شريط الأخبار
"القلعة نيوز " تُهنئ : إنجاز مشرّف بدعم ملكي هاشمي العين الحمود مُهنئًا : مبارك يا وطن النشامى رئيس الوزراء مُهنئًا النشامى : دائماً رافعين الرأس ولي العهد: مبارك للنشامى وتبقى السعودية شقيقة عزيزة الأميرة هيا للنشامى: لقد جسّدتم بروحكم القتالية وأدائكم المشرّف صورة الأردن الأبية القاضي: "مبارك للنشامى الأبطال وتحية تقدير لإخوتنا السعوديين" الفايز يُهنئ منتخب النشامى بالوصول لنهائي "كأس العرب" موقع سويسري : صندوق النقد الدولي : الاقتصاد الاردني ينمو بوتيرة اسرع رغم كل التحديات السلامي: النشامى كانوا في الموعد وسعيد بلقاء المغرب لأول مرة : الأردن يتأهل لنهائي كأس العرب والاحتفالات تعم المملكة الاحتلال يصعد عدوانه على غزة.. وغارات على جنوب ووسط القطاع مسؤول أميركي: الاتفاق بشأن أوكرانيا يشمل ضمانات أمنية "قوية" على غرار ما يوفره حلف الأطلسي أكسيوس: البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف إطلاق النار في غزة الأمير الحسن يترأس اجتماع مبادرة "السلام الأزرق – الشرق الأوسط" في بيروت وزير الخارجية: دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله بأي جهة أخرى الأردن وتركيا يؤكدان ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكسيوس: البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف النار في غزة الملك يؤكد : شراكة قوية مع الهند تعود لاكثر من 75 عاما براك يلتقي نتنياهو وحديث عن رسالة شديدة اللهجة "النشامى" إلى نهائي كأس العرب بعد فوزهم على السعودية

الرواشدة يكتب : تتوقف الحرب ، لا يُهمّ من يرفع "شارة "النصر

الرواشدة يكتب : تتوقف الحرب ، لا يُهمّ من يرفع شارة النصر
حسين الرواشدة

‏اقتربت على ما يبدو لحظة إبرام الصفقة ( الهدنة: أدق) بين حماس واسرائيل ، السؤال : من هم المرشحون على "قائمة"الانتصار في هذه الحرب بعد نحو 460 يوما على انطلاقها ؟ أكيد جميع الأطراف التي شاركت ،بشكل مباشر أو غير مباشر ، سترفع، بعد نهاية الحرب ، "شارة " النصر ؛ كل طرف سيحشد ما يلزم من روايات لإقناع جمهوره بذلك ، والأغلب أن الجمهور سيُصدّق، وربما يُصفّق أيضا ، من جهتي أقول : صمود أهل غزة كان معجزة ، وخلاصهم من الحرب اهم نتيجة ، وأتمنى ان يمنحنا الله الحكمة لنتعلم مما حصل في قادم الأيام والسنوات .

‏لكن في الحقيقة الإجابة على سؤال من انتصر تبدو صعبة ، هذه الحرب دون غيرها من الحروب، لا يوجد فيها معيار للانتصار ، ولا تكافؤ بين المتحاربين، ولم يحقق احد أهدافه التي أعلنها، وبالتالي لا يوجد فيها أي طرف منتصر ، الجميع سيخرجون خاسرين ، اما أخلاقيا أو سياسيا ، عسكريا أو إستراتيجيا، كابوس أطفال غزة المدمرة ، ودماء عشرات الآلاف من الأبرياء ، ومأساة اجيال ( الحرب) وورثتها ، ستطارد المحتل الغاشم،وكل من كان له ضلع في هذه الكارثة .

‏إذا تجاوزنا "وَهْم" الانتصار ،يمكن ان نبحث في بورصة ما بعد الحرب ، سنجد بازارات سياسية يقبض أصحابها الثمن من تحت الطاولة ، سنجد تجارَ أسلحةٍ ومقاولي حروب ومتفرجين يجلسون على مقاعد الانتظار ، وثمة متواطؤون يضعون رجلا هنا ورجلا هناك، هؤلاء حين تضع الحرب أوزارها سيتقاسمون الأرباح المؤقتة والخسائر ، تماما كما يفعل الورثة بعد أن يُشيع الفقيد إلى المقبرة ، غزة اليوم أكبر مقبرة يشهدها تاريخنا المعاصر.

‏لكي نفهم ما حدث أكثر، لابد أن ندقق ، اولاً، في مشروع هذه الحرب وأطرافها ومن يقف خلفها، ثم أهدافها الكبرى ، الإستراتيجية والتكتيكية، يجب ، ثانيا، أن نتجاوز مقولات ومسلمات ورغبات صادقة نتوافق عليها جميعا، مثلا الحق المشروع للمقاومة، الأمل بانتصارها، الإدانة والرفض للاحتلال (باعتباره عدواً)، ولكل ما يقوم به من ممارسات بشعة ، وما يحمله من نوايا لشطب القضية الفلسطينية والتوسع والهيمنة على المنطقة ، ثم ما فعلته 7 أكتوبر من انكسار لهيبته، وتهديد لوجوده ، يجب ، ثالثا، أن نُسقط من حساباتنا بعض الرهانات ؛ تحولات الرأي العام الدولي ، مثلا ، استعادة منظومة العدل الدولية ومؤسساتها، ثم العروض السياسية المغشوشة التي تتسابق ، الآن ولاحقا، دول جبهة الحرب لتصديرها إلينا بالتنسيق مع تل أبيب.

‏إذا توافقنا على ذلك ،ثم على أننا أمام حرب شبه عالمية ،وغير مسبوقة ، تم الإعداد والتجهيز لها منذ زمن طويل في سياق مشروع صهيوني متدرج الخطوات ، ومساندة دولية مدروسة ومفهومة، وفي ظل ظروف إقليمية مضطربة تبحث فيها كل دولة عن طوق نجاة ، وتتصارع فيها بعض القوى الإقليمية الكبرى لانتزاع حصتها من النفوذ ، مع غياب شبه تام (عجز أدق) للنظام الرسمي العربي، ثم وضعنا احتمالات وألغاز 7 أكتوبر وما انكشف حتى الآن ، وما قد ينكشف لاحقا، في ظل الاستفراد بالمقاومة وخذلانها، فإن أخشى ما أخشاه أن يكون المرشح الأول على قائمة الخاسرين، في حسابات صفقة ( صفقات ) ما بعد الحرب ، هو نحن، اقصد العرب والفلسطينيين.

‏صحيح ، المقاومة لن تموت ، فحيثما كان احتلال اخرجت الأرض مقاومة ، وحماس التي تم اضعافها ، قد تظل في المشهد أو تتعافى لاحقا ، وبناء غزة وإعمارها سيتم وأن تأخر طويلا ، وماراثون المفاوضات سينطلق كما حصل قبل 30 عاما ، لكن كل هذا لا يضعنا في قائمة الرابحين، لا عسكريا ولا سياسيا ، كما لا يضع الأطراف الأخرى: الكيان الصهيوني وحلفاءه على هذه القائمة، فمع انتهاء الحرب ستدفع الطبقة السياسية والعسكرية في الكيان المحتل الثمن ، كما دفعته إدارة بايدن ومعها الديمقراطيون ، وكذلك طهران وأذرعتها ، وغيرهم من الشركاء المخفيين.

‏قد نختلف على توزيع أسهم الخسارة ، وقد يبدو للبعض أن ثمة أرباحا هنا أو هناك، وقد يأخذنا التحليل السياسي إلى سرديات صادمة تختصر ما حدث منذ نحو 460 يوم على الحرب ، وما تركته من كوارث وجراحات وآلام ، لا يمكن وصفها ولا تعويضها، لكن لا يجوز أن نختلف على حقيقة واحدة ، وهي أن الحرب أطلقت مارد الجنون من قمقمه، وأنه سيأخذنا ، مستقبلا، إلى مزيد من الفوضى والدمار ، وبالتالي فإن استدعاء الحكمة أصبح واجبا .

يكفي ما حدث ،يكفي أهل غزة هذه المعاناة التي لا يمكن وصفها ولا يتحملها بشر ، لا بد أن تتوقف هذه الحرب بأي شكل ،وبأي ثمن، ثم ان نستدرك أثمانها السياسية القادمة التي قد تكون ابشع منها، ( كيف؟ لا ادري) لكن ، أخشى ما أخشاه أنها لن تتوقف, حتى وان تم الاتفاق على الهدنة ، لأن كل طرف فيها لا يعترف بالخسارة، أو بنصيبه منها،، وما زال يصر على الانتصار الكامل .