شريط الأخبار
الارصاد : لا مؤشرات لموجات حارة الأسبوع القادم بيان صادر عن عشيرة البدادوة الجراح تمثل الوطني الإسلامي في ندوة سياسية لمنظمة شركاء الأردن والمعهد الهولندي رد الشعب الأردني على أوهام نتنياهو بقلم المهندس ثائر عايش مقدادي الرواشدة يلتقي في دارة العون عدد من أبناء البادية الشمالية الرواشدة يفتتح فعاليات مهرجان الخالدية العربي للشعر الشعبي النبطي وزير الشباب يكرم "القلعة نيوز" ضمن رواد العطاء والمسؤولية المجتمعية في بيت شباب عمّان وزير الثقافة يزور البادية الشمالية في إطار جوله ميدانية ( صور ) النائب البدادوة في تصريح للقلعة نيوز ... نتنياهو وصل لمرحلة الغطرسة وما تفوه به يقود المنطقة للهاوية والاردنيون صفا واحدا خلف الملك دفاعا عن الأردن وفلسطين رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل قائد قيادة العمليات المشتركة الإماراتي الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة "الشيخ علوان الشويعر ": الأردن يمتلك جيش قائده ملك هاشمي جنده شعب لا يهاب الموت الزيود: أحلام نتنياهو الاستعمارية ستتحطم أمام قيادتنا الحكيمة وإرادة الأردنيين الأمة في منعطف خطير ...... الانسان والمواطن والسياسة.... الانسان والمواطن والسياسة.... تعليق غريب من لويس إنريكي بعد تتويج سان جيرمان بالسوبر الأوروبي ابو رمان: تقليص مقاعد الطب… هل هو الحل أم بداية لأزمة جديدة؟ بقاء تأثير الموجة الحارة على المملكة اليوم وبدء انحسارها السبت 40 وفاة على الأقل بالكوليرا خلال أسبوع في دارفور

لماذا اختارت أوكرانيا شهر آب لمهاجمة كورسك؟

لماذا اختارت أوكرانيا شهر آب لمهاجمة كورسك؟
القلعة نيوز:

في 8 آب (أغسطس) الحالي، نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالاً للواء الأسترالي المتقاعد ميك رايان تحت عنوان: "هل يمكن لأوكرانيا أن تعود إلى الهجوم؟"

في ذلك الوقت، كان قد مضى على انطلاق الغزو الأوكراني لمنطقة كورسك الروسية نحو 48 ساعة، لكن الأنباء عنه كانت نادرة وغامضة، ولهذا السبب لم يذكر رايان أي شيء عنه في المقال. لقد كان الهدف من تحليله البحث في إمكانات أوكرانيا لشن هجوم مضاد شبيه بهجوم ربيع/صيف 2023 إنما بنتائج أفضل. من بين الأفكار الرئيسية التي طرحها رايان، اقتراب الهجوم الروسي الحالي في شرق أوكرانيا من الوصول إلى ذروته: "روسيا كانت تهاجم لأكثر من نصف عام، وبإمكانها على الأرجح استدامة وتيرتها الحالية لشهر أو شهرين إضافيين وحسب".

هل كانت هذه المعلومة، وغيرها من التحليلات التي أشارت مؤخراً إلى تآكل ترسانة موسكو(كتقرير لمجلة "إيكونوميست" في 16 تموز/يوليو)، هي التي دفعت أوكرانيا إلى اتخاذ قرار سريع بالهجوم على الأراضي الروسية في هذا التوقيت؟

واحدة من أصعب الكوارث

ثمة احتمال كبير في أن تكون أوكرانيا قد اختارت شهر آب لأسباب نفسية أولاً. فهذا الشهر حافل بذكريات مفصلية في التاريخ الروسي الحديث، منها ما هو مؤلم. كان آب هو الشهر الذي عيّن فيه الرئيس الأسبق بوريس يلتسين مدير "جهاز الأمن الفيدرالي" فلاديمير بوتين قائماً بأعمال رئيس الوزراء، قبل أن يعبّر عن رغبته بأن يخلفه في الرئاسة. في اليوم نفسه، أي 9 آب 1999، أعلن بوتين ترشحه الرئاسي.

بعد عام واحد، واجه بوتين تحديه الرئاسي الأول مع غرق غواصة روسية في بحر بارنتس. حدث ذلك بفعل انفجار وقود أحد الطوربيدات بسبب عطل فني. بعدما بلغت الغواصة القاع، انفجرت رؤوس صواريخ أخرى مما أدى إلى رصد الأجهزة الزلزالية لهزة بقوة 1.5 درجة على مقياس ريختر بالقرب من شبه جزيرة كولا على الحدود مع فنلندا والنرويج. بعد الانفجارين، لم ينجُ سوى 23 بحاراً من أصل 118. وربما ساهم تأخر موافقة روسيا على منح غواصات غربية الضوء الأخضر لتقديم المساعدة في مقتل الباقين. حينها، واجه الرئيس الروسي غضباً شديداً ومباشراً من عائلات القتلى. للمفارقة، كان اسم تلك الغواصة "كورسك". لهذا السبب، جذب توغل كورسك مقارنات مع ما حدث قبل 24 عاماً. في تقرير حديث لوكالة "أسوشيتد برس"، قارنت إيما بوروز بين بطء رد بوتين على التوغل الأوكراني وبطئه في الاستجابة لكارثة غرق الغواصة.

ما لا يُنسى

كان النمط نفسه من التردد سائداً في موسكو بعدما أطلق زعيم منظمة "فاغنر" يفغيني بريغوجين تمرده في حزيران (يونيو) 2023. حينها، سار نحو 25 ألفاً من مقاتليه من روستوف أون دون في الجنوب قبل أن يتوقفوا في اللحظات الأخيرة عند مشارف العاصمة مجتازين أكثر من 500 كيلومتر في 24 ساعة بدون مقاومة عسكرية جدية. وبرزت تقارير عن هروب مسؤولين كبار من موسكو باتجاه سانت بطرسبرغ. أوقفت صفقة بوساطة مفترضة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تقدم "فاغنر"، وبدا أن بريغوجين حصل على عفو رئاسي ضمني.

في 23 آب (أغسطس)، سقطت طائرة بريغوجين الخاصة بعد نصف ساعة على إقلاعها من مطار في موسكو. ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف أمر بالتخلص من بريغوجين، وهو أمر نفته موسكو بشدة. المشكلة في احتمال أن يكون الكرملين قد دبّر إسقاط الطائرة هو استياء النخب من تراجع مفترض لبوتين عن وعد سابق قطعه. ستنزعج تلك النخب مما سماه مدير مركز "كارنيغي-أوراسيا" في برلين ألكسندر غابويف "التقلب العاطفي" لدى الرئيس.

واللافت أيضاً في تمرد بريغوجين أنه لم يواجَه باعتراض شعبي، كما حصل مثلاً خلال انقلاب سنة 1991 (مجدداً، في شهر آب أيضاً)، حين تعرض الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف لانقلاب قصير الأجل قاده متشددون من كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي. على العكس من ذلك، رحب البعض ببريغوجين حتى أنهم التقطوا صور "سيلفي" معه.

الحرب أقرب

لا شك في أن الهجوم على كورسك هدف إلى تعزيز قدرات أوكرانيا التفاوضية في المستقبل ورفع معنويات الأوكرانيين، إلى جانب سحب بعض القوات الروسية من دونيتسك. لكن أن تكون قد خططَت أيضاً لاستهداف كورسك في شهر آب لمحاصرة بوتين نفسياً احتمال وارد كذلك. فالملاحظ أيضاً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد نظيره الروسي مرات عدة هذا الشهر، وآخرها السبت حين وصفه بأنه "رجل عجوز مريض".

صحيح أن أوكرانيا نقلت جزءاً من الحرب إلى روسيا عبر استهداف متكرر بالمسيّرات لمراكز لوجستية ونفطية داخلها. لكن قصف منشآت حربية أو ذات صلة بالمجهود الحربي شيء، وغزو الأراضي الروسية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية شيء مختلف تماماً. يصح ذلك بالتحديد عندما يترافق الهجوم مع نزوح نحو 130 ألف روسي باتجاه مناطق أقرب إلى العاصمة. بالتالي، سينقل النازحون معهم أخبار الحرب باتجاه مدن وبلدات كانت تسمع عنها فقط عبر الإعلام.

ماذا لو كان كل ذلك مجرد صدفة؟

إذا كان للأحوال الجوية أن تلعب الدور الأكبر في اختيار توقيت الهجوم، فقد أتيح لأوكرانيا ما لا يقل عن أربعة أشهر، وتحديداً من أوائل حزيران (يونيو) وحتى أواخر أيلول (سبتمبر)، لشن الغزو. وهذا هامش الحد الأدنى. بالتالي، قد يكون اختيار شهر آب (أغسطس) مقصوداً.

مع ذلك، لا يمكن استبعاد أن يكون وقوع الخيار الأوكراني على هذا الشهر مجرد صدفة ناسبت متطلبات الجاهزية حصراً. لكن حتى لو صحت فرضية الصدفة، فسيبقى توقيتها عاملاً مضاعِفاً للتداعيات النفسية على الشعب الروسي ورئيسه في آن.