القلعة نيوز- كتبت رانيا زريقات
عندما تشرق شمس الصباح في قبرص تشرق في الاردن في نفس الوقت ،جارتان تنتظران دعوة حب لفنجان قهوة في بيت احدهما..جارتان حميمتان صديقتان ،تتشابهان بالموسيقى و الطعام ،الكرم ،وحب الأرض
لأبدأ بدعوة< الاردن أولا > في كل صباحاتي بمكالمة صباحية لأبي و أمي !
أمي و أبي هما الأردن ،ارضهما أرضي وبيتهم وطني لأسمع صوت الجريدة عبر الهاتف و أمي تقلب صفحاتها لتعرف اخبار البلد ، بينما يأخذ أبي صفحة الكلمات المتقاطعه بعد أن يقرأها أولا لينهمك في حل الرموز …هذا المشهد لا يفارق ذكرياتي .
بيني و بين الأردن بحر أبيض متوسط و لفرط الاشتياق أراه محيط يحيطني بالأسئله ،كيف حالهم ،هل جهزت امي الغداء،من سيطرق بابهم و أنا غائبة!؟
وأنا في الجزيرة أعيش على لقمة الذكرى، وعطش الحنين ،حتى شاهدتُ أمس في نيقوسيا عاصمة قبرص اعلانات كثيرة تروج للسياحة في الاردن صورا للبتراء مكتوب عليها (الاردن مملكة الزمن ) التاريخ المحفور بصخر لا يموت !
،قبرص مليئة بصور الأردن ،واسم الأردن يدعو بحب أهل (قبرص ) أيضا لفنجان قهوة مدقوق برائحة الهيل ليتعرفوا على جارتهم الكريمه الغنية بالآثار الرومانيه مثلهم !
امرأة مثلي من قلعة الكرك لها تاريخ عربي صلب. تعيش الأن تاريخ غربي ،تتكلم بلغة الحب و التعايش، أصبحتُ دون أن أدري مرجع ليأتي الكثيرون ليسألوني عن الأردن بعد الاعلان ،لأشعر بالألفة و الابتهاج و انا أقول واردد لهم
البتراء،البحر الميت ،جرش،وادي رم ،العقبة،عمان ،البلد،الكرك ،مادبا ، لأصف و اخلق في ذوقهم لذة طعم الخبز ، والشيشة في العصر ،وصحن الحمص وكأس الشاي و المنسف رمزالضيافة و الكرم .
لم التفت للوراء يوما لكني التفت لوطن أبي و أمي و ماذا أفعل في قبرص ؟
مواطنة هنا و مواطنه هناك ،سائحة هنا و سائحة هناك ، عاشقة هنا و عاشقة هناك . سآتي قريبا للأردن و معي سائح ،هو سيذهب لزيارة البتراء وأنا لأزور قبر والدي !؟
هو يذهب ليرى التاريخ في حجر وردي ..ولأني أردنية أرى التاريخ من خلال قبر وردي..هو يرجع بمسبحة بدوية من الصحراء يعلقها على جدار بيته…..وأنا أرجع لقبرص لا شيء معي سوى الذكريات!