شريط الأخبار
وزير الداخلية : التنسيق مع الحكام الإداريين لضمان احترام عمل الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية المرخصة الاحتلال يعلن نيته إنشاء مستوطة جديدة في غور الأردن الامن يضبط ثلاثة أشخاص احتالوا مالياً على مواطنين بعد التواصل معهم إلكترونيًا رئيس مجلس الأعيان يدعو لبناء أنظمة تدعم العدالة والاستقرار السياسي وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري: مهتمون بالاستفادة من التجربة الأردنية المتقدمة المجلس الوطني الفلسطيني يشيد بدور الأردن ومصر في دعم القضية الفلسطينية القوات المسلحة تسير قافلة تزويد مساعدات إغاثية للمستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7 المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة بواسطة طائرة مسيرة الرواشدة يرعى حفل افتتاح معرض الفن التشكيلي لسمبوزيوم الرسم والحروفية دوري المحترفين الأردني تنطلق منافساته غدًا الخميس (47) محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل النفط يقفز بأكثر من 3% بدعم من ضغوط أميركية على روسيا مصر.. النيابة تصدر أول قرار بحق رمضان صبحي بعد القبض عليه هل تعلمون لماذا يخافون من المقاومة؟ الأوقاف: تنفيذ 690 عقوبة بديلة في 2024 عبر خدمات مجتمعية تحذيرات واسعة من تسونامي في أعقاب زلزال عنيف قبالة كامتشاتكا الروسية 300 اشتراك لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من خلال ستارلينك في الأردن بسبب مذكرة أمريكية.. اللاعب الروسي كاساتكين يكشف تفاصيل اعتقاله في مطار باريس أجواء صيفية اعتيادية في اغلب المناطق حتى السبت ترامب يمهل روسيا 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا

ما معي واسطة... حنين البطوش

ما معي واسطة...  حنين البطوش
ما معي واسطة...
حنين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية
القلعة نيوز:
ما معي واسطة...ما عندي رقم مسؤول على الخط السريع، ولا عندي باب بيفتح من المجالس المغلقة، ولا إلي ممر خاص بفضّلني عالدور، وما عندي حدا يصيرلي ظهر فجأة، بس لأننا من نفس اللقب، أو حضرنا نفس العزومة.

ما معي واسطة...لأني يمكن ما قدّمت تنازلات، وما سلكت الطرق الملتوية اللي بتمهّدها المصالح، ولأني مش بنت وزير، ولا بنت مسؤول، أنا بنت حرّاثين، تربّيت عالكد، مش على الكرسي، كبرت وأنا أسمع: "اتعب، بتوصل”، مش "اتّصل بتسبق الكل”.

ما معي واسطة…بس عندي تعب سنين، كفاءة مش مختومة بختم حدا، بس واضحة في كل خطوة وموقف ومحاولة، عندي محاولات، معي اسم وسيرة مهنية بنيتها من الصفر، بدون لا "ابن مين”… ولا "ظهر مين”

ما معي واسطة… جملة شكلها بسيطة، بس وجعها كبير لأنك بتشوف غيرك بيوصل قبلك، مش لأنه أكفأ أو أذكى، بل لأنه اختصر الطريق، وإنت قررت تمشي من الباب، في زمن الكل عم يفتّش عن الفتحة الجانبية.

ما معي واسطة...وجعها مش بس في التهميش، وجعها في اللحظة اللي بتوقف فيها قدام مرايتك،وتسأل حالك: معقول كل هالتعب ما بكفي؟ معقول المهارة لحالها مش كافية؟ وجعها لما تحضر نجاحات الآخرين بصمت، وتخنق فرحتك بإنجازاتك لأنك عارف، إنه مهما عملت، المكان محجوز لشخص اتذكره حدا.
الإحباط هون مش لحظة، هو شعور بيجيك كل مرة بينتَسى فيها وجودك، رغم أنك أهل، كل مرة تكبت نفسك وما تنهار، وإنت عم تضحك بوجه اللي قفزوا فوقك، وإنت بعدك واقف بالدور، بس الدور مش ماشي.

لما أولادنا يكبروا وعيونهم شايفة إنه اللي معه واسطة هو اللي بيوصل، واللي بيتعب وبيجتهد بيضل واقف عالهامش، شو بنتوقّع يتعلّموا؟ رح يتعلّموا إنه المهارة مش بالدراسة، بالـ”مين يعرف مين”، وبالمينيو الاجتماعي والعلاقات الصح، وبيبدأ الإحباط يتسرّب لعقله وهو صغير…بيبدأ يشوف إنه مش مطلوب يكون الأفضل، بس مطلوب يعرف "مين يوصلّه”، بيصير عنده لخبطة في ميزان القيم: ليش أتعب؟ وشو الفايدة؟ ليش أكون متميز، إذا التميّز ما بيفتح أبواب؟ ليش أصدق إن "اجتهد تُكرم”، إذا كل اللي شفتهم تُكرموا… مش لأنهم اجتهدوا؟

وهون بنبني جيل مش مكسور، بس مشوّش، جيل فاقد الثقة بعدالة الطريق، ما عنده دافع حقيقي للتعب، وحتى لو نجح، بيضل حاسس إن مكانه مش مضمون، إلا إذا نادوله من فوق، جيل ما بيقول: "شو أقدر أعمل؟” بيسأل: "مين يقدر يجيبلي؟” جيل طموحه مش فكرة، طموحه واسطة تمهّد له الطريق، قبل ما يجرّب حتى يمشيه.

يمكن ما معي واسطة…بس معي صوت ما برضى يسكت، معي ضمير صاحي، وحضور ما بينكسر حتى لو تأخّر، معي نَفَس طويل، ما بركض عالقصير، ومعي إيمان بربّ الكون، اللي ما بخيّب، حتى لو الطريق طويل، لأنه الطريق الطويل يمكن يوجعك، بس عمره بس عمره ما بينقص من قيمتك، ومعي كمان حب صادق وانتماء نظيف لوطني، مش انتماء للمصالح، ولا لدوائر النفوذ، انتماء للتراب اللي مشيت عليه بتعب، وللأرض اللي آمنت إنه النجاح فيها بيجي بالشرف، مش بالتزكية.

ما معي واسطة... بس لسه في ناس عم تشتغل بصمت، تتقدّم بشرف، وترفض تبيع حلمها مقابل مقعد مصنوع من "ورق واسطة”، ناس بتعرف إنه التعب مش عيب، وإن الكرامة مش ترف، وإن تأخّر الوصول، مش دليل فشل.

ما معي واسطة...مش ضعف، هي جملة فيها كرامة مرفوعة، مش يد ممدودة، هي صوت اللي اختار يمشي بأمانة، في زمن انقلبت فيه الموازين، وصار التملّق فُرصة، والمبدأ عائق، زمن تَلمَع فيه الوجوه المصنّعة، وتُطفأ الأصوات الصادقة، ويمكن نتعب، وننحط عالرف، ونتأخّر عن غيرنا، بس يوم رح ييجي، ويصير "اللقب” ما يقدّم ولا يأخّر، وتصير الكفاءة، هي الواسطة الوحيدة،وهي الحقيقية.

ما معي واسطة... بس يمكن بكرا تصير معنا واسطة، بس نكون إحنا الواسطة لغيرنا، واسطة حق، مش محسوبية، واسطة وعي، مش واسطة ورق، واسطة نمدّ فيها إيدنا، مش نسحب فيها الكرسي من غيرنا، لأنه اللي مشي الطريق الصعب، بيعرف تماماً قديش بيوجع التهميش، وقدّيش بيستحق التعب إنه يوصل.