شريط الأخبار
التنمية الاجتماعية تحذر من روابط وهمية تدّعي تقديم مساعدات مالية استعدادات لزفاف ثاني أغنى رجل في العالم بإيطاليا.. هل يحضر ترامب؟ السفيرة التونسية في عمان مفيدة الزريبي تزور اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين. السلامة في البيروقراطية... اتحاد الكتاب يحتفي بيوم التراث العالمي والمقابله تشهر مؤلفاتها التراثية الملك يتسلم دعوة من الرئيس العراقي للمشاركة بالقمة العربية في بغداد 17 أيار المقبل “المناطق الحرة” تشارك في معرض ومؤتمر النقل في الشرق الأوسط 2025 رئيس الوزراء: شركة البوتاس خصصت 170 مليون دينارا لقطاعي الصحة والتعليم وزارة الحج السعودية تحذر من إعلانات حج وهمية "الاتصال الحكومي" تنشر موجز إنجازات الوزارات خلال الشهر الماضي وزير الخارجية يتسلم رسالة دعوة للملك من الرئيس العراقي لحضور القمة العربية بالصور ... 'بلدية الكرك' تضبط (مسلخ لحوم منزلي) غير مرخص "حكيم" تعلن عن فتح باب التسجيل في النسخة العاشرة من مسابقتها السنوية بمشاركة 45 باحثا من 19 دولة ..مؤتمر "المكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية" ينطلق الثلاثاء وفد تجاري اردني يشارك بمعرض في باكستان معالي وزير الزراعة: الحكومة جادة في دعم الشباب الطموح في القطاع الزراعي سامسونج وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يرحّبان بانضمام خمسة قادة شباب جُدد إلى مبادرة ‘Generation17’ مركز شابات الكرك ينظم نشاطاً حول الولاء بمناسبة ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي مركز شباب وشابات الغوير ينظم نشاطًا ثقافيًا بعنوان "العادات والتقاليد والموروث الأصيل والفلكلور" الأردن يرحب بإعلان عُمان التوافق بين إيران وامريكا

الشيخ مطلق الحجايا يكتب عن الوجة في القضاء العشائري

الشيخ  مطلق  الحجايا  يكتب عن الوجة في القضاء  العشائري
القلعة نيوز:
من مقاصد شريعتنا الغراء حفظ النفس البشرية من الإيذاء بجميع اشكاله اللفظية والفعلية إبتداءً من السب والشتم وصولاً الى القتل .
ورتب الشرع عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه ان يسيء الى الغير وهذا يتوافق مع الإنظمة والقوانين والأعراف البشرية .
ومن أجل ذلك أمر الشرع الى الإسراع في الإصلاح عند العلم بالخصومة قبل ان تتوسع وتتمدد وتصل الى مراحل متقدمة من التعقيد ورتب على ذلك أجراً عظيماً
قال تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسنؤتيه أجرًا عظيمًا
وقال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )
ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس عملا ومسؤوليات فإن ذلك لم يشغله عن المسارعة في رأب الصدع وإزالة اسباب الشحناء والفرقة ، فلما علم صلى الله عليه وسلم بأن اهل قباء تشاجروا فيما بينهم ورموا بعضهم بالحجارة قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أذهبوا بنا نصلح بينهم
ومن الأعراف الحميدة التي تعارف عليها أبناء القبائل في المملكة الأردنية الهاشمية ما يسمى ب (الوجه)
حيث يبيح هذا الأمر لأي شخص اذا سمع او رأى نزاعًا او شجارًا وبدون ان يعرف تفاصيل هذه الخصومة فإنه يقول للمتخاصمين : عليكم وجه فلان وفلان
ويختار وجوه اصحاب الشأن و القيمة والقوة في مجتمعاتهم لأمرين :
أولًا:حتى يهابهم المتخاصمون
ثانيا : لو لا قدر الله قام احد الأطراف بتقطيع وجهه من خلال الإعتداء على الطرف الآخر فإنه يستطيع ان يحصل على حقه نتيجة مكانته وقوته الإجتماعية
وكان العرف وقضاة العشائر والحكام الإداريين يعظمون شأن الوجه ويغرمون ويجرمون من يعتدي على الوجه الذي هو صمام أمان يحجب الشر قبل وقوعه لحين حصول كل طرف على حقه أو تدخل الأجهزة الأمنية والقضاء لفض النزاع ومن ثم الإصلاح بينهما
وهذا العرف (الوجه) له أصل في الإسلام
فعندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد ان طرده أهل الطائف وشتموه وضربوه فأراد صلى الله عليه وسلم ان يرجع الى مكة فعلم ان قريش قد اجمعت على منعه من دخول مكة فأرسل صلى الله عليه وسلم رجلًا من خزاعة الى سيد من سادات مكة وهو المطعم بن عدي وكان كافراً فقال الخزاعي للمطعم : ان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤك السلام ويريد ان يدخل مكة بحمايتك وبوجهك وان لا تتعرض له قريش بأذى
فقال المطعم : هو في وجهي وحمايتي وجواري وأمر اولاده ان يلبسوا السلاح ونادى في قريش ان محمدا في وجهي وجواري فلا يؤذيه احد منكم
فقالوا :أجرنا من أجرت وكلنا دون وجهك
وهذا الأمر هو ما تعارف عليه العرب كوسيلة لوأد الشر وأستمرت عليه العشائر الأردنية بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بالحكام الإداريين ومراكز الشرطة ومستشارية العشائر وكان هناك تنسيق وتعاون دائم ومستمر بين تلك الأطراف من أجل الأمن المجتمعي
ولكن بدأنا نلحظ في الفترة الأخيرة تهاون في موضوع الوجه واقتصاره فقط على جرائم القتل و العرض وهذا التعديل او التغيير افقد الوجه قيمته كوسيلة لدفع الشر قبل وقوعه وبدأ يمتنع كثير من الشيوخ و الوجهاء والأعيان ان يضع وجهه على اي قضية لعدم وجود جهة قانونية تحمي وجهه وتمنع من الإعتداء عليه
ولذلك نرى انه من الضروري ان يعاد النظر في موضوع التعديلات التي طرأت على الوجه وان تتكفل الدولةممثلة بوزارة الداخلية ومستشارية العشائر كما كانت سابقًا بحماية صاحب الوجه ومعاقبة المعتدي على الوجه وان لا يقتصر الوجه على قضايا القتل والعرض بل على جميع انواع المخاصمات والمشاجرات لأن الكلمة او المشاجرة البسيطة اذا اهملت ولم تعالج في لحظتها من خلال الوجه قد تجر لمشكلة اكبر فكم من الحروف جرت حتوف والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تكاد تخلو منطقة منها حيث ان مشاجرة بسيطة نتيجة عدم احترام الوجه جرت الى جرائم قتل
والعقل والمنطق يقول الأولى درء المفسدة قبل وقوعها
فأعيدوا الى الوجه هيبته حتى يسلم ويأمن المجتمع