
أبلغت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين موافقتها على مقترح جديد سلّموها إياه في القاهرة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لـ 60 يوما وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعتين، وهو ما أكده القيادي فيها الدكتور باسم نعيم في منشور على حسابه على «فيسبوك». قبل أن يصدر بيان زسمي باسمها وباسم الفصائل الفلسطينية.
وقال مصدر مطلع في الحركة لوكالة فرانس برس، اشترط عدم الكشف عن هويته: «حماس سلمت ردها للوسطاء بموافقتها والفصائل (الفلسطينية) على المقترح الجديد بشأن وقف إطلاق النار ودون طلب أي تعديلات».
وأشار مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس على المفاوضات الى أن الوسطاء قدّموا لـ»حماس» والفصائل الفلسطينية «ضمانات… بتنفيذ الاتفاق، مع التعهد باستئناف المفاوضات لبحث حل دائم».
وكان مصدر موثوق أكد في وقت سابق، أن حركة «حماس» تسلمت الاثنين، مقترحا جديدا يهدف إلى التوصل إلى تهدئة تدوم لشهرين في قطاع غزة، وذلك بعد سلسلة لقاءات عقدتها مع الوسيط المصري على مدار خمسة أيام، تخللتها اجتماعات مشتركة مع عدد من الفصائل الفلسطينية. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الوسطاء المصريين والقطريين، سلموا وفد حركة «حماس» في القاهرة المقترح الجديد، الذي يهدف إلى اتفاق بوقف إطلاق النار، وذلك مع تسارع التدخلات التي يقوم بها الوسطاء في هذا الوقت، من أجل تجنيب قطاع غزة هجوما بريا إسرائيليا كبيرا يجري التحضير له، بناء على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، والخطة التي اعتمدها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. ويتكون المقترح من عدة مراحل، حيث تبدأ مرحلته الأولى بهدنة لمدة ستين يوما، يتم التفاوض خلالها على المرحلة النهائية من الحرب.
وتشير مصادر أن المقترح الجديد، يقوم بالأساس على المقترح السابق الأساسي الذي قدمه المبعوث الأمريكي للمنطقة ستيف ويتكوف، والقاضي بعقد صفقة تدوم لـ 60 يوما، يتخللها إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، وعدد آخر من الأسرى الأموات، مقابل إطلاق سراح حوالي 1200 أسير فلسطيني، بينهم أسرى من ذوي الأحكام العالية، على أن تشمل هذه الفترة تدفقا كبيرا للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وأن تكون مدة التهدئة، بداية لاتفاق شامل ينهي الحرب كليا على قطاع غزة.
ويعالج المقترح الجديد بأفكار جديدة، أحد أبرز الخلافات التي فجرت المفاوضات «غبر المباشرة» السابقة بين حماس وإسرائيل برعاية الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين في الدوحة، وهي «خريطة الانسحاب» الإسرائيلي من قطاع غزة. ويشمل المقترح «انسحابا تدريجيا» للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، على أن يكتمل الأمر وفقا لجدول زمني يراقبه الوسطاء.
كما تعالج الورقة الخلاف حول مقترح الحكم في قطاع غزة، ويشمل تشكيل «لجنة الإسناد» من كفاءات مستقلة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، تستمر في العمل لمدة ستة أشهر، بدعم ورعاية مصرية وعربية تمهيد لبسط السلطة سيطرتها على قطاع غزة بعد ذلك.
وعقب تسليم «حماس» المقترح الجديد، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن وفوداً فلسطينية وقطرية، توجد حالياً في القاهرة، مؤكداً أن مصر والوسطاء يجرون اتصالات مكثفة لدفع جهود التهدئة في القطاع، في سياق مقترح ويتكوف.
وفي هذا الوقت تجرى أيضا اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، الذي أرسل إليه نص المقترح الجديد، حيث يعمل الوسطاء على إنجاح هذا المقترح.
وفي حال جرى موافقة الطرفين على المقترح، وسارت الأمور بالشكل المطلوب، سيصار على الفور إلى عقد جولة مفاوضات جديدة «غير مباشرة»، في أقرب وقت.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق أنه لم يقبل بـ «صفقة جزئية» في غزة، ويريد إطلاق سراح جمع الأسرى الإسرائيليين، قبل أن تكشف تقارير عبرية عن تعديل في الموقف، بالقبول بصفقة جزئية، وفقًا لشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وهي نزع سلاح حماس وإقامة سلطة دون حماس أو السلطة الفلسطينية.