شريط الأخبار
الاحتلال يصعد عدوانه على غزة وغارات على مناطق بالجنوب ووسط القطاع مسؤول أميركي: الاتفاق بشأن أوكرانيا يشمل ضمانات أمنية "قوية" على غرار ما يوفره حلف الأطلسي أكسيوس: البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف إطلاق النار في غزة الأمير الحسن يترأس اجتماع مبادرة "السلام الأزرق – الشرق الأوسط" في بيروت وزير الخارجية: دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله بأي جهة أخرى الأردن وتركيا يؤكدان ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكسيوس: البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف النار في غزة الملك يعقد مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي ركزت على توسيع التعاون براك يلتقي نتنياهو وحديث عن رسالة شديدة اللهجة عاجل: شاهد البث المباشر لمواجهة النشامى والمنتخب السعودي ( بث مباشر ) ولي العهد والأمير هاشم والأمير علي يساندون النشامى في مواجهة نصف النهائي أمام السعودية إحباط مخطط إرهابي ضخم في كاليفورنيا الحكومة: اسعار النفط عالميا تنخفض "أكسيوس": البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف إطلاق النار فريق تونسي يتلقى أول خسارة بعد مسيرة 5 أعوام من الانتصارات لماذا اشترى حسين المجالي الف سهم في شركة الامل؟ تقارير عن إصابة ماتشادو في العمود الفقري أثناء هروبها من فنزويلا سلوك مشين في الطائرة.. لاعب نادي الهلال كانسيلو يعتدي على راكب الحباشنة : ينشر وثيقة تاريخية تتحدث عن الكرك و سوريا ويتساءل أين الأبناء عن دور الإباء المجيد ( وثيقة ) ولي العهد ينشر فيديو للجماهير الأردنية قبل مباراة السعودية

الرواشدة يكتب : ‏نحن و" ترامب" : مرافعات برسم النقاش

الرواشدة يكتب : ‏نحن و ترامب : مرافعات برسم النقاش
حسين الرواشدة
‏كيف نتعامل مع "دونالد ترامب"، والعكس صحيح أيضا؟ أصداء هذا السؤال تتردد في فضائنا العام ؛ ما حدث بعد 7 أكتوبر يضيف المزيد من مشروعية الطرح والقلق ، في الذاكرة ،أيضا ، تجربة تاريخية مع الرئيس المتجدد (2016 - 2020 ) انتهت إلى صفقة القرن ، تل أبيب حاضرة بقوة في المشهد ، لا يوجد بين عمان وواشنطن أي مستجد لتعكير صفو العلاقات والتحالفات ، ولا تضمر إدارة ترامب، كما نقل عن مسؤولين اردنيين ، نوايا تستهدف الأردن، نقطة الخلاف الوحيدة تتعلق بالقضية الفلسطينية وما تفكر به إسرائيل من أجل تصفيتها ، وقد يكون لنا نصيب من هذا الاستهداف، او يترتب علينا ‫‬ ثمن يُراد لنا أن ندفعه.

‏لكي تتضح الصورة أكثر ؛ مصدر القلق الأردني اتجاه المرحلة" الترامبية" يتعلق بموقف إسرائيل من الضفة الغربية ، الأردن يرفض التوطين والتهجير والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية ، يرفض الكونفيدرالية والخيار الأردني وأن نذهب إلى الضفة الفلسطينية تحت أي مسمى ، لا مصلحة للأردن بصدام مع أي طرف ، ولا بتقويض تحالفاته ، ولا بالتنصل من معاهد السلام في هذه المرحلة ، لا يستطيع الأردن أن يتحمل وحده مسؤولية القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يتحرك بمعزل عن عمقه العربي والإسلامي ، وقبل ذلك عن الفلسطينيين الذين هم أصحاب القضية ، ترسيم الحدود بين مسار علاقة الأردن بأمريكا ومسار علاقة الأردن بفلسطين يحتاج إلى مقاربة سياسية ذكية، تراعي الحفاظ على المصالح الأردنية العليا ، وتقليل ما أمكن من خسارات ، في موازاة مساندة الفلسطينيين ، وتقديم ما يلزم من دعم سياسي وإنساني لتمكينهم من الصمود على أرضهم ، ومواجهة الاحتلال.

‏في إطار المرافعات السياسية والدبلوماسية، لدى الأردن مواقف تشكل مشتركات مع إدارة " ترامب" يمكن الإستناد إليها، خذ مثلا ملف رفض الهجرة والتهجير، ملف مكافحة الإرهاب ، ملف النفود الصيني ، ملف التهديد الإيراني، ملف الاعتدال والاستقرار في المنطقة ، هنالك ،أيضا ، مصالح أمريكية متعلقة بالدور الأردني في المنطقة ، امنيا وسياسيا، بموازاة ذلك يمكن لهذه المرافعات أن تتمدد وتتعمق على شكل توافقات عربية ، خذ مثلا ، لدى المملكة العربية السعودية صفقة مع واشنطن محملة في أحد بنودها بحل الدولتين، لدى الخليج العربي ، أيضا، خطة لإعادة إعمار غزة ، الأردن سيكون حاضرا في هذه التوافقات ، وربما تشكل عامل ضغط في إطار مقايضة الصفقات مع إدارة ترامب .

‏لكن ، ماذا لو كان المشروع الأمريكي الإسرائيلي أكبر من كل هذه المرافعات والتوافقات ، وماذا لو كان مطلوبا من الأردن تقديم تنازلات (ما ) في إطار ما يجري الحديث حوله من إعادة رسم خرائط المنطقة والشرق الأوسط الجديد ؟ أكيد ، نحن جزء من هذه الجغرافيا ، ولا يمكن أن نكون بمعزل عما يحدث فيها من زلازل وارتدادات، لكن ثمة مساران متلازمان لابد من التفكير بهما ، أردنياً، كخطة عمل، الأول : الصمود والتكيف الإيجابي من خلال شراء الوقت والمناورة ورفض التنازل عن المواقف ، والعزم على مواجهة التهديدات ، ثم العمل تحت إطار تقليل الخسائر ، الثاني : استباق ما قد يطرح من صفقات أو مقررات بمبادرات وحلول ومقترحات، أقصد إدامة الإشتباك السياسي مع كافة الأطراف ، الدولية والإقليميه والعربية ، لتقديم أفكار استراتيجية وعملية ، بحيث نتحول من مستقبلين إلى مرسلين ، ومن منتظرين إلى مبادرين ، ومن متفرجين إلى لاعبين أساسيين.

‏في المرحلة القادمة، تتحرك الدبلوماسية الأردنية باتجاه واشنطن لاختراق مراكز النفود في الادارة الأمريكية ، وهي تحتاج إلى أدوات سياسية جديدة، وإلى مساند تنعش الدور الأردني ، وتدفع اي محاولة لتحجيمه ؛ هذه المساند يجب ان تتوزع على تمكين جبهة داخلية قوية ، وظهير عربي موثوق به ، ومواقف فلسطينية موحدة، كما تحتاج إلى مقاربات أردنية مدروسة بعقلانيه وهدوء ، منطلقها الأساسي حماية الأردن والحفاظ على منعته واستقراره، وعدم المغامرة بمصالحه العليا تحت أي ضغوط ، داخلية أو خارجية.