ساعات الصباح الباكر هي متعتي الذهنية المتوقدة التي اقدح زنادها عبر المشي المتمهل عبر ازقة وحواري المدينة واقصد عمان عاصمة الاردن البهية ، فمتعة شرب القهوة والتي احرص على تناولها قرب سوق الخضار بوسط البلد من بائعها المتجول الذي ورثها عن رحمة والده ايام العز واقصد ان كان لهم محل وبوفيه لشرب الشاي والقهوة داخل الحسبة نفسها .
يحرص الرجل على اخراج بضعة حبات من البهار لا تعطى لكل الزبائن ويضعها في كوبي من القهوة الوسط حسب طلبي من دلتيه المعدنيتين اللتان تحتفظا بسخونتهما بايام الشتاء الباردة من خلال الفحم اسفل كل منهما مما يعطي القهوة العدنية التي يتقنها الرجل الرائع في هيئته ونظافته الشخصية ايما اتقان بل هي قهوة تصنع بيد فنان وبثمن كريم لا يتعدى نصف دولار للكوب الواحد .
نعم فللقهوة بعمان الفقيرة او عمان الشعبية طقوسها البليغة كما ادراجها العتيقة التي احمل قهوتي واتسلقها صوب جبل عمان او جبل اللويبدة وحتى صوب جبل القلعة حيث كان يجلس هتلر عظيم عظيم الروم ذات زمن مجيد يدير شؤون العالم وليس الشرق فحسب .
تتسلق ادراج عمان العتيقة وترتشف قهوتك العتيقة المذاق والتحضير وتدرج على درج الزعمط الشهير الذي يأخذك مع عدد من السياح على قلتهم بعد اندلاع حرب غزة الاخيرة وبعضا من طلبة المدارس الذاهبين مشيا على الاقدام صوب شارع الرينبو ليرمقك صديق سائق السرفيس العمومي لعدم ركوبك معه وهو لا يعرف انك تغسل ادران روحك المتعبة على ادراج وحواري وشوارع جبال عمان مدينة المآذن والمساجد وبعض الزوايا والتكايا الصوفية على قلتها .
وقبل ان انهي لا يفوتني ان الفت النظر لطعام الافطار عند ابو خالد صاحب احد المطاعم الشعبية التي تقدم اطباق الفول والحمص والبصل والشطة والسلطة المغمسة بزيت الزيتون الاصلي القادم من سحم الكفارات بشمال الاردن كماركة مسجلة لهذا المطعم السخي بكل ما يقدم من اطباق افطار الصباح حيث الافطار ينتهي عادة ونتيجة للاقبال الكبير للعمانيين وخصوصا العائلات يوم الجمعة قبل اذان الظهر بكثير وتحت سفح القلعة ايضا وعلى الرصيف العام .
لكم اتمنى ان يحل شهر رمضان خلال الايام القليلة المقبلة وقد توقفت الحرب على غزة لنتمكن من تناول السحور في مطاعم عمان القديمة ونحتسي القهوة على ادراجها التي كانت تعانق القمر في رمضان الماضي لا كما رمضان الحزين اشد الحزن النبيل على مأساة اهلنا في غزة .