شريط الأخبار
الرؤية الهاشمية في دعم المعلم وإنشاء أندية المعلمين ناجح المصبحيين والد الشاب المفقود المصبحيين يناشد عبر القلعة نيوز بتكثيف البحث عن ابنه ومشاركة الجهات والشركات التي تمتلك إمكانيات كبيرة الوحدات بطلا لكأس الاردن السعودية تبدأ فرض غرامات وترحيل مخالفي الحج دون تصريح الملك وولي العهد يحضران عقد قران الأميرة عائشة بنت فيصل الرئاسة السورية تحسم الجدل ... الشرع لن يشارك في أعمال القمة العربية المزمع عقدها في بغداد الأردن يدين بأشد العبارات اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى رئيس هيئة الأركان المشتركة يلتقي نظيره السعودي بالرياض ابنة شاعر الأردن وصفية مصطفى وهبي التل تبرق برسالة شكر لوزير الثقافة مصطفى الرواشدة ولي العهد السعودي يكرم فريق أهلي جدة بعد تتويجه التاريخي بدوري أبطال آسيا روسيا ترحب بالاتفاق الصيني الأمريكي لخفض الرسوم.. دفعة للاقتصاد العالمي ترامب: نأمل في إطلاق سراح مزيد من الرهائن في غزة والعائلات تريد استعادة رفات القتلى كأنهم أحياء كم نقطة يحتاجها برشلونة لتتويجه رسميا في الدوري الإسباني؟ منتدى "روسيا - العالم الإسلامي" يشهد مشاركة قياسية من 103 دول هيئة البث الإسرائيلية تؤكد تسليم الأسير عيدان ألكسندر للصليب الأحمر "اليويفا" يعلن عن حَكم نهائي دوري أبطال أوروبا الاخبار السيئة.... السياسة الاردنيه والمشهد الإعلامي دروس التاريخ الدموية... الشيباني: اتفاق على عقد قمة حكومية أردنية سورية في دمشق

دروس التاريخ الدموية...

دروس التاريخ الدموية...
دروس التاريخ الدموية...
القلعة نيوز -
من منّا لا يزعجه الوضع في غزة، ولا يشعر بحجم المعاناة التي يعيشونها هناك، وتنغص عليه يومه وحياته، ولا تكاد تمر لحظة إلا ويشعر بطفل جائع، او ام ضاقت بها السبل في سبيل اطعام اطفالها، واب هناك يعاني العجز والحسرة ويشعر بكآبة الدنيا تطبق على أنفاسه، عندما يبكي الرجال والنساء والاطفال من القهر والظلم، عندما يقف الأخ والصديق عاجزا عن الفعل، ومن منّا يملك ان يحل هذه المعضلة.

عندما يكبر الأمر عن قدرة الإنسان الفرد، وعندما يعلو الصوت بما يتجاوز قدرة دول على القيام به، هل يذهب هذا الصوت هباء، اعجب من نفسي احيانا عندما تتنازعني مجموعة كثيرة من الاوامر مرة واحدة، فأقف بلا حراك، ولكن عندما تكون هناك مهمة واضحة اجدني اتحرك بنشاط، وعندما تتجاوز التوقعات النزعة الإنسانية او القدرة الإنسانية في تلك الأمور الكبيرة، لا تحصل على شيء في العادة وربما تحصل على انسان محبط.

ويبدو هذا هو حال الأمة اليوم، عالقة في الفراغ، ولكن مهلا فأنا دائما عندما يصدمني امر ما ولا استطيع التصرف أعود إلى التاريخ.

يذكر الباحث وضاح خنفر بأنه في تلك اللحظة التي كان فيها كريستوفر كولومبس يسعى لنيل الموافقة الملكية والتمويل لحملته، لأكتشاف طريق بديل إلى الهند، كان السبب بأن السلطنة العثمانية تسيطر على الممرات البحرية، وتقيد حركة التجارة العالمية بما يحقق مصالحها، حيث كانت هذه السيطرة ممتدة إلى قرون سابقة، ولذلك لا تستغرب الحملات التي قامت بها اوروبا وغيرها في وقتها لزعزعة هذه السيطرة، ومحاولة الإلتفاف عليها.

طرق التجارة التي تسيطر عليها يتحكم بالمصادر والاسواق، ومن هنا كان ثراء السلطنة، وكان للفضة دور اساسي هنا، ذبل بعد تلك الاكتشافات في امريكا، في المقابل كانت الدول الأوروبية تسعى لنيل حصة من هذه الكعكة العالمية، ومن هنا كان السعي وراء السكر الذي خلق مشكلة العبيد، ونتج بعده السعي وراء القطن فقد صُنعت ألة النسيج.

وهذا الوحش الآلي الذي يديره وحش بشري، يحتاج الى من يزوده بالمواد والموارد حتى لو على حساب دماء وحياة الأبرياء، ونقلهم من بلدانهم واستعبادهم في المحرقة الإستعمارية للبشرية، في سبيل اطعام الوحش الأوروبي، واذا كنت تظن اني أبالغ فقط لما فعله ملك بلجيكا في الكونغو، من منتصف القرن الثامن عشر إلى بداية القرن التاسع عشر، التقديرات الاوروبية وهنا هي تختزل الحقيقة إلى اقل قدر فتقول أن حوالي عشرة ملايين قتلوا، غير التعذيب وقطع الايدي لمن لم يحقق النسبة اليومية من المطاط لهذا الوحش البشري ليوبولد الثاني.

وما قامت به المانيا في نامبيا وتنزانيا، والباقي من هذه الدول المتوحشة واخرها هذا الكيان متداول، وما قامت به ومعروف.

هل هو ديالكتيك مادي كما يقولون، بأن التغيرات الإجتماعية تحدث نتيجة للصراع بين القوى الإقتصادية المختلفة وليس بسبب الأفكار المجردة، نظرة مجردة إلى ما قامت به الدول الأوروبية وبعدها امريكا، تدرك تماما لماذا ذهب ماركس هذا المذهب، ولماذا سعت اسبانيا والبرتغال وهولندا وتبعتها الدول الأوروبية وراء المادة بشكلها المجرد.

حتى وصلت إلى مرحلة تسليع الإنسان كما يقول المسيري، او تحويل كل ما هو في محيطها حتى الإنسان إلى شيء وسلعة قابل للتفاوض والبيع والشراء، هل ترى فكر ترامب غريبا هنا، ام هو يتسق مع ما قام به كولومبس وما قام به ليوبولد وما قام ويقوم به الغرب اليوم.

ولكن مهلا هل للحضارة الإسلامية وخصوصا السلطنة العثمانية دور في هذه النتيجة، وهل السيطرة على طرق التجارة وفرض الرسوم والضرائب، دفع الاوروبين للبحث عن طرق بديلة لا تقع تحت سيطرة العثمانيين، وهنا تحضرني العديد من القصص كيف كان التجاوز والظلم، وعدم احقاق الحق والعدل الذي يطالب به الله في كتابه، وسعى لجعله منهجا انسانيا دور هنا، وهل القوة التي يملكها طرف سبب في زوال هذا الطرف، وليس فقط في زوال الحالة الظرفية التي تؤدي إلى الظلم، وهنا فعليا بدأ حكم العثمانين بالتضعضع والإنهيار، وكان من الأسباب إضافة إلى ايجاد طرق بديلة، الفساد والحروب وسوء ادارة الموارد، والإفراط في النفقات والبذخ والترف، بما لا يعود على الأمة بمردود حقيقي.

إلى أين يؤدي كل ذلك؟ إلى نفس النقطة التي يقوم بها ترامب اليوم، بالأمس عندما كانت امريكا رائدة الصناعة، وكانت تنادي بسوق حرة، وحرية التجارة والتبادل والتنافس الحر، وكيف تنافس شركة في افريقيا شركة في امريكا، او كيف تنافس اوروبا كلها أيلون ماسك وحده، في مجال الإتصالات الفضائية مثلا، وكيف انه اخضع اوكرانيا بسبب الإتصالات، التي اصبح شريان الحياة الأساسي هناك، وتتحكم بكل شيء من الجيش والحرب إلى التجارة والسلام.

هل تدرك ترابطا هنا؟ لقد بدأ العالم وخاصة الصين وروسيا، وبدرجة اقل الباقي بالبحث عن بدائل وطرق اخرى، للتعامل مع امريكا وقادتها المزاجيون، وهنا لا نضع العثمانيين والغرب في ميزان واحد، بكل ما لهذا وكل ما لهذا، ولكن نحاول فهم الرابط هنا، وإلى أين يمكن أن يؤدي هذا الترابط في الظروف والواقع، مع تلك القصص التي نستحضرها من التاريخ، وهذا الواقع الذي يفرضه علينا الكيان ومن خلفه اليوم.

من هنا تفرض اللحظة التاريخية الحضارية على الأمة أن تفكر بطريقة مختلفة، لا نريد ان نستحضر ماو تسي تونغ ولا إبراهام لنكولن هنا، وما اعنيه انهما قاما بفرض الوحدة بالقوة الدموية على بلديهما، هل كانا يدركان ان الوحدة هي السبيل لقيام وتطور هذه البلدان، هل هذا يعني بصورة ما ان الضريبة التي دفعتها هذه البلاد، وهي تصل إلى حوالي المليون في امريكا، وعشرات الملايين في الصين مبررة، حقيقة لا اجدها مبررة لا هنا ولا هنا، وتستطيع أن تعود إلى مقال سابق كيف قام الرسول صل الله عليه وسلم من الغار ليصل إلى القمة، ولكن ما ادركه تماما ان الأمم المتفرقة هي لقمة سائغة، بلحمها ودمها ودم اطفالها ومواردها للدول القوية الغنية.

درس بالغ من التاريخ، ولهذا اهتم بالتاريخ...

ابراهيم ابو حويله