
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية لوكالة فرانس برس إنّ الوزير يسرائيل كاتس "أقرّ خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة"، ووافق "على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة"، ويقدّر عددهم بنحو 60 ألف جندي.
كما وافق وزير الدفاع الإسرائيلي على "التحضيرات الإنسانية لإجلاء" السكان من مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة صحافية الأربعاء "سوف ننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حاليا المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس".
ومنذ أكثر من أسبوع، تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في أحياء في مدينة غزة، لا سيما حي الزيتون ومنطقتي الصبرة وتل الهوى.
ويتحدّث سكان عن قصف عنيف لا يتوقّف.
* نزوح بلا وُجهة -
ونزح آلاف الفلسطينيين من سكان المناطق الشرقية في مدينة غزة تحسبا لهجوم إسرائيلي قد يكون وشيكا.
وذكر رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة مصطفى قزعاط لفرانس برس أن "أعدادا كبيرة" من إلى المناطق الغربية وإلى مدن ومخيمات وسط القطاع.
ووصف قزعاط الوضع في مدينة غزة ب"الكارثي جدا"، مشيرا إلى أن غالبية الذين نزحوا "يتواجدون في الطرق والشوارع بلا مأوى".
وقالت عايدة أبو ماضي (48 عاما) وهي من سكان حي الزيتون إنها نزحت اليوم مع زوجها وأولادها وأحفادها الثلاثة الى منزل أقارب في مخيم الشاطئ الى الغرب من مدينة غزة.
وأضافت لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "لم أسمع بقرار اسرائيل، لكن رأيت جيراني نزحوا فنزحت".
وقال أنيس دلول (64 عاما)، وهو من سكان حي الزيتون، لفرانس برس عبر الهاتف، إن الجيش "دمّر معظم مباني حي الزيتون، وهجّر آلاف الناس"، مشيرا أنه نزح مع عائلته الأحد الماضي الى حي النصر في شمال غرب المدينة. وأضاف "نحن خائفون من احتلال مدينة غزة وتهجيرنا".
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 25 شخصا الأربعاء في مناطق مختلفة من قطاع غزة بنيران إسرائيلية وفي غارات جوية.
* مقترح الهدنة -
ويأتي قرار وزير الدفاع بعد يومين من إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح جديد للهدنة في قطاع غزة. ويترقّب الوسطاء الردّ الإسرائيلي عليه.
وتقول مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي أن المقترح ينص على هدنة من ستين يوما تترافق مع تبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين على دفعتين، على أن يتم الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين و18 جثة في الدفعة الأولى، والباقي في الدفعة التالية. كما ينص على بدء مفاوضات فورية بعد بدء وقف إطلاق النار من أجل اتفاق يمهّد لوقف الحرب.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية تريد إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في أي اتفاق مقبل.
ومن أصل 251 شخصا اقتيدوا الى قطاع غزة خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.
وتسبب الهجوم باندلاع الحرب المتواصلة منذ أكثر من 22 شهرا والتي تخللتها هدنتان تم خلالهما إطلاق عدد من الرهائن مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وجرت خلال الأشهر الماضية جولات تفاوضية عدة بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس لم تفضِ إلى نتيجة.
* "الذهب الأبيض" -
وتتعرّض إسرائيل لضغوط كبيرة في الداخل والخارج لوقف الحرب.
وأكدت الحكومة الألمانية الأربعاء "رفضها تصعيد" الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، مشيرة الى أنها تجد "صعوبة متزايدة في فهم كيف ستؤدي هذه الإجراءات إلى إطلاق سراح جميع الرهائن أو إلى وقف إطلاق النار".
وانتقد الرئيس الفرنسي مجددا الأربعاء خطة السيطرة على مدينة غزة قائلا إن الهجوم العسكري الذي تعده إسرائيل "لن يؤدي سوى الى كارثة فعلية للشعبين" الفلسطيني والإسرائيلي.
وتطالب شريحة واسعة من الإسرائيليين بالموافقة على وقف لإطلاق النار لعدم تعريض الرهائن المتبقين للخطر. وتضغط دول والأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة المهدّد بالمجاعة، وفق المنظمة الدولية.
والتقط مصور متعاون مع وكالة فرانس برس الثلاثاء مشاهد لفلسطينيين يهرعون للحصول على أكياس طحين كانت توزّع في بيت لاهيا في شمال القطاع.
وقالت شوق البدري مبتسمة وهي تحمل كيس طحين على كتفها يتناثر رذاذه على وجهها، "هذا اسمه الذهب الأبيض. إنه سيسدّ رمق جوع أولادي".
وأسفر هجوم حماس على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 62122 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.