ثورة فلسطينية ..بفكر وأجيال جديدة
القلعة نيوز -
من المتعارف عليه إن التاريخ لا يسير بخط مستقيم ،وأنما يسير بخط متعرج صعوداً ونزولاً ،على شكل موجات.
إذ إن العملية التاريخية لا يمكن أن تكون ولادة الساعة او انها لم تأتي بشكل عفوي ،وأنما هي عبارة عن تراكم للوعي الأنساني أحياناً، تأتي هذه العملية على شكل أنفجارات تعتمد على قوتها على مدى الوعي والشعور بالقهر على مدى تراكم التجربة بجميع المستويات.
وعلى هذا الأساس ما يحدث اليوم هي عملية تاريخية او هي نتاج عملية تاريخية أتية من البعيد وذاهبة الى البعيد الى أين ؟.
أعتقد من الخطأ أن نقول بدأت الانتفاضة بتاريخ كذا وانتهت .ولكن لنقول أن التاريخ للشعب الفلسطيني الحديث وعلى الرغم من مرحلة عام 1967م ومنذ اليوم الاول للأحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ،ومهما كانت مسمياتها تحمل بين طياتها بذور المقاومة وهي احدى البذور التي تزرع زهور الانتفاضة والرفض مهما طال الزمان ،ولكنها عندما نضجت الظروف انفجرت ولكن اليوم بالشباب الجدد وتكنولوجيا جديدة لم يعتادها الاسرائيليين اذا رجعنا لعام 1987م وتذكرنا الانتفاضة انتفاضة التاسع من كانون الاول لتذكرنا المحطة التاريخية التي كسرت حاجز الخوف من المحتل وهي بداية للشعب الفلسطيني والاجيال الجديدة وايضاً للشعوب العربية التي كانت رسالة هذا الوقت التحرر من الخوف والتحرير واذا استدرجنا الذاكرة لوجدنا انها البداية للأجيال الجديدة التي زرعت القوة والعقل واضافة الى بداية التكنولوجيا وبداية زرع الافكار وهندستها.
أعتقد هذه المرحلة لم تأتي من فراغ وأنما ولدت ولكن كان الحمل بها صعباً ولا زال ، لأنها زرعت بهذا المولود احتلال 1967م ونكبة 1948م وثورة 1936م وانتفاضة الشيخ القسام عام 1935م وجبل النار في نيسان عام 1936م وغيرها الكثير من التواريخ التي درست وزرعت منذ الاجيال أجيال الآباء الى الأبناء ولازالت تزرع بعقول الاحفاد ،وهذه الجذور هي الاستنساخ للأنتفاضة وهي نتاج فكري متطور نتيجة تراكم الوعي الفلسطيني في سبيل الحرية والاستقلال لبناء الدولة والوطن لهم.
الانسان الفلسطيني المقهور لم ينام في سبات عميق بل نام وهو متيقظ وكان يعني بين لحظة واخرى سلام وحرب وسجون وجوع وفقر وحزن وفقدان ولكن مشاعره كانت تتسع وتكبر بالزمان والمكان والتفكير.
وما نراه اليوم ما كان الا نتيجة الاحباط لدى الاجيال الجديدة التي لن تسكت ولن تركع لأن القوة والتكنولوجيا والمطالبة اكبر حق انساني وأن قلنا اليوم لماذا ؟لأن رحم المعاناة كان أكبر من الحياة.
واليوم مانراه لم تعد فلسطين أيقونة العرب بظل التطبيع الذي نراه وأنتهى زمن الرومنسيات القومية الا في عيون القلائل ، إن سقوط الشهداء اليوم وإراقة الدماء عادت فلسطين الى الواجهة السياسية مرة أخرى وبقوة وبجهود أبناءها ،التي كان يجب أن تكون مشتركة من الجميع لإن فلسطين ليست لهم وحدهم هي للعرب والمسلمين والمسيحيين جميعاً ،بقيت فلسطين وستبقى الام المؤثرة على ابنائها وستبقى تجدد صورتها بثوراتها الجديدة بمعزل عن تغذية الثورة المضادة والأنظمة القديمة.
رحم الله الشهداء من رجال ونساء واطفال وهنيئاً لهم بها ،وعاشت فلسطين حرة أبية بشباب وشابات من الجيل المتطور الجديد الذي سيكون له ولادة بأجيال وفكر سياسي جديد لم نتعود عليه .
ستبقى فلسطين والقدس في قلوبنا التي تبكي ما من صلاح الدين اليوم ؟
ولكننا سنبقى معكم وبجهود جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين واسرته بالنضال من أجلكم وأجل القدس .
أمل محي الدين الكردي