
القلعة نيوز: حمزة سمارة
اسم لا يختصر في حروفٍ معدودة بل هو مساحةٌ كاملة من النور الممتد في الذاكرة والوجدان
حين يقال "بدور" يتداعى إلى الذهن القمر حين يكتمل والليل حين يزدان بضياءٍ يغلب ظلمته بدور ليست مجرد امرأة أو فتاة بل هي كيان يحمل رمزية أوسع من حدود البشر كأنها حالة من الصفاء تسكن هذا الكون المزدحم بالتشويش
بدور هي الحلم الذي يسير على مهل فلا يستعجل الوصول لكنها تصل دائمًا في اللحظة التي يحتاجها القلب هي دفءٌ في البرد وطمأنينة في القلق وبوصلةٌ في الحيرة هي الوجه الذي يتذكره الناس حين يغيبون عن أنفسهم واليد التي تمسح غبار الطريق عن أرواحٍ أثقلها التعب
في حياة كل منا "بدور" بشكلٍ أو بآخر قد تكون إنسانة نعرفها أو ذكرى تعيش بداخلنا أو حتى مبدأ نتمسك به في زمنٍ يفرغ المعاني من مضامينها
بدور ليست مجرد حضور بل هي معنى هي الضوء الذي لا يتوقف عن الولادة في العتمة واليقين الذي يظل ثابتا رغم اضطراب الموج
أن تكون "بدور" هو أن تكون انعكاسًا للنقاء أن تحمل في روحك إشراقًا لا تراه العيون وحدها بل تستشعره القلوب قبل النظر بدور تعلمنا أن الجمال ليس في الزينة الظاهرة بل في تلك الروح التي تعرف كيف تعطي بلا انتظار وكيف تضيء بلا وقود وكيف تحب بلا حساب
هي روايةٌ مكتوبة على ملامح الزمن وفصلٌ لا يُمحى من كتاب الحياة كل خطوةٍ لها صدى وكل كلمةٍ منها حياة وكل ابتسامة منها خلاصٌ صغير من ثقل هذا العالم
بدور هي المعنى حين يغيب المعنى وهي البداية حين يظن المرء أن النهايات قد أغلقت كل الأبواب
وحين نفكر في اسمها ندرك أن "بدور" ليست فقط كائنًا بشرياً بل هي رمز للثبات والإشراق معا تماما مثل القمر يبتعد يغيب ثم يعود كاملاً ليثبت أن الغياب لا يعني الفناء وأن العودة ممكنة مهما طال الانتظار
إنها وعدٌ ضمني أن النور سيظل موجودًا، وأن القلوب مهما تعبت ستجد من يرممها
بدور هي الشاهدة على أن الإنسان يستطيع أن يكون جسرًا بين الألم والرجاء بين الغياب والحضور بين النهاية والبداية
في زمن يلهث خلف المظاهر تظل بدور درسًا عميقًا في البساطة وحكاية مكتوبة بمداد الصفاء هي البرهان أن الحياة مهما قست ما زال فيها ما يستحق أن يُعاش