
*يوم العمل: تقدير مستحق أم ترف في ظل الظروف الاقتصادية؟*
القلعة نيوز:
دولة رئيس الوزراء والحكومة كل الشكر والتقدير على تخصيص يوم للاحتفال بيوم العمل، وهو لفتة كريمة تثمن جهود العاملين. لكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الكثير من العمال والمتقاعدين في الأردن، يبقى السؤال: هل نحن بحاجة فعلًا إلى عطلة إضافية، أم أن الأولوية تكمن في تحسين الأوضاع المعيشية؟
إن الاحتفال بالعمال وتقدير جهودهم أمر ضروري، ولكن التقدير الحقيقي يتجسد في تأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم. فبدلًا من يوم عطلة قد لا يستفيد منه البعض بسبب ضغوط العمل أو الحاجة إلى تعويض الدخل، يتطلع العمال والمتقاعدون إلى مبادرات عملية تخفف عنهم الأعباء الاقتصادية المتزايدة.
إن "تفريح الجيوب" كما يقال، هو ما يلامس احتياجات هذه الفئة بشكل مباشر. فهم بأمس الحاجة إلى زيادة في الرواتب والمعاشات التقاعدية تتناسب مع غلاء المعيشة، وإلى توفير فرص عمل مستدامة للشباب، وإلى ضمان حقوقهم وكرامتهم في بيئة العمل.
إن تخصيص يوم للاحتفال هو أمر رمزي، لكن الأثر الحقيقي يكمن في السياسات والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتحسين مستوى معيشة المواطنين. ففي ظل "طفرة صعبة" كما وصفها البعض، يصبح التركيز على تخفيف الأعباء الاقتصادية أكثر إلحاحًا من مجرد منح يوم عطلة.
إن تقدير العاملين والمتقاعدين لا يكون فقط بالتغني بإنجازاتهم أو منحهم يوم راحة، بل بتمكينهم اقتصاديًا وتوفير سبل العيش الكريم لهم. إنهم بحاجة إلى شعور حقيقي بأن جهودهم موضع تقدير من خلال تحسين ظروفهم المعيشية وتأمين مستقبل أفضل لهم ولأسرهم.
نتمنى أن تتجه الجهود الحكومية بشكل أكبر نحو إيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية التي تواجه العمال والمتقاعدين، وأن يكون الاحتفال بيوم العمل دافعًا حقيقيًا نحو تحقيق هذا الهدف.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي