![بني عطا يكتب : هموم عراقية تنظيم داعش](/assets/2025-02-10/images/393673_1_1739185807.jpg)
اسعد بني عطا
على ضوء سقوط النظام السوري تصاعدت مخاوف الحكومة العراقية من تنامي نشاط تنظيم داعش الذي يتراوح عدد أعضائه ما بين ( ٨-١٦ ) الف مقاتل يتخذون من المناطق النائية والمعقّدة جغرافيا على امتداد محافظة ديالى إلى الحدود السورية ملاذات آمنة ، وقواعد لإعادة بناء صفوف التنظيم ، واستخدامها منطلقا لعمليات تهدد الاستقرار عن طريق خلايا نائمة تعتمد أساليب حرب العصابات بتنفيذ هجمات خاطفة والانسحاب لاستنزاف القوات الأمنية والبيشمركة ، مستغلة العوامل التالية :
. سقوط النظام السوري ، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة التي تركها الجيش في مستودعات الأسلحة .
. ضعف سيطرة الدولة على الحدود العراقية - السورية وسهولة تسلل العناصر بين البلدين .
. الفراغ الأمني في المناطق الفاصلة بين الجيش العراقي والبيشمركة في محافظات :ديالى ، كركوك ، صلاح الدين ونينوى ، وتشكل تحديا أمنيا لأنها تقع في بؤرة خلافات سياسية دستورية على أحقية إدارة هذه المناطق بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان .
. تعدد مرجعيات القرار الأمني والعسكري العراقي ، وغياب التنسيق المشترك ما عزز قوة التنظيم ، وسهّل مهمة تنفيذ عمليات ضد القوات الأمنية .
-لمواجهة تهديدات التنظيم المتصاعدة قامت الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات داخلية وخارجية تضمنت :
* استراتيجية جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة ، وتنفيذ ضربات امنية استباقية لإحباط مخططات التنظيم .
* محاولة ضبط الحدود مع سوريا من خلال بناء ( ٤٠٠ ) كم من الجدار الحدودي الخراساني العازل من أصل (٦٥٠) كم ، وتعزيز إجراءات ضبط الحدود بزرع كاميرات حرارية وأسلاك شائكة .
* استئناف العلاقات الديبلوماسية مع دمشق ، وايفاد ( رئيس جهاز المخابرات العراقي / حميد الشطري ) إلى سوريا ، حيث ناقش مع الإدارة السورية :
. حماية الحدود .
. التعاون بمنع عودة نشاط تنظيم داعش .
. احترام الأقليات والمراقد المقدسة .
. التطورات على الساحة السورية .
. عدم السماح بدخول السلاح والجماعات المسلحة من العراق لسوريا .
. الاتفاق على أن الصراع بين قسد وتركيا يشكل خطرا حقيقيا ، وأن أي خلل في سجون سوريا سيؤدي لموجة جديدة من الإرهاب ، وسط شكوك برغبة قسد تسليم ( ٢٥٠٠ ) عراقي من معتقلي التنظيم في سجن الحسكة للحكومة العراقية رغم خطورتهم ، حيث تستخدمهم ورقة للضغط على بغداد وتركيا والإدارة السورية الجديدة .
. استئناف تصدير النفط الخام إلى سوريا وفق آلية أكثر تنظيماً ودقة بطلب من واشنطن وأنقرة ، وتنظيم ملف تصدير النفط إلى سوريا باعتباره جزءاً من دعم الإدارة السورية الجديدة في تسيير شؤونها .
. تسليم الداخلية العراقية أكثر من الفي جندي وموظف سوري فروا إلى العراق عشية سقوط النظام .
من جهة أخرى أكدت مصادر نيابية عراقية أن (١٠) عواصم عالمية أعطت الضوء الأخضر لتفكيك مخيم الهول الذي يمثل قنبلة بشرية موقوتة بسبب : وجود ما يزيد على ( ٥٠ ) الف شخص من ( ٦٠ ) جنسية من المتطرفين في بيئة حاضنة للفكر المتطرف ويمكن لها إعادة خلق جيل جديد من المتطرفين ، ارتفاع معدل الجريمة بسبب صراعات بين خلايا داعش ، حيث تحاول كل مجموعة فرض سيطرتها على المجموعات الأخرى وفرار عشرات المحتجزين من المخيم بعد سقوط نظام الأسد في ظل انشغال ( قسد ) بمعارك مع الأتراك والفصائل التابعة لهم ، والمواجهات مع عناصر داعش ، ورغم اجتماع ( قائد قسد / مظلوم عبدي ) مع ( قائد القيادة المركزية الأميركية سنتكوم / مايكل كوريلا ) والتأكيد على أهمية الجهود الدولية لإعادة تأهيل الأُسر في مخيم الهول وضبط السجون ، وتعزيز الشراكة مع القوات الأميركية لوقف إطلاق نار دائم في شمال شرق سوريا ، فإن الحديث عن قرار ( الرئيس ترامب ) سحب قواته من سوريا يلقي بظلاله على الاستقرار في المنطقة ، ومصير ( قسد ) التي لعبت دورا مهما التصدي لتنظيم داعش لسنوات .
ربما يعول العراق على تأكيد تركيا للإدارة السورية الجديدة والدول المجاورة استعداد أنقرة تقديم الدعم العملياتي بالحرب على داعش ، وتقديم المساعدة بإدارة مخيمات وسجون التنظيم في سوريا وتبادل المعلومات الاستخبارية وصولاً إلى تطوير القدرات العسكرية ، ما قد يجعل تركيا بديلا مهما للقوات الأمريكية .
الحديث عن رغبة ( ترامب ) سحب القوات الأمريكية من سوريا رغم انه قد يضعف الحرب على الإرهاب ، لكنه يفضي بالضرورة لتعزيز التنسيق الأمني ، وبناء جسور الثقة بين دول المنطقة : ( تركيا ، العراق ، سوريا والاردن ) لمواجهة التطرف وتوسيع التعاون والتكامل لافاق أرحب واشمل مستقبلا .