
فليتشر مضت تسرد أمام الكونغرس الأمريكي ما جرى، مشيرة إلى أنها لن تنسى "أبدا عنف الغوغاء البيض حين غادرنا منزلنا، ولا زلت أرى أشخاصا سود يطلق عليهم الرصاص، ومؤسسات للسود تحترق".
الشاهدة الطاعنة في السن خاطبت أعضاء الكونغرس الأمريكي قائلة: "يمكن لبلدنا أن ينسى هذه القصة، لكنني لا أستطيع. لن أفعل ذلك، والناجون الآخرون لن يفعلوا ذلك، وأحفادنا لن يفعلوا ذلك. عندما أجبرت عائلتي على مغادرة تولسا، فقدت فرصة الحصول على تعليم. لم أكمل المدرسة بعد الصف الرابع.. بلدي والدولة والمدينة اتخذت الكثير بعيدا عني. على الرغم من ذلك، قضيت وقتا في دعم المجهود الحربي في أحواض بناء السفن في كاليفورنيا. لكن عملت في معظم حياتي خادمة منزلية لدى العائلات البيضاء. لم أجني الكثير من المال. حتى يومنا هذا، بالكاد أستطيع تأمين احتياجاتي اليومية. طوال هذا الوقت، استخدمت مدينة تولسا بشكل غير عادل أسماء وقصص الضحايا مثلي لإثراء نفسها وحلفائها البيض بمبلغ 30 مليون دولار جمعته لجنة تولسا المئوية بينما ما زلت أعيش في فقر".
اما التحقيق الرسمي بشأن المذبحة فقد بدأ فقط بعد 75 عاما، وحصل ذلك تحديدا في عام 1996، حين لم يبق تقريبا أي من شهود العيان على قيد الحياة، فيما تم إدراج مذبحة تولسا في المناهج المدرسية عن التاريخ في أوكلاهوما في عام 2020.
محاولات أخرى استمرت، وتركزت على التقليل من عدد القتلى في المذبحة، وحجم الدمار الذي تعرضت له ممتلكات السود، وجرى رسميا حتى وقت قريب، إنكار المعلومات بشان استخدام طائرات في إسقاط قنابل حارقة على المنازل والكنائس والمحلات التجارية.
لم يتبق من شهود المذبحة إلا سيدتين تجاوزت أعمارهما المئة. الناجية الثانية تدعى ليزي إيفلين بينينغفيلد راندل، وكانت تبلغ من العمر 106 أعوام في الذكرى المئوية للمذبحة عام 2021.
الناجية الثانية، خاطبت في تلك المناسبة، أعضاء الكونغرس قائلة: "يعني لي الكثير بالنسبة أن أكون قادرة أخيرا على النظر في أعينكم جميعا، وأن أطلب منكم فعل الشيء الصحيح. لقد كنت أنتظر العدالة لفترة طويلة".
العدالة لم تتحقق حتى الآن، ولم تتم تلبية طلبات التعويض على مدى العقدين الماضيين من قبل سلطات ولاية اأوكلاهوما والحكومة المركزية الأمريكية، لا يزال المتاح، دموع تترقرق على وجنتين شاحبتين لسيدتين طاعنتين في السن، لا تزالان حائرتين وتتساءلان لماذا تأخرت العدالة كل هذا الوقت؟
المصدر: RT