
عمرو أبو عنقور
في مؤسسات الدولة تمر أسماء كثيرة وتتناوب مناصب ومسؤوليات لكن قلة من الأشخاص يتركون بصمة حقيقية ويشكّلون فرقًا لا يُقاس بالسنوات أو الإنجازات فقط بل بالروح التي يزرعونها في كل من حولهم.
سناء أبو عباس مديرة مديرية الاتصال الشبابي في وزارة الشباب واحدة من هذه القلائل سيدة بمواصفات استثنائية تمتلك من الحكمة ما يجعلها قادرة على قيادة أصعب المواقف ومن الإنسانية ما يجعلها الأقرب إلى قلوب الشباب ومن الحزم والرؤية ما يجعلها عنوانًا للثقة والتقدير في كل مجلس يُعقد باسم الشباب أو من أجلهم.
ليست مديرة... بل حاضنة أفكار الشباب
سناء لا تعمل بعقل المدير التقليدي الذي يكتفي بإصدار التوجيهات خلف المكاتب، بل تُدير بعقل الميدان بقلب الأم، وبفكر الريادي هي أول من يصل وآخر من يغادر تحرص أن تُتابع كل التفاصيل مهما كانت صغيرة لأنها تؤمن أن التغيير يبدأ من التفاصيل وأن احترام الشباب يبدأ من احترام عقولهم وأوقاتهم وأحلامهم.
لا تُحب الواجهة، بل تُحب أن يكون الشباب هم الواجهة. تدفعهم للأمام، وتُصغي جيدًا لما يقولون وتُجيد فن "الاحتواء" لا "الإنكار" ولهذا السبب حين يحتدّ النقاش تكون هي الصدر الواسع الذي يمتص الغضب ويحوّله إلى طاقة بناء.
مديرة تُشبه الجيل الجديد
في حضورها لا تشعر بأنك أمام مسؤولة بقدر ما تشعر أنك أمام أخت كبرى أو صديقة حكيمة تتحدث بوضوح وتستمع بإنصات وتُشعرك دائمًا أن صوتك مسموع وأنك شريك لا مُتلقٍ.
وهذا ليس مجاملة بل حقيقة يشهد بها كل شاب وشابة تعاملوا معها يعرفون جيدًا أنها "منهم وفيهم" تعرف مفرداتهم، همومهم طموحاتهم وتُجيد تحويل الأفكار إلى واقع، والاقتراحات إلى برامج، والحماس إلى مشاريع وطنية.
صانعة الاتصال الحقيقي
بقيادتها لمديرية الاتصال الشبابي، استطاعت أن تُحوّل مفهوم "الاتصال" من مجرد نشرات وتقارير، إلى تواصل حيّ، وتفاعل مباشر، وتخطيط استراتيجي يضع الشباب في قلب القرار لا على هامشه هي تؤمن أن الشباب ليسوا جمهورًا مستهدَفًا، بل شركاء فعليون في صياغة الرؤية الوطنية ولهذا، فتحت الأبواب، وكسرت الحواجز، وأطلقت العنان لمبادرات ومشاريع صنعت الفارق على الأرض ورسّخت جسور الثقة بين وزارة الشباب وشباب الأردن.
في كل معسكر مهرجان أو لقاء شبابي... ستجدها
بابتسامتها الحاضرة دائمًا، بملامحها التي تنضح دفئًا وثقة، بحضورها الذي يشي بأن القيادة ليست سلطة بل مسؤولية ورسالة هي لا تتعامل مع الفعاليات وكأنها "مهام وظيفية"، بل كمساحات حياة وفرص نمو تُشرف تُتابع تُحفّز، وتُلهم تُدير فريقها بأسلوب يُعزز الانتماء ويُربّي على الانضباط ويخلق بيئة عمل يشعر فيها الجميع أنهم يؤدون رسالة وطنية سامية، لا وظيفة روتينية.
أقرب ما تكون إلى رؤية جلالة الملك وولي العهد
في كل خطوة تخطوها سناء، نجد روح الرؤية الملكية واضحة. تلك الرؤية التي تُؤمن بالشباب كقوة تغيير لا كعبء، وكأمل المستقبل لا كمجرد مرحلة عابرة
هي تجسّد فعليًا ما يدعو له جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني من تمكين حقيقي للشباب، ومنحهم المساحة الكاملة للتعبير، والتأثير، والإبداع، والمشاركة.
لأنها تُؤمن أن التغيير يبدأ من الإنسان
في عالم مليء بالضجيج، والقرارات السريعة، والتغيرات المتلاحقة، تأتي شخصيات مثل سناء لتذكّرنا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الإنسان، من روحه، من صدقه، من قدرته على أن يكون أداة بناء لا هدم، جسرًا لا حاجزًا، قدوة لا مجرد متحدث.
هي تمثل الجيل الجديد من القيادات الإدارية التي تجمع بين الرؤية الاستراتيجية والبُعد الإنساني، بين الإدارة الصارمة والتواصل الدافئ، بين الواقعية والطموح.
كلمة أخيرة إن أردنا أن نرسم صورة مثالية للمسؤول الذي يليق بالشباب ويليق بالأردن، فستكون سناء أبو عباس واحدة من أبرز هذه النماذج ولأن الشباب يعرفون من يُشبههم، ومن يعمل من أجلهم، ومن يراهم بعين الأمل لا الخوف، فقد باتوا يرون فيها "ضمانة" بأن صوتهم لن يُضيع، وبأنهم ليسوا وحدهم، بل هناك من يُجاهد كل يوم ليكون صدى صوتهم داخل الوزارة، وحجر أساس في رسم السياسات المستقبلية.
شكرًا سناء، لأنك لا تُمثلين الموقع، بل تصنعين المعنى.