جولييت عواد، حابس حسين ومحمود الزيودي في إربد.
القلعة نيوز:
كتب تحسين أحمد التل: قبل أيام، التقى جمهور من المثقفين، وعشاق الفن الأردني مع نخبة من رواد الفن والدراما الأردنية، وجاء اللقاء ضمن مبادرات الأستاذ عصام كريزم، وعدد من النشطاء والناشطات في العمل التطوعي؛ الاجتماعي، والتراثي، والثقافي، داخل ديوان الكرازمة التراثي، وذلك لإحياء الكثير من السُنن الحميدة التي انتهجها الديوان منذ سنوات.
المبادرة كانت من بين عشرات المبادرات، لكنها جاءت هذه المرة مختلفة نوعاً ما، بل كانت فريدة، واستثنائية، لأنها ضمت ثلاثة من رواد الحركة الفنية الأردنية؛ ثلاثة يمكن اعتبارهم من صناع الدراما الأردنية، عبر تاريخها الطويل، والمؤثر أردنياً، وعربياً، ودولياً.
الأولى؛ كانت جولييت عواد؛ المتميزة، العريقة، المبدعة، المؤثرة، ممثلة؛ تاريخها الفني يتحدث عنها، هي وزوجها المرحوم جميل عواد، أحد رواد، وعمالقة الفن الأردني، ولأنني لا أريد أن أطيل، سأدخل الى عمق ما أرغب بالحديث عنه.
هناك عشرات الأعمال الفريدة للممثلة جولييت عواد، لكن أبرز هذه الأعمال، وذروة سنامها؛ مسلسل التغريبة الفلسطينية، تلك التغريبة التي جسدت واقع عاشه الشعب الفلسطيني الشقيق قبل أكثر من سبعين سنة، وشاهدناه في التغريبة الفلسطينية، كانت جولييت عواد هي محور العمل، ومعها مجموعة رائعة من الفنانين، مثل جميل عواد، وجمال سليمان، وخالد تاجا، والعديد العديد من صناع الدراما السورية والأردنية.
بالتأكيد، هناك متابعين بالآلاف للأعمال البدوية الأردنية، وبالذات كان هناك متابعة قوية للمسلسل البدوي توم الغرة، الذي جمع كوكبة من الفنانين الأردنيين، منهم: ياسر المصري، حابس حسين، روحي الصفدي، حسن الشاعر، عاكف نجم، رشيد ملحس، علي عليان، عبير عيسى، نبيل المشيني، محمد العبادي، نادرة عمران، محمد الإبراهيم، رفعت النجار، ابراهيم أبو الخير، علي عبد العزيز، وغيرهم.
حتى أكون صادق، أنا لم أشاهد المسلسل بالترتيب، لكنني تابعت بعض اللقطات المميزة بالعمل، وأكثر ما لفت انتباهي، إبداع قام به الفنان الكبير حابس حسين عندما أصيب الفنان ياسر المصري بطلقة أودت بحياته، كانت اللقطة مدتها ثلاث دقائق، تعملق فيها حابس حسين، وكأنه ليس من هذا العالم، وكان يردد:
(يا حسافة على خلٍ لا يعودِ).
(يا حسافة على مَن هو أعز اصحابي).
هذه اللقطات التي يتعملق فيها (بعض) رواد العمل الفني الأردني والعربي، ربما تساوي أعمال كثيرة تم إنتاجها دون أن تترك بصمات في تاريخ الدراما العربية، لكن الفنان المبدع حابس حسين وخلال عدة دقائق (أكل الجو)، ولو كان هناك تقدير حقيقي للفنان الأردني، يجب أن يحصل على أرفع جائزة فنية تكريماً لهذا الدور الذي قام به، لذلك ألف تحية للممثل القدير المبدع حابس حسين على تجسيد هذا الدور المهم، وبالتأكيد سيكون بصمة في تاريخ الدراما الأردنية.
أخيراً، نتحدث عن الممثل، والسيناريست، الكاتب القدير محمود الزيودي الذي طور نفسه حتى وصل الى مكانة لا يستهان بها، بين زملاء له بالمهنة، وأرغب بشدة أن أذكر عملين كانا من الأعمال المهمة في مسيرة الفن الأردني، هما، قرية بلا سقوف، مسلسل أحدث تغيير مهم في المجتمع الأردني المتطور.
الثاني كان مسلسل بير الطي، وقد عالج جانب مؤثر في الحياة الاجتماعية، خصوصاً الجانب الزراعي، وكيف عالج مشاكل أصحاب الأرض الزراعية، مع ظاهرة الجشع والطمع عند تجار الخضار والفواكه.
بالتأكيد الأعمال ربما تكون عادية بنظر البعض، وربما تكون متميزة عند البعض الآخر، لكن ما يميز هذه الأعمال أنها جاءت على نظام السهل الممتنع، وكنت تحدثت مع الصديق المخرج والممثل حسن أبو شعيرة عن الدراما الأردنية، حيث أكدت له على أنني شاهدت مسلسل بير الطي أكثر من خمس مرات، وقلت له المسلسل عادي وفي ذات الآن، غير عادي، كيف يمكن أن نصل الى حل وسط بين العمل العادي وغير العادي.
على كل حال، الشكر الجزيل مقدم لهذه النخبة المميزة، وأنا متأكد من أن الجمهور الأردني في ديوان كريزم، كان مستمتعاً بما دار من أحاديث عن الدراما الأردنية، ودور الفنان الأردني، مع أنني ما زلت على رأيي بأن الممثل الأردني، أو المبدع الأردني، أياً كان مجاله في الإبداع؛ هو مظلوم، ويحتاج الى عناية، ورعاية الدولة؛ لأنه الوجه المشرق، وسفير الفن الأردني حول العالم.
... مني شخصياً، وبالنيابة عن جمهور إربد؛ كل الاحترام للفنانة الكبيرة جولييت عواد، والفنان المبدع حابس حسين، والكاتب، والمؤلف، والممثل محمود الزيودي، وأتمنى أن تتكرر الزيارات الى إربد، وغيرها من المحافظات، للتواصل المباشر مع الجمهور الأردني.