
النائب السابق العميد الركن المتقاعد ذياب المساعيد
عقد عكاظ الأمم وانفض الاجتماع، وعاد العرب بخيباتهم وذلهم وانكسارهم بعد ان كانوا يأملون ببيان وإدانة، وفازت إسرائيل بمؤتمر صحفي أدان الضربة دون إن يُشار لاسمها علانية، وذلك بضغط من صديقة العرب الكبرى أمريكا.
يقول ميخائيل نعيمه " كل ثورة فورة وتخمد النار" وإسرائيل تعرف ذلك فينا جيدًا، وتعلم أن ثورة الغضب العربي يومين ثم تعود لرتمها الميت الذي لا يحرك ساكنًا، بل يستقبل المزيد والمزيد والمزيد.
أدانات وشجب واستنكار، واستخدام كل أدوات الغضب اللغوي من العدوان السافر إلى الهجوم الغادر وانتهاك السيادة، وضبط النهاية يحتفظ بحق الرد وتذكير بالقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، ثم الذهاب لمجلس الأمن حيلة من لا حيلة له، وضابط الإيقاع وفق مصالح الخمس الكبار ومن يريدون وقد أرادوا لإسرائيل السلامة من كل شر .
لا يحفظ الوجود والهيبة والمقومات والسيادة و دولة وامة وحضارة في هذا العالم خاصة بعد أن تسيده ترامب ونتنياهو إلا القوة ولا شيء غير القوة، ولمن يشكك فقوله تعالى واضح لا يحتمل التأويل "(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمون) وذلك توجيه الله وتلك حقيقة التاريخ والواقع .
قبل يومين اخترقت مسيرات روسية أجواء بولندا، فهب حلف شمال الأطلسي وخاصة "بريطانيا فرنسا المانيا "وارسلت قوات لحماية تلك الدولة كونها فقط عضو حليف، وليست جزء من أمة ووحدة عرق وثقافه ودين وحضارة " مقارنة مؤلمة بين حلف وأمة.
أما آن للامة أن تعلم أن مقتلها الأول قطريتها وتفرق كلماتها، وتناحرها البيني، وأنه لابد من قوة عربية تقوم الأن بأسباب ( الضرورة والوجود ) وليس بعد الوجود الا الفناء، وما زال الامر بالمستطاع ان صدقت النوايا.
أما آن للعرب أن يعيد النظر فقط إعادة النظر) بعلاقاتهم مع أمريكا، والتي فازت قبل اشهر بأربعة تريليونات دولار استثمارات عربية فيها، ولكنها في الوقت ذاته غطاء إسرائيل، ومنبع قوتها، بل وشريك فاعل في حروب الإبادة والتهجير، وتسعى معها لترتيب المنطقة العربية بما يخدم مصالح اليهود وخرافات التوراة، لتضمن وجود ( دولة إسرائيل) في منطقة ما قبلتها يوما ولن تقبلها البتة.
قطر وحدها لن تستطيع الرد، وهذا مسلم مفرغ منه، ولكن بعد يومين ستكون هناك في الدوحة قمة عربية إسلامية، فهل سترتقي المخرجات لمستوى العدوان والاهانة، أرى أن الصبر العربي ما عاد فيه متسع، وأنه سيكون هنالك قرارات حاسمة، أما تعيد للأمة نبض الحياة، أو تؤجله إلى حين بعيد.