في دقائق معدودة كانت الكلمات التي تخرج من رمق وحنجرة غاضبة عبرت عن حياة وحاضر ومستقبل شعوب المنطقة وترياقا شاف لازماتها .
لم تكن الكلمات تخرج هكذا ،وإنما كان
لها ترتيب ومعاني كبيرة بدءً من السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والتي أضاف عليها
جلالته ( عبارة " رحمة من الله تعالى" .وكان يقصد بها معنى
لكلمة السلام وهي أن يسلم الله كل مسلم في من السوء في دينه ودنياه واهله وماله
وبيته .. والسلام من كل شيء وفي كل شيء ،هذه هي رحمات الله بالسلام آي البداية التي
وضحها جلالته للغرب بأننا مسلمين ديناً واخلاقاً.
وأضاف جلالته لنذكيرنا
بالعهدة العمرية والتي كانت قبل الف عام من مؤتمر جنيف والتي صاغتها أيادي
المسلمين على أبواب القدس ، التي آمن فيها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله
عنها المسيحيين على كنائسهم وممتلكاهم ،
وأضاف جلالته عن رسالة الاسلام
السمحة وما حملته من مبادى واخلاق للمسلمين وهذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف .
وتحدث بالكلمات المترجمة للغة الانجليزية حتى يسمع العالم
الصوت بلغته وبدون ترجمة لتكون الكلمة واضحة بدون أن يكون لها آي تفسيرات أخرى .
وأبدى جلالته غضبه الشديد عما يحدث في
فلسطين عامة وغزة خاصة وأصر على أن ما يحدث اليوم هي حملة شرسة ومرفوضة وعقاب جماعي وانتهاك واضح وجريمة حرب على
السكان المحاصرين .وهذه الجرائم مخالفة للقوانيين الدولية
وركز جلالته على الوقت بازياد
وحشية الاحداث فإن أهتمام العالم يقل شيءً فشيءً. وعلى الصمت الذي أصاب من غالبية البلدان
ولكنه
أضاف كلمة معبرة وتعني لماذا ؟يرى الاسرائيليون ان حياة الفلسطيين أقل
أهمية من حياة الاسرائيلين . مؤكدا جلالته على تطبيق القانون الدولي بالحقوق الذي يساوي بين الناس
على اختلاف اعراقهم ودياناتهم واعتقد أنها رسالة خطيرة للعالم
وأضاف جلالته عن تهميش الفلسطينين من حقوقهم المشروعة والظلم من
الاسرائيلين واحلام حل الدولتيين والتي تحولت الى يأس . وجعل العدو هدف الدولة الفلسطينية غير قابل للتطبيق .ولا يمكننا
غض الطرف على أننا نريد مستقبل آمن للجميع
.
ودعا جلالته المجتمع الدولي للعمل على
تحقيق السلام العادل وهو السبيل الوحيد للشرق الاوسط للجميع الذي يبدأ
بالايمان من كل انسان متساو بالارض والسلام ليعيش الابناء بدون خوف
.وعلينا الان العمل بجدية . وعلى اسرائيل ان تدرك انه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية ولن تستطيع تهميش 5 ملايين فلسطيني
يعيشون تحت الاحتلال .
وجلالته قبل يومين ركز لقاءاته
على الوقف الفوري للحرب على غزة والتحذير من الكوارث الاقليمية بالشرق الاوسط والتركيز على سياسة العقاب الجماعي وحماية
المدنيين ورفع الحصار وايصال المساعدات للغزة .والتاكيد على موقف الاردن الثابت من القضية الفلسطينية .
واليوم وما يحدث من تبعات سياسية هل
سيكون هناك أفق سياسي للتحقيق السلام العادل في حل الدولتين ،أم سيتكرر العنف والتحريض
على النزوح والتهجير وما رأيناه في عام 1948م و1967م سيتكرر مع غزة اليوم .ومع كل
المؤتمرات واللقاءات وجهود جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين لا
زلنا ننتظر البؤرة الايجابية والنور للتحقيق السلام والامن والحياة الكريمة لأبناء
غزة والأمن الآمن للشرق الاوسط.