإيطالية القديمة في وسط روما، وكان المسرح يشهد حركة فنية تديرها الدولة الإيطالية، مع عشرات النشاطات المسرحية، وما بين الدراما والكوميديا الساخرة، والغناء الأوبرالي على المستوى العالمي، تتنوع الأذواق ما بين الشباب، وكبار السن من سيدات وسادة تعودوا على مشاهدة عروض متنوعة تلبي ذائقة المشاهد.
في القاهرة هناك (تياترو مصر)، مسرح شعبي يقدم من خلاله مجموعة من الفنانين والفنانات الشباب عروض؛ مسرحية جميلة ومسلية على مدار العام، وهي خاصة بالعائلة المصرية، وهناك نسبة مشاهدة عالية جداً، وأسعار التذاكر رمزية وبسيطة لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين.
بصراحة؛ نحن بحاجة الى مسرح قومي، تدعمه الدولة، ويكون تحت إدارة أصحاب الخبرة، وأبناء الدراما والكوميديا الأردنية، أولئك الذين رسموا خارطة طريق للفن والمسرح الأردني منذ سنوات طويلة، وأذكر منهم المخرج والممثل حسن أبو شعيرة، والمبدعة جولييت عواد، والفنان موسى حجازين، والفنانة عبير عيسى، والأستاذ نبيل صوالحة، وغيرهم الكثير من رواد العمل الكوميدي والدرامي الخاص بالمسرح، والسينما، والتلفزيون.