شريط الأخبار
الكويت: الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً للعهد بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع قطر تدين محاولة الاحتلال الإسرائيلي تصنيف "أونروا" منظمة إرهابية المنتخب الوطني يكثف تحضيراته للقاء طاجكستان إعلام عبري: جندي يلقي قنبلة على مدخل مبنى وزارة الدفاع أردوغان: نتنياهو همجي متعطش للدماء يجب إيقافه الملاكم حسين عشيش يتأهل إلى الأولمبياد للمرة الثالثة الملك يهنئ بتعيين الشيخ صباح خالد الصباح وليا للعهد في دولة الكويت الحكومة: انخفاض أسعار 28 سلعة أساسية وارتفاع 6 الحكومة تقر نظاما للطائرات الجاثمة بلاغ رسمي.. عطلة عيد الأضحى من 16 ولغاية 20 حزيران المقبل موظفون حكوميون إلى التقاعد (اسماء) إرادات ملكية بتعيين 3 سفراء اردنيين في موناكو واورغواي والجبل الاسود .. والحكومة توافق على ترشيح 3 سفراء اجانب لدى الاردن د الشبار ولينا نايف الحديد بالأسماء...الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء الأردن يسير 40 شاحنة مساعدات جديدة إلى غزة من الدرجة الاولى ... إرادة ملكية بوسام النهضة العالي الشأن للرئيس الخصاونة السفير الصيني: منتدى التعاون العربي الصيني أكد أهمية الوصاية الهاشمية ودورها في حماية المقدسات الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء إرادة ملكية بمنح لقب معالي للدكتور عادل الشركس محافظ البنك المركزي الأردني الكويت: أمر أميري بتعيين الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد

دانييلا القرعان باحثة وأكاديمية باحثة في الشؤون السياسية والقانونية والدولية عضو اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا

دانييلا القرعان باحثة وأكاديمية باحثة في الشؤون السياسية والقانونية والدولية عضو اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا
- طوفان الأقصى 7 أكتوبر لعام 2023... وحرب أكتوبر لعام 1973... وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001...

القلعة نيوز- لا شك في أن عملية الطوفان الأقصى هي عملية قد زعزعت أمن العدو الإسرائيلي بشكل لا يصدق، وأنها أرعبت العدو الصهيوني بذات الطريقة التي صدمت العدو نتيجة الهجوم الكاسر الذي شنته عليه سوريا ومصر قبل نصف قرت تقريبا بما يعرف " حرب أكتوبر " لعام 1973.
يشير تاريخ بدء طوفان الأقصى والذي شنته فصائل المقاومة " حماس " العابرة لمحيط غزة على غرار عبور الجيش المصري لقناة السويس بعهد الرئيس أنور السادات، والذي سمي آنذاك " ببطل العبور ". ونلاحظ أيضا حتى وإن كان التاريخ مختلف بيوم واحد ما بين معركة طوفان الأقصى، وحرب أكتوبر، لكن كان ذلك من أجل أن يتزامن مع " يوم العرش " عند اليهود والذي صادف يوم السبت الماضي وهو أول يوم من أيام معركة طوفان الأقصى، وهذا يقودنا الى التزامن ما بين الفرصة التي انتهزتها القوات العربية سابقا مع " عيد الغفران " اليهودي قبل حوالي 50 عاما.
هذا بالنسبة لأوجه الشبه ما بين معركة طوفان الأقصى وحرب أكتوبر فيما يتعلق بتزامن التاريخ. أما عندما نتحدث عن أوجه الاختلاف ما بين هاتين المعركتين من حيث التكتيك وقوة الطرفين والمعدات المستخدمة في كلتا الحربين، نلاحظ في عام 1973 عندما خاضت قوات مصر وسوريا حربا أشبه ما نقول عنها نظامية، فإن حماس حقيقة أضعف من القوات الإسرائيلية، وكذلك في حرب عام 1973 عندما اصطدمت القذائف بالقذائف والطائرات بالطائرات والمجنزرات بالمجنزرات على كل أنواعها، في المقابل فأن قوات حماس والمعدات التي يستخدمونها في حربهم " طوفان الأقصى " لا تقارن بمعدات الجيش الإسرائيلي من نوعية المعدات وقوتها وكثرتها. وخير مثال على الفرق ما بين معدات العدو الصهيوني، ومعدات حركة المقاومة " حماس"، أن المقاتلون الأشاوس الأبطال في المقاومة استخدموا الطائرات الشراعية والتي كانت مفاجئة للعدو وللآخرين، مقارنة بتلك الطائرات والمروحيات المقاتلة والتي تقصف دون رحمة التي يستخدمها الإسرائيليين في حربهم ضد القطاع. وحتى تلك الصواريخ التي تطلقها حماس تبقى ذات تأثير محدود خصوصا ما يتم اعتراضه من قبل القبة الحديدية والتي يصبح تأثيرها ضعيفا، مقارنة بالقصف الجوي والصاروخي العنيف الذي يستخدمه العدو الصهيوني ضد قطاع غزة.
أرى أن عملية طوفان الأقصى سيصنفها التاريخ في خانة اعتداءات " الحادي عشر من سبتمبر" والتي أرعبت أمريكا وجميع العالم في عام 2001 أكثر من تصنيفها في خانة أكتوبر. لذلك أرى أن الجميع سيصفون " السابع من أكتوبر" كرديف حقيقي لدى إسرائيل، كالذي شكله أحداث " الحادي عشر من سبتمبر لدى الولايات المتحدة الامريكية. وهاتين العمليتين " طوفان الأقصى" و " أحداث الحادي عشر" تشكلان نموذجا بما يعرف ب " الاشتباك غير المتكافئ" والذي عادة ما يلجأ إليه الطرف الأضعف الى الابتكار وعنصر المفاجأة من أجل السيطرة على جبروت عدوه الذي يمتاز بقوته وقوة معداته الفتاكة.
عندما ننظر الى النتائج والآثار التي خلفتها " اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر" عندما سددت القاعدة ضربة قاسية لأمريكا، وقد أذهلت كل العالم، نرى أن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش قد استفاد من هذا الهجوم الذي شنته القاعدة، كي يشن بدعم شعبي أمريكي وعالمي حملات عسكرية ضدها، لم يكن قادرا على شنها لولا هذه الاعتداءات على واشنطن ونيويورك. وللأسف كانت من أهم هذه الحملات التي شنها جورج بوش اجتياح العراق واحتلاله قبل ما يقارب عشرون عاما، والأحداث المأساوية التي حلت بالشعب العراقي آنذاك على وجه الخصوص، والشعوب العربية على وجه العموم. وقد أتى هذا الاجتياح للرئيس جورج على العراق بعد التدخل الأمريكي في أفغانستان واجتثاث تنظيم القاعدة منها.
وعندما نتحدث عن المقارنة، فإن عميلة " طوفان الأقصى" عملت على توحيد صفوف العدو الصهيوني والمجتمع الإسرائيلي بعد أن كان يعاني من أزمات سياسية وانشقاق في صفوفه، وخولت عملية " طوفان الأقصى" نتانياهو ومن معه من اليمين الصهيوني وسحب صهاينة الجانب السياسي الآخر والدخول في حرب أقرب ما نقول عنها " حرب إبادة" يتمثل بالحصار المفروض على قطاع غزة بقطع الماء والكهرباء والوقود والمواد الغذائية على بقعة لا يتجاوز عدد سكانها المليونين ونصف، وبالمقابل حرب لا تمت للقانون الدولي الإنساني بإي صلة، وهي انتهاك صارخ لقانون الحرب ويرتقي الى ما يسمى " بجرائم الحرب".
أخشى مما أخشاه أن يجرف " طوفان الأقصى" في نهاية المطاف قطاع غزة مثلما جرف الطوفان الطبيعي مدينة درنة الليبية، لكن " طوفان الأقصى" سيكون على نطاق أوسع. إسرائيل واليمين الصهيوني يحلمان بإن يستكملا نكبة عام 1948 بطرد جماعي للفلسطينيين من أراضي فلسطين بين النهر والبحر بما فيها قطاع غزة المحاصر. العدو الصهيوني يرى أن " طوفان الأقصى" فرصة مناسبة لجر كافة أطياف المجتمع الصهيوني في تنفيذ حلمهم في قطاع غزة كبداية.
أرى أن هنالك مخطط ستعمل عليه إسرائيل بشكل جيد، وهو التسبب في نزوح سكان قطاع غزة الى الأراضي المصرية تحديدا سيناء بشكل كامل، وأخشى أن هذه المرة لن ترضى إسرائيل إلا بتدمير قطاع غزة بشكل كامل، وبأقل كلفة بشرية إسرائيلية ممكنة.
لذلك سيكون لمعركة " طوفان الأقصى" آثارا كبيرة على قطاع غزة تحديدا وفلسطين بشكل كامل في قادم الأيام من حيث توحيد الأقسام السياسية الصهيونية، وتوحيد المجتمع الصهيوني، والحصول على الدعم الدولي العالمي التي لطالما حلمت به إسرائيل، ونزوح سكان القطاع خارج حدوده الى الأراضي المصرية.