شريط الأخبار
اختتام معسكر التدريب المهني والتعليم التقني لشابات الزرقاء في العقبة محافظ العاصمة يلتقي محافظ دمشق ومحافظ ريف دمشق الرئيس الشرع يطلق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الصفدي يلتقي رؤساء لجان الخارجية والدفاع في العموم البريطاني الأمن: عقوبات مشددة لمرتكب جريمة إطلاق العيارات النارية السعود لوزير الصحة: لن نخون أمانة تمثيلنا للشعب… وصوت الناس سيبقى أولويتنا حماس تسعى إلى ضمانات لإنهاء حرب غزة.. وعداد الشهداء يواصل الارتفاع الأردن يدعو لتبني خطوات عملية لمواجهة الانتهاكات ضد الفلسطينيين الملك يهنئ الرئيس الجزائري بعيد استقلال بلاده قافلة النزاهة تزور وزارة الثقافة ضمن فعاليات الدورة الثانية لمؤشر النزاهة الوطني بواسل الجيش العربي يُبلسمون بإنسانيتهم جراح أطفال غزة مقررة أممية: مؤسسة غزة الإنسانية "فخ موت" مصمم لقتل أو تهجير الناس رئيس الوزراء الإثيوبي يعلن "إنجاز العمل" في سد النهضة البنك الدولي يختتم سنته المالية مع الأردن بـ 6 برامج بأكثر من مليار دولار مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة "الغداء والدواء" : تكثيف الرقابة على المنشآت الغذائية عالية الخطورة مع ارتفاع درجات الحرارة العيسوي يلتقي وفد مبادرة "خمسين حافظ" التابعة للمركز الثقافي الإسلامي بجامعة العرب في الزرقاء أندونيسيا: 4 قتلى و38 مفقودا في حادث غرق عبارة أجواء صيفية معتدلة في اغلب المناطق اليوم وغدًا

إشارة تحذير إرشادية لجيش الاحتلال…العِرض عند العرب صنوان الأرض

إشارة تحذير إرشادية لجيش الاحتلال…العِرض عند العرب صنوان الأرض
المهندس سمير الحباشنة

-1-

يبدو أن الصهاينة لا يعلمون بأن العِرض هو صنوان الأرض عند العرب، فتلك الثنائية تمثل معنى الكرامة والشرف، فلا كرامة لعربي فرط بالأرض، ولا شرف له إن فرط بالعِرض …

-2-
في لواء الكرك، والذي كان جزءاً من الامبراطورية العثمانية، قامت عام 1910 ثورة الكرك المعروفة بـ "الهيّة”. وثورة الكرك تلك كانت واحدة من الشرارات الأولى التي شكلت مقدمة لثورة العرب على الأتراك طلباً للحرية، وذلك حين تخلت تركيا عن روح الخلافة الإسلامية وتحولت إلى دولة عنصرية، تحاول بالإكراه والقوة المفرطة إخضاع العرب وتتريكهم.
والذي لا يعلمه كثيرون، إن من الأسباب المباشرة لتلك الثورة / الهيّة، هو قيام الجنود الأتراك وخلال تفتيش البيوت في اللواء -بحثاً عن الشباب لأخذهم للتجنيد الإجباري”سفر برلك”- بفعل بشع تمثل بالتحرش بالنساء الكركيات، والتلفظ بعبارات تخدش الحياء..وتلك الحادثة تم تناقلها بين الناس مثل النار في الهشيم، بكل القرى والبلدات والبوادي في الكرك وما حولها وصولاً الى قبيلة بني صخر والطفيلة وعشائر بني عطية والحجايا وكل العشائر البدوية المحيطة في الكرك. فقامت الناس قومة رجل واحد، وذُبح مئات الجنود الأتراك وأُحرقت كل المؤسسات الحكومية في اللواء، ما دفع تركيا إلى إرسال تركيا لقوة عسكرية ضخمة ذات صبغة انتقامية، قامت بحرق المدينة، وسقط خلال الحملة مئات الشهداء، وتم إعدام قادة الثورة في على مشانق نُصبت في دمشق والكرك، حيث انسفح كل هذا الدم الزكي انتصاراً لعِرض الحرائر..فالدم عند العرب يصبح رخيصاً حين يتعلق الامر بالعِرض.

فكانت الهيّة أو الثورة العظيمة، حدثاً بطولياً وشاهداً حياً على مكانة العِرض في ضمير العرب وثقافتهم، مكانة لا يوازيها سوى مكانة الارض (الوطن) عندهم.

-3-

في بداية الستينات كانت أسرتنا تقطن مدينة الخليل الفلسطينية، حيث كان والدي رحمه الله من مسؤولي الأمن العام في محافظة الخليل، وقد سمعت من الوالد عن حادثة ذات دلاله للمقام الذي اتناوله في هذه السطور، أن شاباً ركب في حافلة متوجهة من واحدة من قرى الخليل إلى المدينة، وقد جلس الى جانب طالبة تقصد المدرسة في مدينة الخليل، حيث لم تكن المدارس الإعدادية أو الثانوية متوفرة إلا في المدن.

حاول الشاب الاقتراب من تلك الطالبة محاولاً ملامسة جسدها، وكانت تبتعد عنه وهو مصر على الاقتراب منها حتى بكت، انتبه راكبو الحافلة إلى بكاء تلك الفتاة اليافعة.
فهل تعلمون ما جرى؟ !

إن فعلة الشاب الشائنة تلك، قد تم تصنيفها بالقانون العشائري كقضية بمصاف جريمة القتل العمد، بل أقرها القانون العشائري جريمة قتل عمد مقترن بالتمثيل بالجثة! فتحولت القضية إلى قاضي (منقّع الدم) وهو أعلى مستوى قضائي عشائري، والمخول أن يقضي بالحكم على المجرم بالقتل.

وكما يقول الوالد، فإن تلك المسألة لم تُحل إلا بجاهات وصلحات وسِفارات عشائرية، أخذت مداها الزمني، ودفع أهل الشاب الكثير من المال، أملاً في إنقاذ رقبة ابنهم من عقوبة القتل.

-4-

وبعد..فإن إيرادي هذين المثلين من الاف الامثلة التي تبين أهمية العِرض تاريخياً عند العرب، لأضع إشارة إرشادية لجيش الاحتلال الصهيوني، بأنكم بأفعالكم هذه اوصلتم العداء إلى أقصى مدياته، بعدما عبثتم بعِرض حرائر الخليل، تمتهنون بذلك الكرامة والشرف وعنوانهما الأرض والعِرض.

وإن لهذه الأفعال الشائنة ثمناً غالياً…وإن غداً لناظره قريب